عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 29  ]
قديم 2005-11-13, 2:13 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي أهل الزوجين علي صفيح ساخن
أهل الزوجين علي صفيح ساخن


جاءتني وحالتها النفسية تحت الصفر ، متوترة .. واستجمعت أعصابها لحظات بقدر عدد كلماتها التي أطلقتها كالرصاص

: أريد الطلاق منه .. لا أريده .. خلصوني من هذا الإنسان .. فإنه لا تحتمله أي امرأة .. . احتضنتها وربت علي رأسها ، مهدئة لها ، وخائفة علي مستقبلها .

وحتى لا تأخذني العصبية بغير الحق ، طلبت منها أن تذهب إلي غرفتها ، لتغير ملابسها وتهدئ نفسها بقليل من الماء البارد علي وجهها .. وحتى أستمع إليها بإصغاء وحكمة ..

بادرتها الكلام بأن استرجعت لها حياتنا ، أنا ووالدها : المشاكل الزوجية في كل بيت يا ابنتي ولتكن حياتي مع والدك ، في بدايتها ، دليلاً وموعظة لك ـ لقد حدث ما حدث من مشاكل وخلافات .. إلي أن تساوت الطبائع وأصبحت الآن علي ما يرام .. أخبريني يا ابنتي ماذا حدث ؟

قالت : بكل صراحة يا أمي .. وجدته متصلباً في رأيه ، ليست المرونة من طباعه .. لا يود سماعي في أي خلاف ، لا يعرف التفاهم .. فقط ما يريده هو وفي لحظتها ..

عدت بذاكرتي قليلاً إلي الوراء ، وإلي أسلوبي في احتواء خلافاتي مع أبيها ، فوجدت ابنتي تختلف عني تماماً في مواجهة مشاكلها مع زوجها .. أجرأ مني ، قوية ..

قلت لها : لماذا تواجهين خلافاتك بهذا الأسلوب الصارم ؟

قالت : هو يريد ذلك ، فهو يرفض التراجع في موقف قد يكون هو المُسيء فيه .
ثم قالت لها : اذهبي لتنامي الآن وإن شاء الله في الصباح يصير خير ..
صباحاً .. طلبت منها أن تذهب إلي بيتها .. وتكون طبيعية .. حتي يعود زوجها .. ولكنها كانت خائفة .. من أن يرفض عودتها ويجرحها بكلام أثناء غضبه وثورته عليها ..

شغلني أمر ابنتي وشعرت برغبة جادة في التدخل لتهدئة الخلاف بينها وبين زوجها .. فأتت في ذهني فكرة أن أستعين بأحد المقربين .. ووجدت نفسي أتوجه إلي أبيها .. وعرضت عليه التدخل في أمر ابنته ولكنه كان سلبياً وقال لي : اتركيهما يتعلمان من الحياة .. ما هانت علي حالة ابنتي فقررت الذهاب بنفسي ومحادثته .

وصلت إلي بيتهم ، ففتح هو لي الباب – الموقف عصيب – لأنني كنت معبأة نفسياً من كلام ابنتي – راودني شعور بأنه أوبخه وأهجم عليه باللوم والعتاب ، لأدافع عن ابنتي .

حدثته بكل ما أخبرتني به زوجته .. ففوجئ من كمية المعلومات لدي ، ومعرفتي لأدق تفاصيل حياة ابنتي ، مفاجأة جعلتني أندم علي قراري بالحديث معه .

كان رده : الحياة الزوجية عشرة وأسرار لا تخرج خارج أبواب البيت .. ولكن ابنتك مزقت ستر هذه الأسرار وألقتها خارج الأسرار والنوافذ ..!

واستطرد : طبيعي أن نعود إلي حياتنا ولكن ليست كما كانت عليها .. لأنها أحدثت في داخلي شرخاً بمجرد أن باحت بخصوصياتنا .

فقلت له : ولكنني أنا أمها وهي ما أتت إليّ وأزاحت ما علي قلبها من أثقال إلا رغبة منها في أن تجد عندي النصح والإرشاد والتوجيه .. طبيعي أن تجد لنفسك شخصاً ما تبوح إليه في وقت الضيق .. ما بالك وأنا أمها ؟ أتصبح خائنة للأسرار إن هي روتها لأمها ؟؟ ثم إنها لم تبح لي بخصوصيات يقال عنها أسرار ممنوع الكشف أو اللمس .

شعرت بعدها بالهدوء يتسرب إليه وأنهيت مقابلتي بالاتفاق بيننا أن يراعي كل واحد منهما الآخر ، وعلمت بعدها أنه استقبل زوجته استقبالاً جيداً .. وإلي كتابتي هذا الموقف وهما متفاهمان ولم يزعجها بعدها .

موقف 2 : أرفض هذا التسلط

عاد إلي المنزل وحيداً مهموماً – لأنه كان مقرراً أن يعود إلي البيت ومعه زوجته ومولودهما بعد أربعين يوماً من مخاض الزوجة –

فسألته أمه : أين زوجتك وطفلكما ؟؟ ..

