منتديات موقع بشارة خير - عرض مشاركة واحدة - كيف نكون ربانيين ونحن بين أزواجنا وأولادنا ؟
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 4  ]
قديم 2005-10-24, 10:24 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
ولكي تُثبت المرأةُ جدارتها وتميزها اليوم في إصلاح المجتمع، لا بد لها من مؤهلات أو مقومات- وهي سهلة المنال لمن تصدق مع ربها وتخلص له- لتقوم بمهمتها في المجتمع فتكون داعية خير! لا مدعوة للشر!! .. وإليكم جانباً من هذه المقومات ...
1- الإخلاص: وهو إفراد الله سبحانه بالقصد في الطاعة والإخلاص هو روح كل عمل، والأعمال التي يستعظمها الناس، ويبذلون فيها الجهود، وربما الأموال لا وزن لها عند الله عز وجل إذا فقدت الإخلاص قال تعالى{ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً} فلينتبه لشرط الإخلاص فعليه مدار قبول العمل وبالتالي النفع به، قال سبحانه: {وَمَا أُمِرواْ إِلا لِيَعبُدواْ اللهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ }

2- العلم: أن تكون المرأة نفسها صالحة، لتكون أسوة حسنة وقدوة طيبة لبنات جنسها، ولكن كيف تصل المرأة إلى الصلاح؟ لن تصل المرأة - ولا الرجل - إلى الصلاح، فضلاً عن الإصلاح إلا بالعلم الشرعي الذي تتلقاه من أفواه العلماء، سواء أكان هؤلاء العلماء من الرجال أو النساء، وما أجمل ما تميزت به بلادنا – حفظ الله أمنها واستقرارها- من انتشار الدورات العلمية للرجال وللنساء، وما تميزت به بعض المدن والأحياء من وجود دورٌ نسائية. كما أنه في عصرنا هذا يسهل كثيراً أن تتلقى المرأة العلم من أفواه العلماء، وذلك بواسطة الأشرطة المسجلة، فإن هذه الأشرطة - ولله الحمد - لها دور كبير في توجيه الأسرة – والمرأة من أهم ركائزها- إلى ما فيه الخير والصلاح. إذن فلا بد لتميز المرأة من العلم، لأنه لا صلاح ولا تميز إلا بالعلم.، ومن أهم ما يحسن بالمميزة الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر أن تتحلى به صفة العلم، فالعلم زينة لها، ووسيلة صحيحة للعمل، ومرافق دائم في مجال الدعوة والأمر والنهي. قال تعالى {قُل هَل يَستَوِي الَّذِينَ يَعلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعلَمُونَ } إن جهالة من تأمر وتنهي فيما تدعو إليه أو تنهى عنه، قد يوقعها في حماقات كثيرة، وإشكالات عديدة، بل ربما حدثت بسبب ذلك مفاسد متعددة، أو تعطلت مصالح راجحة.

3- الحكمة: أي أن يكون لدى المرأة حكمة في الدعوة، وفي إيصال العلم إلى من تخاطب، والحكمة هي وضع الشيء في موضعه، كما قال أهل العلم، وهي من نعمة الله سبحانه وتعالى على العبد، أن يؤتيه الله الحكمة. قال الله عز وجل {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً } وما أكثر ما يفوت المقصود ويحصل الخلل، إذا لم تكن هناك حكمة، فمن الحكمة في الدعوة إلى الله عز وجل أن ينزل المخاطب المنزلة اللائقة به، فإذا كان جاهلاً عومل المعاملة التي تناسب حاله، وإذا كان عالماً، ولكن عنده شيء من التفريط والإهمال والغفلة عومل بما تقتضيه حاله، وإذا كان عالماً ولكن عنده شيء من الاستكبار وردّ الحق عومل بما تقتضيه حاله. فالناس - إذن - على درجات ثلاث: جاهل، وعالم متكاسل مفرط، وعالم معاند، ولا يمكن أن نسوي كل واحد بالآخر، بل لا بد أن ننزل كل إنسان منزلته، ولهذا لما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً رضي الله عنه إلى اليمن قال له[ إنك تأتي قوماً أهل كتاب] وإنما قال له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ليعرف معاذ حالهم كي يستعد لهم بما تقتضيه أحوالهم، ويخاطبهم بما تقتضيه هذه الحال أيضاً. فينبغي أن ينزل كل واحد من المدعوين المنزلة اللائقة به. ومن الحكمة، أن تبدأ الداعية بالأقرب فالأقرب، فتكون حسنة التربية لأولادها، لأن أولادها هم رجال المستقبل ونساء المستقبل، وأول ما ينشئون يقابلون هذه الأم، فإذا كانت على جانب من الأخلاق وحسن المعاملة، وظهروا على يديها وتربوا عليها، وسيكون لهم أثر كبير في إصلاح المجتمع. لذلك يجب على المرأة ذات الأولاد أن تعتني بأولادها، وأن تهتم بتربيتهم، وأن تستعين إذا عجزت عن إصلاحهم وحدها بأبيهم أو بولي أمرهم. وهكذا أخوتها وأخواتها وأسرتها وأقاربها، كما ينبغي إلا تتوقف عندهم فقط، بل يكون لها دورٌ مي المجتمع ككل.

