سوف أبدأ بك سيدتي الفاضلة
الأم الحالية أو المستقبلية ... الزوجة الحالية أو المستقبلية ... الأبنة ... الأخت ... الخالة ... العمة ... والجدة... أنت يا من بيدك وفي رحمك تسكن البشرية ...فانت السكن من قبل ومن بعد أنت يا من خلقت من ضلع آدمك الكريم ...الذي كرمه ربه واسجد له ملائكته يا من أنت جزء من هذه الكرامة التي لا من قبلها ولا من بعدها كرامة ... اكرمك الله وشرفك وخلقك من ضلعه الأعوج...وجعلك قرة العين والقلب لكل من حولك وجعلك جوهرة يجب صيانتها وحمايتها والعمل لراحتها والاهتمام بها وتفهمها واحتضانها والسكون إليها والتودد وبعد هذا كله رحمتها والترفق بها لأنها القارورة التي تحتوي سائل الحياة حتى تنمو وتتكاثر وتحفظي نوعكما من البشر بما احله واباحه الله لكما ...وما يرضيه عنك فترضي وتقري عينا ونفسا ...فتفوزي بالجائزة الكبرى والتي لا بعدها ولا قبلها ... لماذا خلق الله المرأة؟؟؟ سبحانه وتعالى وحاشاه أن يسئل ولكن هو وحده يسأل ...ولكن هذا السؤال يخطر ببال أي أحد ...والاجابة عنه ليست واحدة بل مئات الإجابات ...!؟!؟!؟
ولكن الدور الأساسي لخلق المرأة ما هو ؟؟؟
لقد خلقت أمنا حواء من أجل أبينا أدم نعم من أجله فبعد أن خلق هو وكان في الجنة وبعد أن علمه الله الأسماء وجعل الملائكة يسجدون له تعظيما وتقديرا كما أمرهم ربهم بذلك ولأنه فضله عليهم وبعد أن استقر في الجنة منزله الأول ...وجد نفسه وحيدا ليس له مثيل شبيه به ...ليس كالملائكة التي كان منها الكثيرون ولا يعلم عددهم غير من خلقهم ولكنهم كثر ...الجن ايضا كانوا هناك من قبل خلق ابينا أدم ...الجنة وما فيها مما أعلمنا به الله ومما لا نعلمه لأن عقولنا الضعيفة لن تستطيع أستيعابه أو حتى تخيله أو تصوره ...ولكن لم يكن من جنس آبينا آدم غيره وحده ...!!! فرحمة به ورأفة بحاله خلقت أمنا حواء ...خلقت له ...!؟ من أجل أن تكون مسرة لقلبه وعينه وأنيسة وحدته من يمكنها التسرية عنه وتلطيف وحدته شبيهته في الخلقة (من دم ولحم) حتى مع أختلاف البنية الجسدية بينهما للتمييز..
ألم يكن الله بقادر على أن يكتفي بابينا أدم وقادر على حفظ النوع البشري من خلاله وحده ؟؟؟ أسئلة وأسئلة ...ومليون سؤال ولكن حتى لا نتوه ولا نحتار أو نضيع في دائرة الشك والتوجس فلنرحم أنفسنا وعقولنا بأن ننظر ونقنع أنفسنا بما أمرنا به بدون جدال عقيم لن يسمن ولن يغني من جوع ...بما فرضه الله وأقره وأمرنا بان نرضى به حتى يرضى علينا فيرضينا ...
لقد خلقت يا سيدتي للرجل ...!؟!؟!؟ نعم لنعترف ونقر بهذا ولنهدأ من أنفسنا ولنرضى حتى يرضى الله علينا فيرضينا ...لقد خلقنا من أجل خدمة الرجل (وخادم القوم سيدهم) والله وهذا قسم أحاسب عليه عندما كان يقول سيد الآنام قولا اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته أجمعين وما ينطق عن الهوى قولا كان لهذا القول أكثر من معنى ...ويوضع المعنى في مكانه الصحيح في وقته المناسب للحالة التي يوجب لها هذا القول فتطابقه حالا وموضوعا ... فأنت إن كنت سوف تخدميه وتعملي على هذا وأن تتقني دورك كما وضع لك وكل على حسب دوره سواء كنت أم أو أبنة أو أخت أو زوجة أو أي دور من أدوارك ...فما سوف يكون جزائك ومكافآتك ؟؟؟
وإن كنت سيدتي خادمته فأنت سيدته...!؟ كوني له امة يكن لك محبا ... ما أعظم شأنك فبرغم من كونك أنت المخلوقة منه والمخلوقة له فلقد رحمك ربك رحمة ما قبلها ولا بعدها وكرمك وأعزك وأجلك وقدرك حق مقدارك ...ولكن...هل قمت أنت سيدتي بإعطاء نفسك كل ما أعطاك إياه الله وأكتسبتيه ليس قصرا ولا قهرا ولا سلبا ولكن حقا ربانيا منحك إياه ...
