الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
نحمد الله لذي أنعم علينا بصيام شهر رمضان المبارك ، وأسأله أن يتمه علينا وعليكم ، وأن يقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام والدعاء وصالح الأعمال ، وأن يجعلنا من عتقائه من النار ، ونسأله بأسمائه وصفاته الحسنى الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ، ونعوذ بوجهه الكريم من النار وما قرب إليها من قول أو عمل.
ونحن الليلة نعيش آخر ليالي شهرنا ؛ فألفت نظركم إلى أهمية الدعاء والتضرع لله سبحانه، فكثير منا لا يعطون هذه العبادة حقها؛ بيأسهم مثلا، فتجدهم محبطين أو مستبعدين لرحمة الله، والبعض تجدهم يدعون بصغائر الأمور، والله سبحانه يحب التوسل إليه ودعاءه والتضرع له، وهو سبحانه لا يتعاظمه شيء أعطاه، فأجملوا بالطلب أحبتي وادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واسألوه الثبات على هذا الدين، وتأملوا أهل الجنة حين دخلوها ماذا قالوا ؟
قالوا [ وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله..]الأعراف/43، قال ابن عباس رضي الله عنه: يقولون ذلك إذا بلغوا عين الحيوان، فيشكرون الله الذي هداهم لدين الإسلام.
واسألوا الله الثبات على دينه، واسألوه ما كان يسأله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ومن دعائه : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
فالله الله بالدعاء فهو سلاح خطير، وكثير منا أهمله وتركه، وتأمل قصة إبليس كيف أنه حين دعا الله مخلصا استجاب له؛ قال تعالى على لسان إبليس [ قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون. قال إنك من المنظرين]، وتأمل المشركين حين يركبون الفلك، كما قال الله تعالى [ فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون] العنكبوت/65 ، فالله سبحانه استجاب لهم لإخلاصهم الدعاء ، وهو يعلم سبحانه أنهم سيعصونه، ونحن والله أفضل من إبليس وأفضل من كفار قريش ، وأقرب لأن يستجيب الله لنا ، فألحوا على الله في الطلب، وتوسلوا بأسمائه وصفاته، كما قال سبحانه [ ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون] الأعراف 180 .
اللهم اجعلنا ممن صام رمضان إيمانا واحتسابا ، آمين، وشكرا لكم .