4- الدعوة إلى الله : ما أحسن أن تستشعر المسلمة فضل دعوة الأخريات للاستقامة والعمل الصالح، فتفوز بمثل أجورهن ، قال صلى الله عليه وسلم [ من دعا إلى هدى كان له من الأجور مثل أجور من تبعه، دون أن ينقص من أجورهم شيئاً] وقال بأبي هو وأمي وولدي والناس أجمعين صلى الله عليه وسلم [الدال على الخير كفاعله] وقال صلى الله عليه وسلم [لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم] فلا بًدَّ أن يكون لمن تُريد إثبات جدارتها وتنال تلكم الأجور دورٌ في تثقيف بنات جنسها، وذلك من خلال المجتمع سواء أكان في أسرتها وبين بنات أرحامها، وجيرانها، أو في المدرسة أو الدار النسائية في حيها، أو الدار القريب من أهلها إذا زارتهم في مدينة أخرى، أو حيٍ آخر، وتستثمر أي مناسبة نسائية في استراحة أو قصر أفراحٍ، أو مشغل بالنصح والتوجيه والمذاكرة. كذلك أيضاً من خلال المجتمع فيما بين النساء من الزيارات التي تحصل فيها من الكلمات المفيدة ما يحصل، مستثمرةً المناسبات السعيدة والمحزنة بالتهنئة والتعزية؛ لقد كان عُلماؤنا يحرصون على ذلك، فكان لهم أثراً كبيراً. ولقد بلغنا - ولله الحمد - أن لبعض النساء دوراً كبيراً في هذه المسألة، وأنهن قد رتّبْنَ جلسات لبنات جنسهن في العلوم الشرعية، وحلقات تحفيظ القرآن، وتفسيره، وهذا لا شك أمر طيب تحمد المرأة عليه، وثوابه باقٍ لها الآن وبعد موتها لقول النبي صلى الله عليه وسلم [ إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له] وهذا هو الاستثمار الحقيقي للحياة وما بعد الممات. فإذا كانت المرأة ذات نشاط في مجتمعها في نشر الدعوة، كان لها أثر كبير، ودور واسع في إصلاح المجتمع. ، كما ينبغي لها أن تستشعر فضائل دعوة الأخريات عبر وسائل الإعلام محتسبةً الأجر عن الله فتشارك بقلمها في الجرائد والمجلات الإسلامية والمنتديات، تشترك فيها ، سواء في الذب عن قيم دينها بالرد على دعاة تغريب المرأة فردٌ من امرأة على من يزعم تحريرها، خيرٌ – في نظري- من ألف رد من رجالٍ آخرين. قال صلى الله عليه وسلم [والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، فتدعونه فلا يستجيب لكم] رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني. أو تكتب ابتداءً بنشر الخير الذي عندها مستثمرةً المناسبات الموسمية كالأجازات أو رمضان، أو الأعياد، أو عشر ذي الحجة، أو غيرها. وتقوم على إهدائها للأخوات وإرشادهن إلى أهم الموضوعات. والمقال القصير المقروء خير من الطويل الذي لا يقرأ . ثم تحرص – وفقها الله- على البحث عن الوسائل الجديدة والمشوقة في تبليغ دعوتها، ولكن في حدود الشرع وسيأتي الزمن الذي تسود فيه التقنية والمرئيات على الكتب والمؤلفات في اكتساب المعلومات.

5- القدوة الحسنة: من السمات الحسنة المؤثرة التي ينبغي أن تتحلى بها الداعية، أن تكون قدوة حسنة للأُخريات ؛ لأن التأثير بالاقتداء والتقليد له قيمة كبيرة في نفوس المدعوات، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، وقدوة صالحة ليحتذي الناس بأقواله وأفعاله صلى الله عليه وسلم ، أما من أسرتْهَا نفسها، وأصبحت عبدةً لهواها، فلا يمكن أن تُنكر على الأُخريات.

