الموضوع: فيزيئيات(^_^)
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 23  ]
قديم 2005-10-16, 9:13 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,493

غير متواجد
 
افتراضي
آيات الله في الغازات



لتنخذ من الأوكسجين مثلاً على التنظيم المحكم إلى غير حد : إن الهواء الذي فوق الأرض مكون من الأوكسجين و النتروجين و الأرجون و النيون و الكنسيون و الكريبتون ، و هو يحتوي بخار الماء ، و كذا ثاني اوكسيد الكربون بنسبة 100/3 من 1% ، أو نحو ثلاثة أجزاء من 10000. والغازات النادرة تظهر نفسها في شكل الألوان الحمراء و الزرقاء و الخضراء بلافتات الإعلان ، أما الأرجون الذي يوجد في الهواء بنسبة 10/6 في 1% فإنه يعطينا النور الساطع الباهر الذي تتقدم به المدينة حيث يستخدم . و يوجد النتروجين بنسبة 78% تقريباً في الهواء ، في حين تحدد نسبة الأوكسجين عادة ب21% و الهواء ، في جملته يضغط على الأرض بمعدل خمسة عشرة رطلاً تقريباً على البوصة المربعة من السطح بمستوى البحر . و الأوكسجين الذي يوجد في الهواء هو جزء من هذا الضغط ، وهو بمعدل نحو ثلاثة أرطال على البوصة المربعة .و كل الباقي من الأوكسجين محبوس في شكل مركبات في قشرة الأرض ، وهو يكون 10/8 من جميع المياه في العالم . و الأوكسجين هو نسمة الحياة لكل الحيوانات التي فوق الأرض ، وهو لا يمكن الحصول عليه و لنا الآن أن نسأل : كيف أن هذا العنصر ذا النشاط البالغ من الوجهة الكيماوية ، قد أفلت من الاتحاد مع غيره و ترك في الجو بنفس النسبة تقريباً ، اللازم لجميع الكائنات الحية أو كان الأوكسجين

بنسبة 50% مثلاً أو أكثر من الهواء بدلاً من 21% فإن جميع المواد القابلة للاحتراق في العالم تصبح عرضة للاشتعال لدرجة أن أول شرارة من البرق تصيب شجرة لابد أن تلهب الغابة حتى لتكاد تنفجر .

و لو أن نسبة الأوكسجين في الهواء قد هبطت إلى 10% أو أقل ، فإن الحياة ربما طابقت نفسها عليها في خلال الدهور ، و لكن في هذه الحالة كان القليل من عناصر المدنية التي ألفها الإنسان ـ كالنار مثلاً ـ تتوافر له . و إذا امتص الأوكسجين الطليق ، ذلك الجزء الواحد من عدة ملايين من مادة الأرض فإن كل حياة حيوانية تقف على الفور .

إن العجيب التي بين الأوكسجين و ثاني اوكسيد الكربون فيما يتعلق بالحياة الحيوانية ، و عالم النبات كله قد استرعت أزار كل العالم المفكر ، غير أن أهمية ثاني أوكسيد الكربون لم تدرك بعد من الجميع . و يمكن أن نقول كلمة عابرة بأن ثاني أوكسيد الكربون هو الغاز المألوف في تعبئة ماء الصودا . و هو غاز ثقيل ، و لحسن الحظ يعلق بالأرض ،و لا يتم فصله إلى أوكسجين و كربون إلا بصعوبة كبيرة . و أنت إذا أشعلت ناراً ، فإن الخشب الذي يتكون غالباً من الأوكسجين و الكربون و الهيدروجين يتحلل تحت تأثير الحرارة ، و يتحد الكربون مع الأوكسجين بشدة ، و ينتج من ذلك ثاني أوكسيد الكربون ، و الهيدروجين الذي يطلق يتحد بمثل تلك الشدة مع الأوكسجين فنحصل على بخار الماء .

