ذات يوم أصدر أحد الملوكـ القدماء البيان التالي :
" من يستطيع أن يقتل الحجر الذي أمامـ قصري ويجعل الدماء تسيل منه مثل الكبش ،
سيكون مستشاري الأول " .
حكـ الجميع روؤسهمـ ، لكن أحدًا لمـ ليكن ليستطيع أن يقتل حجرًاوبالتالي لن تسيل منه الدماء.
وفي نفس البلد ، كان يعيش مزارع نشيط ، له إبنة أذكى من عشرة علماء مجتمعين ، فارتدت
ملابس الرجال وتقدمت أمامـ الملكـ
وقالت له :
سوف أفعل ما تطلبه يا مولاي.
أحاط الرجال والنساء بالفتاة المتنكرة التي تتقدمـ نحو الحجر وفي يدها خنجر وكان الملكـ وحاشيته
ينظرون إليها من أعلى النوافذ .
ورفعت الفتاة بصرها إلى الملكـ
وقالت :
" إذا كان علي أن أجعل الدماء تسيل من هذه الحجر فينبغي أن تكون له روحٌ . فإذا استطعت
أن تعطيه واحدة سأنفذ مهمتي " .
صاح الملكـ بإعجاب : " أنت معكـ كل الحق . لذلكـ سأطلب منكـ شيئاً آخر .
ارجع إلى داركـ وعُد إلي بعد ثلاثة أيامـ راكباً دابة وغير راكب وقدمـ لي هدية ولاتقدمها
وتستقبلكـ الجماهير ولا تستقبلكـ في نفس الوقت " .
رجعت الفتاة إلى دارها وطلبت من أبيها أن يحضر لها خمسة أرانب وزوجاً من الحمامـ.
وبعد ثلاثة أيامـ وضعت الفتاة الحمامـ في كيس.
وقالت لراعي الغنمـ وهي تعطيه الكيس : " تعال
معي ، وحينماأعطيكـ الإشارة اطلق صراح الأرانب.
كان الملكـ وحاشيته يُطلون من الشرفات والنوافذ .
وتجمهر أمامـ القصر أناس كثيرون . ورأى الجميع الفتاة المتنكرة في ثياب شاب وهي تعتلي
ظهر عنزة صغيرة .
وكان الفتى يضطر إلى أن يلمس الأرض بقدميه أحياناً ، فيمشي عدة خطوات ثم يرفعها ثانية ...
وهكذا كان راكباً وغير راكب .
وحينما وصل إلى القصر أشار للراعي فأطلق الأرانب فجرت هاربة ما جعل الجميع يحاولون الإمساكـ بها ...
وهكذا استقبله الجمهور ولمـ يستقبله .
ثم اقترب من الملكـ وقدمـ له زوج الحمامـ . ومن قبل أن يمسكـ الملكـ بهما طارت الحمامتان مبتعدتين...
وهكذا قدمـ الفتى هدية ولم يقدمها .
فصاح الملكـ بإعجاب شديد : " أنت في منتهى الذكاء سأجعلكـ مستشاري الأول .
لكن هل تستطيع أن تخمن فيمـ أفكر ؟ " .
نعم أنت تفكر قائلاً لنفسكـ : " خسارة أن لا يكون هذا الشاب فتاة . والإ لكانت زوجة نادرة المثال".
رد الملكـ بحسرة " هذا صحيح فقد مللت حياة الوحدة وغباء المستشارين " .
حينئذٍ رفع الفتى غطاء رأسه فانسدل على الكتفين شلال من الشعر الطويل ، يلمع في الشمس
كسنابل القمح .
وقالت الفتاة: " أنا إبنة مزارع شريف لكن إذا أردت أن تتزوجني فأنا أوافق على ان أصبح
زوجتكـ " .
قال الملكـ وهو يمد لها يديه مُرحباً : " بكل الفرح والسرور "
وهكذا أصبحت الفلاحة الصغيرة ، الأذكى من عشرة علماء مجتمعين ، ملكة ، وأقرب المستشارين
إلى قلب وعقل زوجها الملكـ .
[IMG]http://rama444.******.com/rblueline.gif[/IMG]
من إطلاعاتي