هناك سؤال يُطرح دائما ألا وهو :
هل للضوء تأثير على سلوك الإنسان ، وتصرفاته ونشاطاته ؟
اختلف الباحثون في هذا الأمر ، وذهبوا مذاهب شتى ، لكن تعاقب الليل والنهار ، وبزوغ الشمس ، وظهور القمر ، يبين لنا الحكمة من وراء ذلك ، ويعطي بعض الأجوبة المقنعة .
تعتمد الحياة على ثلاثة أسس الهواء والماء والشمس ، إذا فقد الإنسان عنصرا منها يختل التوازن ، وتتعذر الحياة . وللشمس دور كبير في تنظيم الحياة العملية للأفراد . يكد الإنسان طوال النهار ليخلد للراحة ليلا ، وقد سارت على هذا المنوال جميع المخلوقات تقريبا ، وقد جعل الله النهار اكثر حيوية من الليل بالشمس ، بما لمفعول ذلك النور الذي يضفي على الإنسان والمخلوقات الأخرى الحيوية والنشاط ، تمد الشمس الأرض بالحرارة وهذه بدورها تساعد على إدامة الحياة ن فلو لم تكن الشمس لجمدت الأرض وبالتالي استحالت الحياة .
تأثير الضوء على العين البشرية :
تؤثر أشعة الشمس على تركيب العيون ولونها فتتميز عيون الشعوب التي تسكن في المناطق القريبة من أشعة الشمس بسواد العيون ووسعها ، أما البعيدة عن أشعة الشمس فتتميز بعيون ملونة ، أو شديدة الزرقة .
تكون العين البشرية حساسة لموجات الضوء التي لا تقل عن 350 ولا تزيد عن 750 جزءا من بليون من الأمتار الضوئية ، كما تستطيع العين البشرية تمييز الطيف الشمسي وذلك بواسطة المستقبلات الموجودة في شبكية العين ، وتحتوي هذه الشبكة على حوالي 125 ـ 130 مليون مستقبل ، مهمتها استقبال الموجات الضوئية ، وإرسالها إلى المخ ، وبذلك يستطيع المخ تمييز الألوان . لا تتصل المستقبلات بالدماغ مباشرة ، بل تعطي إشارات كهربائية إلى نوعين من الخلايا ، هما الخلايا ذات القطبين ، والخلايا ذات العقد ، و ما يطاق عليهما المستقبلات المخروطية والضوئية ، وللمستقبلات المخروطية قدرة على النظر في الإضاءة الجيدة ، ورؤية الأشياء الصغيرة والكبيرة بالتفصيل ، كما تستطيع تمييز الألوان بشكل واضح ، وتنقسم المستقبلات المخروطية إلى ثلاثة أنواع ، يمكنها تمييز الطيف الشمسي ، بيد أن منها ما يكون حساسا للون الأزرق ، وما يكون حساسا للون الأخضر ، أو حساسا للون الأحمر ، أما المستقبلات العضوية فإنها تقوم بمسئولية النظر في المناطق المعتمة ، لكنها لا تستطيع التمييز بين الألوان .