و معظم الدخان هو كربون غير متحد مع غيره و حين يتنفس رجل ، يستنشق الأوكسجين فيتلقاه الدم و يوزع في خلال جسمه . و هذا الأوكسجين يحرق طعامه في كل خلية ببطء شديد عند درجة حرارة واطئة نسبياً ، و لكن النتيجة هي ثاني أوكسيد الكربون و بخار الماء ، و لذا فإنه إذا وصف إنسان بأنه يتنهد كالأتون ، ففي ذلك شيء من الحقيقة .. و ثاني أوكسيد الكربون يتسلل إلى رئتيه ، و يكون غير قابل لتنسمه إلا في مقادير صغيرة و هو يحرك رئتيه ، فيتنسم النسمة التالية و هو يلفظ ثاني أوكسيد الكربون في الجو . و كل كائن حيواني حيّ يمتص هكذا الأوكسجين ، و يلفظ ثاني أوكسيد الكربون . ثم إن الأوكسجين ضروري للحياة لتأثيره في عناصر أخرى في الدم و في أجزاء أخرى من الجسم ، و بدونه تتوقف عمليات الحياة .

و من جهة أخرى تعتمد حياة كل نبات كم هو معروف ، على المقادير التي تكاد تكون متناهية الصغر ، من ثاني أو كسيد الكربون الموجود في الهواء ، والتي يمكن القول بأنها تتنسمها . و لكي نوضح هذا التفاعل الكيمواي المركب المختص بالتركيب الضوئي ، بأبسط طريقة ممكنة ، نقول إن أوراق الشجرة هي رئات ، و إن لها القدرة في ضوء الشمس على تجزئة ثاني أوكسيد الكربون العنيد إلى كربون و أوكسجين . و بكيميا سحرية ، تصنع الطبيعة من هذه العناصر سكراً أو سيلولوزا و مواد كيماوية أخرى عديدة و فواكه و أزهاراً . و يغذى النبات نفسه ، و ينتج فائضاً يكفي لتغذية كل حيوان على وجه الأرض . و في الوقت نفسه ، يلفظ النبات الأوكسجين الذي نتنسمه ، و الذي بدونه تنتهي الحياة بعد خمس دقائق. فدعنا إذن نقدم احترامنا في تواضع ، إلى النبات ! .

و هكذا نجد أن جميع النباتات ، و الغابات و الأعشاب ، و كل قطعة من الطحالب ، و كل ما يتعلق بحياة الزرع ، تبني تكوينها من الكربون و الماء على الأخص . و الحيوانات تلفظ ثاني أوكسيد الكربون ، بينما تلفظ النباتات الأوكسجين .

و لو كانت هذه المقايضة غير قائمة ، فإن الحياة الحيوانية أو النباتية كانت تستنفذ في النهاية كل الأوكسجين أو كل ثاني اوكسيد الكربون ، تقريباً ، و متى انقلب التوازن تماماً ذوى النبات أو مات الإنسان ، فيلحق به الآخر وشيكا.

و قد اكتشف أخيراً أن وجود ثاني أوكسيد الكربون بمقادير صغيرة ، هو أيضاً ضروري لمعظم حياة الحيوان ، كما اكتشف أن النباتات تستخدم بعض الأوكسجين .

و يجب أن يضاف الهيدروجين أيضاً ، و إن كنا لا نتنسمه ، فبدون الهيدروجين كان النبات لا يوجد . و نسبة الماء من المادة الحيوانية او النباتية هي كبيرة لدرجة تدعو إلى الدهشة ، و لا غنى عنه مطلقاً .

إن الأوكسجين و الهيدروجين و ثاني اوكسيد الكربون و الكربون ـ سواء أكانت منعزلة أم على علاقاتها المختلفة ـ بعضها مع بعض ـ هي العناصر البيولوجية الرئيسية .

و هي عين الأساس الذي تقوم عليه الحياة . غير أنه لا توجد مصادفة من بين عدة ملايين ، تقضي بأن تكون كلها في وقت واحد و في كوكب سيار واحد ، بتلك النسب الصحيحة اللازمة للحياة ! و ليس لدى العلم إيضاح لهذه الحقائق .

أما القول بأن ذلك نتيجة المصادفة فهو قول يتحدى العلوم الرياضية !



المصدر :

كتاب العلم يدعو إلى الإيمان أ. كريسي مورسون رئيس أكاديمية العلوم في واشنطن