هل يعي هؤلاء المتكسبون بأقلامهم فداحة ما اقترفوا ؟!..
وهل يعي أربابهم إثم ما صنعوا؟!..
وهل يعي من دفع لهم قرشاً واحداً أنه اشترى ضرره بماله بل وأضاع إيمانه؟!..
إن القلم يعيش هذه الأيام مرحلة حرجة وأمانة مضيعة من قبل البعض!!..
بعضهم اتخذ قلمه صنعته إن طلب منه أن يحسن أحسن
وإن طلب منه العكس صنع ولم يبالي وذيّل مقالاته باسم يكفيه من مقاله أن تقرأه !!..
لما فسدت الذمم وضعف الإيمان وابتُعد عن الشريعة الغراء راجت هذه الصناعة ووقع القلم ضحية لها ..
وليس ذلك فحسب بل إن التقليد الغربي والتشبه بهم طال تقليد إعلامهم و أقلامهم ..، وإلى المدعين بضرورة الالتزام بحرية الإعلام أقول
أي حرية تطلبون وأي قيود تبطلون؟!..
أي حرية هذه التي تخرج المرء عن دينه وتدعوه إلى التحرر من عقيدته و التحرر من القيم والأخلاق والفضائل؟!..
أي حرية هذه التي تسلب من شبابنا أعز ما يملكون..أوقاتهم و أعمارهم التي هم عنها مسؤولون؟!..
وأسوق لكم قول الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله رحمة واسعة-:
( وكان الواجب على كتابنا من الرجال والنساء أن يتحروا الحق فيما يكتبون وأن يزنوا كلماتهم وأهدافهم بالميزان الذي لا يجور وهو ميزان الشريعة الإسلامية الكاملة المعروف من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وأن لا يغتروا بالشعارات المضللة والدعايات الجوفاء والأساليب الساحرة التي انتحلها أعداؤهم وقصدوا من ورائها تضليل المسلمين وتلبيس دينهم عليهم ودعوتهم إلى التملص منه والخروج على أحكامه بشتى الأساليب وأنواع المغريات).
نعم أيها الكتاب المسلمون، يا أرباب المحبرة والأقلام
أعلم أنه تسؤ كم حال البعض ولكنكم أنتم البعض الآخر الخيّر المجاهد
لتكن أقلامكم صناعتكم التي لا تربحون منها أرباحاً دنيوية مادية بل الأجر والثواب من الله
ابنوا بأقلامكم قصوراً من الحسنات
كونوا البلسم الشافي لجراح الأمة
حمّسوا وادعوا وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر
سطروا المجلدات في علوم الفقه والشريعة
سطروا الكتيبات في دعوة المسلمين
ابحثوا وقارنوا واقرؤوا واكتبوا كلاماً تلقوه عند الله يوم لا ينفع مال ولا بنون
أقيموا المؤسسات الصحفية المناهضة لأعداها
تذكروا قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ([ابراهيم: 24]..
وهو القائل: (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَار([ابراهيم:26]
فأي الكلمتين تختارون؟!..