
2010-05-31, 1:46 AM
|
فكرة رائعة ..!
فكرة رائعة ..! - - - - - -
ليس عندك عقار تتجر فيه وتربح منه ، ولا أرض تثمرها وتكسب منها ،
ولا مال سائل تتنعم به ، وتفيض به على الآخرين لتكسب قلوبهم ..!
ولكن لو أنك فكرت قليلاً وبروية ، لوجدت أن كل هذا ملك يديك ،
بل أكثر منه أضعافاً مضاعفة ، إلى أضعاف لا تدخل تحت حساب ..!!
وإليك حل اللغز …!!
لك أن تتخيل إنساناً يملك جميع ما ذكرناها ومعه مثله ومثله ..
غير أنه بعيد عن ماله وتجارته وضياعه ، وقصوره وبساتينه ، وحشمه وخدمه ،
لسبب أو لآخر ، لكنه مع هذا البعد عن أملاكه ، لا يزال في طرب قلبي ،
وسعادة عظيمة ، وفرح روحي ، لأنه يعلم مقدار ما يملك ، وأنه عن قريب
سيكون في بحبوحة ذلك النعيم ، بل هو يجهد في أن يزيد مما عنده ، ويضاعفه ..!
أسألكَ بالله العظيم :
لماذا لا تكون أنت ذلك الرجل بعينه ، البعيد عن أملاكه وتجارته ،
وأمواله الكثيرة ، وبساتينه وقصوره وخدمه وحشمه ..!!؟
أحسبك ستفتح فمك في دهشة وتقول لي : كيف ذلك ؟!
فاسمع يا رعاك الله ..وافتح لي قلبك وعقلك وروحك ..
إن مالك وعقارك وتجارتك وأموالك وكنوزك وقصورك وبساتينك ، ووو ،
مما لا يصفه لسان ، ويعجز عنه كل بيان ، هو :
ما وعدك الله به في جنة عرضها السماوات والأرض ، فيها ما لا عين رأت ،
ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، وموضع شبر فيها ،
خير مما جمع الجامعون في هذه الدنيا ، بل والله لهو خير مما في هذه الأرض وما فيها ..!
ولك أن تتصور :
أنك الآن بعيد عن أرضك التي فيها كل ذلك المُلك .. وعن قريب ستكون هناك !
مَلكٌ من ملوك السماء ، في خدمتك الملائكة الكرام ..!!
وتحت أمرك على الفور ما تشتهيه نفسك بلا توقف ..!
بالإضافة إلى شباب لا هرم معه ، وصحة لا يعتورها مرض ، وحياة بلا موت ،
وخلود بلا انقطاع ، ونعيم لا يزال يتجدد ، وفوق هذا كله رضوان من الله أكبر!
..
وإن ساعة في الجنة لتنسيك كل تعب وهم وغم ، وحزن وشدة ،
كنت قد مررت بها في دنياك ، فكأنما كان ذلك مجرد حلم مزعج ،
وقد أصبح اليوم ذكرى يتفكه بها!
وإن ساعة في الجنة لترجح بكل نعيم ملوك الأرض قاطبة ، لو أنه اجتمع لواحد
منهم ، منذ أن خلق الله الأرض إلى أن تقوم الساعة ..!
هل تستطيع أن تجعل هذه الفكرة منك على بال ، فلا تغفل عنها ،
وتذكر نفسك دوما بها ، وتحييها كلما حاول الشيطان إخماد جذوتها .؟!
أحسب أنك لو استطعت أن تجعل هذه القضية في بؤرة شعورك بشكل دائم ،
ستجد روائع بركتها في حياتك ، استقامة على الصراط على الوجه الذي يحب الله ويرضى .. ..!
بل إني أوصيك _ كما أوصي نفسي أيضا _ أن تكون في حالة ابتهاج قلب
وفرح روح ، وانشراح نفس ، وسعادة غامرة وأنت تستحضر ذلك النعيم المقيم ،
وذلك المُلك الذي وعدك الله به ، والذي لا تزال تشتاق للانتقال إليه ..!!
..
يبقى أن أوصيك أن تقتطع من وقتك ، لتقرأ كتاب ( حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح )
لتتطلع على شيء من تفاصيل مملكتك !! تلك المملكة التي ينبغي أن تشتاق إليها ،
حيث قد أجاد الشيخ ابن القيم رحمه الله ، وأحسبه حشد جميع النصوص الواردة
في وصف الجنة ، وحاول أن يقدم لك وصفاً تفصيلياً لها ، حتى لكأنك تراها ..!
ابو عبد الرحمن
توقيع يمامة الوادي |
هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟
|
|