[ابوعبدالرحمن15]

a7

.....من منقولي.....
كثير منا شغله الطيش والشباب عن بر والديه .. ومرت الأيام سريعة ليجد نفسه أباً ومسؤولاً وبدء يتذكر الشقاوة والعناد والإهمال والفساد في علاقته بأبويه ، وكم يتمنى المرء أن يرجع به الزمن للوراء ليقوم بالبر والإحسان لأبويه

ويا ليت الأبناء يبحروا ويشاهدوا ما يبذله الأبوان في سبيل إسعادهما ولكن رحمة الله واسعة وأبواب الأجر متصلة ... فدعاؤك لأبويك في هذه الأيام المباركة واصل متصل بالبر لهم(( ربنا اغفر لي ولوالديّ وللمؤمنين يم يقوم الحساب ))
وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : ( استغفار الولد لأبيه من بعد الموت من البر )
بل ترفع درجات الأب في الجنة بسبب دعائك كما قال - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله تعالى ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول:يا رب أنّى لي هذه فيقول : باستغفار ولدك لك ) .

ومن البر الجاري لهما بعد موتهما بالإضافة للدعاء لهما الصدقة عنهما ؛ ففي الموطأ إسناد حسن أن سعد بن عبادة - رضي الله عنه - خرج مع النبي - صلى الله عليه وسلم-
في بعض مغازيه فحضرت أم سعد الوفاة فقيل لها أوصي فقالت فيما أوصي؟ إنما المال مال سعد ، فتوفيت قبل أن يقدم سعد فلما قدم سعد ذكر له ذلك فقال : يا رسول الله ، هل ينفعها أن أتصدّق عنها ؟ قال (( نعم )) قال سعد: حائط كذا وكذا صدقة عنها أي بستانٍ سماه .

وجاء في البخاري ومسلم عن عائشة - رضي الله عنها - أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : إن أمّي افتُلِتت نفسها وأراها لو تكلمت تصدّقت أفأتصدّق عنها ؟
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم – (( نعم)) .
وفي رواية عن ابن عباس أن رجلاً قال يارسول الله إن أمّي توفيت أفينفعها إني تصدقت عنها قال: (( نعم )) .

إن منا من وفقه الله وأعانه على البر بوالديه في حياتهما ومنا من لم يوفق إلى ذلك الفضل العظيم ومنا من لم يسعد بوالديه أو أحدهما وهو شاب يستطيع القيم ببرهما ومنا من لم يدركهما أصلاً ، فالصدقة والدعاء باب عظيم متصل ببر الوالدين لمن فاته برهما في الحياة والصدقة عليهما فرصة عظيمة للبر بعد الممات فهي تمحو العقوق والتقصي والضياع ، ......