6- الرحمة بمن تفعل المنكر والخوف عليها من عذاب الله: فإذا كانت المسلمة تنتمي لخير أمة أخرجت للناس فلتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } لتثبت جدارتها في ذلك ؛ وينبغي أن تستشعر الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر رحمة المدعوة، وأن تنظر إلى الواقعة في المنكر نظرة الشفقة عليها، والرغبة في الإحسان إليها؛ لكونها تتنازع مع الشيطان ومع هواها ومع نفسها الأمّارة بالسوء، لذا ينبغي عدم إعانة هؤلاء الأعداء عليها، بل الوقوف معها وفي صفّها حتى تتخلص من هذا الداء الذي ألمّ بها فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال [ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ] رواه البخاري

7- الرفق: وهو لين الجانب بالقول والفعل، والأخذ بالأسهل وهو ضد العنف. وقد سلك حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم جانب الرفق في دعوة الناس، وأولئك الذين كان يحتسب عليهم سواء كانوا من اليهود، أم من المشركين، أم من المسلمين. ولقد حث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم المسلمين عامة ويدخل في ذلك الدعاة والمحتسبون من باب أولى بالرفق في جميع أمورهم، ومن ذلك جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال[ إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لايعطي على العنف، وما لا يعطي سواه [رواه مسلم. وقال عليه الصلاة والسلام[ من يحرم الرفق يحرم الخير [رواه مسلم. فلنقتدي بالحبيب صلى الله عليه وسلم باللين والرحمة والعفو والتسامح، قال تعالى عنه { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }

8- الصبر: إذا كان الصبر ضرورياً لكل مسلم ومسلمة، فإنه للتي تُريد أثبات جدارتها في إصلاح مجتمعها وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر أشد ضرورة؛ لأنها تعمل في ميدان استصلاح نفسها، وفي ميدان استصلاح غيرها، فإن المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم خير من ذلكم المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم. ولقد أدرك لقمانُ الحكيم هذه الحقيقة - التحلي بالصبر - حينما أوصى ابنه بوصايا متعددة ضمّنها التحلي بالصبر. قال تعالى { يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأمُر بِالمَعرُوفِ وَانهَ عَنِ المُنكَرِ وَاصبِر عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِن عَزمِ الأُمُورِ } فلا بُدَّ أن تصبر الداعية إلى الله على ما ينالها من أذى كما صبر الرسل والصحابة والأئمة من قبل. كما ينبغي للمرأة ألا تستسلم للواقع، وتقول: سار الناس على هذا فلا أستطيع أن أغيّر، كما ينبغي ألا نغتر بالكثرة { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } ولأننا لو بقينا هكذا مستسلمين للواقع لم يتم الإصلاح، إذ إن الإصلاح لا بد أن يغير ما فسد على وجه صالح، ولا بد أن يغير الصالح إلى ما هو أصلح منه حتى تستقيم الأمور، ومن التحلى بالصبر ألا تتعجل المسلمة النتائج، ولا تظن بأحد الكمال، بل تنصح بلطف وتتابع باهتمام ولا تهمل.

9- عبادة السر: من المؤسف أن ينشغل المرء بدعوة الناس، عن نفسه، فسرعان ما ينضب معينه؛ فلا بُدَّ أن تُخصص الداعية إلى الله وقتاً كل يوم وليلة للخلوة مع الله، في عبادات لا يعلمها إلا الله وحده. ومن أعظم ما يوصي به علماؤنا قيام الليل، وعاء الأسحار، وفي السجود وبين النداءين، وصيام الهواجر، وصلاة الضحى، وأن يكون للداعية ورداً كل يوم من القرآن الكريم، والمحافظة على الأذكار، وأن يدعو لنفسها ولمن تريد دعوتهم، ولعمامة المسلمين بـ (يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على طاعتك) أسأل الكريم الأكرم الجواد أن يوفق ولاة أمرنا (أمراء وعلماء) لما يحب ويرضى، وأن يجمع كلمتهم على الحق، وأن يرد كيد الكائدين لهذا الدين وهذا البلد في نحورهم، كما أسأله – وهو القريب السميع الـمُجيب- أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأن يحفظ على بلادنا أمنها واستقرارها، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم،،
من اطلاعاتي