خصيصة ..
- - - - -
من أروع خصائص الحب ، إذا استقر حقاً وصدقاً قي شغاف قلب إنسان ،
أنه يدفع صاحبه إلى إفراغ جهده كله :
في التحبب والتودد والتملق والتقرب والتزلف من محبوبه ،
لا يبقي من جهده شيئا في سبيل ذلك ،
وهذا يصح في المحبة الصحيحة ، كما يصح في المحبة الباطلة ،
وكم سمعنا وكم قرأنا وكم رأينا ما يفعل الحب بأناس شغفت قلوبهم بوهجه ، واكتوت بنيرانه ..!
فإذا هم يبذلون الغالي والنفيس ، ويسترخصون الجهد والمال والوقت ،
من أجل رضا ذلك المحبوب ، والقرب منه ، والتحبب إليه ،
وسماع كلمة رضا وثناء منه عليهم ، فكيف لا يكون ذلك مع الله سبحانه ،
وهو أحق بأن تشغف بحبه القلوب !؟
( وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ ..) تأمل قوله : أشد ..
ولعله من أجل ذلك _ أعني الخصيصة التي أشرنا إليها في مقدمة الكلام _
فلا تبقي في قلبك زاوية إلا وهي معمورة مغمورة بحب الله عز وجل ،
لا يوجد فيه فراغ لمحبة أحد غير الله سبحانه ،
أما محبة من أمر هو محبتهم ، فإنما هي تفريع لمحبته سبحانه ..
فإذا تحققت بذلك ، وبلغت هذا الأفق الراقي ،
عندها سترى العجب العجاب ، مما سيثمره هذا الحب ، وما يولّده ،
وما يدفع إليه ، وما يعطيكه ويمنحكه ..!
نسأل الله سبحانه أن يشغف قلوبنا بحبه جل جلاله
ابو عبد الرحمن