نظر إلي والدته ولم يستطيع أن يخبرها دفعة واحدة بما حدث من حماته وبعد قليل من التمهيد صارحها ، فلقد أطلقت خالتي – صافرة الإنذار – بدءاً للمشاكل والشرور بطلبها سكناً مستقلاً لابنتها بعيداً عن بيتكم ، وعندما رفضت هذا الطلب .. لسببين – الأول مادي ، والثاني ارتباطي بأهلي – رفضت هي في المقابل – عودة زوجتي معي .. ثم زادت النار سعيراً بأن حرضت أبناءها للضغط عليّ لأرضخ لأمرهم .

فكما يقول المثل جه يكحلها .. عماها فزادت شقة الخلاف وازداد إصراري علي رأيي .. وتشابكت الأيدي بالعداوة والصراع مع إخوان زوجتي .. ووصل الأمر إلي أبعد من الاستقلال بمسكن .. انتهينا إلي بقاء زوجتي عند أهلها أربعة أشهر .. وأفكار سوداء بين طلاق وعدمه .. وتطاول بالألفاظ وبالأيدي .

موقف 3 : رسالة

إلي ولدي الذي تزوج ..
بسم الله الرحمن الرحيم
وليدي حبيبي / … من ساعة زواجك صرت لها وبالزمن الماضي كنت لي .. يا تري ؟! شِللي تغير ؟.. أدري هذا يصير ، لكن .. شسوي بقلبي ، ما يقدر يبطل تعلق وتفكير فيك .. كنت ألقاك كل يومٍ .. وكل ساعة ، قبل النوم لما أقعد .. لكنها يا وليدي سنة الحياة ..

تولت أمرك مَرة غيري .. مثل زمان أنا توليت أمر أبوك .. لكن الله يرحم أيام زمان ! اللي ما شعر أبوك بشوق لأمه .. لأنه ساكن معاها .. تعالي يا وليدي تغدي عندي كل يوم .. شللي يمنع ؟ .. بس أخاف مرتك تزعل مني .. تأكل من يدها .. ويلي علي وليدي صار يحب طبخ غيري ..

راحت عليك يا أم فلان .. أكلك صار موضة قديمة والسلام ختام .. أمك المحرومة منك .

استعجلناه لأجلكم

المواقف هذه وغيرها العشرات نشهدها جميعاً في حياتنا واحتكاكنا بالناس ، قد لا يراها البعض شديدة الإثارة – والحق معه – لكنها كثيرة التكرار ، وإن بدت لنا أحيانا بأشكال وأحداث مختلفة. ملف علاقة الزوجين بأهل كل منهما لم يكن طارئاً علي خطة التحرير ، ولكن إلحاح القراء علي تقديمه ولّد لدينا قناعة بحجم المشكلة ، وحاجة البيوت إلي إثارة هذه القضية فاستعجلناه لأجلهم ، ولأجلك .

شرطي متقاعد

علاقة الخالة أو الحماة بزوجة الابن مثلها مثل جميع العلاقات الاجتماعية والإنسانية الأخرى ، تحتاج منا إلي قانون حاكم وشرع منظم يكفل لها الانسجام والتآلف .

بعض الأمهات – لسبب أو لآخر – يبدين نفوراً وبغضاً شديداً لزوج ابنتها أو لزوجة ابنها ، فتهيمن مشاعر الغيرة علي أجواء العلاقة وتتحول إلي تتبع للعثرات وكتم للمحاسن وغيبة وغيمة بما فيهم وبما ليس فيهم ، وبعضهن يلعبن دور الشرطي الذي أحيل إلي التقاعد ، فتحاول أن تفرض سيطرتها ونفوذها علي كلا الزوجين وعلي الأبناء كذلك .

وفي المقابل

تغفل كثير من الزوجات ، رغم ثقافتهن ودراستهن – أن لهذا الرجل الذي اقترنت به أُماً ، لها عليه أعظم الحقوق ، فيدفعها شبابها وعنفوانها إلي أن تثبت وجودها وتملي قراراتها علي زوجها وحتى علي أسرته بمجرد أن تطأ أعتاب حياتها الجديدة ، والويل كل الويل لمن يعترض خططها .

وبين هذه وهذه وتلك يقع الزوج تائهاً حائراً يُرضي من ؟ زوجته ؟ أم أمه ؟ أم أُم زوجته ؟! وبعضهم يفضل الانسحاب من ساحة المعركة تاركاً النار تأكل بعضها ، وكأنه ليس المعني بالأمر وعليه بالدرجة الأساسية يقع عبء التنظيم ومهمة إرساء شكل العلاقة وصياغة لوائحها وفق قواعد البر والعدل والإنصاف .

الامتحان الصعب

وكذلك ، فإن اجتياز أحد الزوجين أو كليهما لحاجز الأم – إذا جاز التعبير – ونجاته من الوقوع في دوامة ذلك الموروث السلبي وتأثيره في حياته ، يعني – بتوفيق الله – نجاحاً في الامتحان الصعب ، وبالتالي النجاح في الامتحان الأسهل ، والمتمثل في بقية أفراد الأسرة .

بأخلاق عالية ، ولسان جميل ، وقليل من الحكمة والصبر والذكاء ، نجح الكثير من الأزواج في إسعاد أنفسهم وأهليهم من حولهم ، فكانت خبرتهم وتجربتهم موقع التقدير والاقتداء ، ورصيداً ثقافياً عامراً بالفائدة تقدمه الفرحة في ملف هذا العدد ، مع الدعوة للجميع بالتوفيق .

أسماء خالد الرويشد