المهم أننا كلنا مسلمون من أمة واحدة. ويجب أن نكون في دولة واحدة وليس أقطاراً متفرقة, هذا يمني وهذا عراقي وهذا مغربي وهذا بوسني وهذا اندونيسي وهذا باكستاني. ولا حول ولا قوة إلا بالله. ولكنها المؤامرة والحقد الذي صبوه علينا. ثم أتى جهلنا وقلة وعينا لديننا فزادة في الطين بلة.
إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون
قال رسول الله صلى الله عليه سلم يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى
عن جابر رضي الله عنه يقول غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثاب معه ناس من المهاجرين حتى كثروا وكان من المهاجرين رجل لعاب فكسع أنصاريا فغضب الأنصاري غضبا شديدا حتى تداعوا وقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما بال دعوى أهل الجاهلية ثم قال ما شأنهم فأخبر بكسعة المهاجري الأنصاري قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوها فإنها خبيثة
وقال دعوها فإنها منتنة
وقال عمر نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله
فعلينا بالاعتزاز بإسلامنا فقط. وهنا أشدد على كلمة فقط. فأنا مسلم أولاً وأخيراً وأقول بلدي التي ولدت فيها بمشيئة الله وقدره هي بلاد الشام. فأنا لست سورياً ولا لبنانياً ولا فلسطينياً بل مسلماً. وإسلامي هذا يوحدني بأخي في أرض الجزيرة وفي أرض الكنانة وفي البلقان وفي أرض السند. أما إن قلت أنا أردنياً, فعندها قزمت نفسي وقللت من قيمتي التي وهبني الله إياها وأنكرت نعمته التي أنعم علي أن أكون مسلماً.
فيا أخوتي في الله, نحن أمة واحدة ولا ينبغي لنا أن نكون بلداناً. أقولها ولا أخاف في الله لومة لائم. ومصيرنا العيش في دولة واحدة نحكم بالعدل والحق وشرع الله, دولة على منهاج النبوة كما في عهد الخلفاء الراشدين. فإن محمداً رسولنا الأمين صلوات الله عليه وسلامه قال في حديث صحيح في مسند أحمد:
تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.