هل عملت على طلب ذلك والتمسك بطلب هذه الحقوق الممنوحة...؟؟؟هل حاولت ممارسة أدوارك المتنوعة من خلال تلك الحقوق المكتسبة؟؟؟
حتى تتقني أداء أدوارك المتنوعة فيرضى ربك عنك ...هل حاولت وحاولت وأستمريت في محاولاتك؟؟؟لا وألف لا...بل شوهت وتشوهت أفكارك وعقلك وقلبك فانحرفتي عن المسار ولم تعرفي ما هو دورك المطلوب منك ولعبت أدوار اخرى غريبة عنك فزادتك انحرافا عن مسارك وجعلتك تسيرين في مسار ليس مسارك الأصلي وما خلقت له ومن أجله أيتها القارورة الحاوية لسائل الحياة في رحمك ... فأصبحت لا أنت أنثى ولا أنت رجل ...بل كائن مشوه ومسخ ليس له معالم واضحة لتعريفه أو ذو هوية اصلية نقية ...او يقين بكينونتك كامرأة ذات دور محدد وواضح ومعروف... خرجت يا حواء من مملكتك وهجرتيها من أجل دنيا فانية بحجة أثبات الذات وأي أثبات أعظم وأكبر من أن تكوني ونيسة وحبيبة وسكن آدم ...تكوني له الأم والأبنة والأخت و...إلخ...كما أراد الله لك أن تكوني...تكوني ملكة متوجة على عرش مملكتك التي هي بيتك وأمرك ربك أن تقري فيه جسدا وروحا وعقلا وقلبا ...وعينا...حتى تؤدي رسالتك التي وكلت بها ومن أجلها خلقت فقط ...!!!
ولكن هذا ليس معناه أن تظلي حبيسة مملكتك ...لا لا تتسرعي في الاستنتاجات سيدتي الكريمة ...ولكن أخرجي لتتعلمي فلا ننصح ولا نريد حواء القارورة الحاوية لسائل الحياة ...جاهلة أو غير مثقفة او غير واعية أو غير متطورة ومتقدمة ومزدهرة الأفكار ...فهي من سوف تهز المهد وتربي النشأ ... ومن هذا النشأ؟؟؟ آدم صغير وحواء صغيرة ... أخرجي لتقضي حوائج بيتك ...حوائج أولادك ...حوائجه ...حوائجك...حوائج أهلك من لهم حق عليك ... ولكن... من خلاله وبه ومعه أو من ينوب عنه محارمك ...
لقد كانت غلطة لا يكفي أن نسميها غلطة بل هي الخطيئة الكبرى وليس بعدها ولا قبلها عندما تخلت حواء عن مملكتها وخرجت لتزاحم أدم في معترك الحياة لتلعب دوره بحجج وقيم وضعها لها شياطين الأنس قبل الجن بانها يجب ان تخرج لتثبت نفسها وقدراتها وتعبر عن شخصيتها وفكرها وما يمكنها أن تفعله لتناضل من أجل حرية زائفة المعنى والجوهر... في ظاهر أمرها حرية وفي باطنها قمة العبودية ...لها ...!؟!؟!؟
عندما زينوا لها التعري وترك حجابها وخدرها وخدعوها وقالوا أنت نصف المجتمع...!!! والمجتمع يناديك ويطلب منك الخروج لدعمه وتطويره وتنميته... والصعود والرقي به ...وخرجت يا مسكينة... موهومة مخدوعة مطعونة في ظهرك منومة ومخدرة بعبارات طنانة وكلمات كالعسل ولكن أي عسل ...؟؟؟ عسل مملوء ومدسوس فيه أفظع وأشنع أنواع السموم...؟؟؟ خدعوكي وعروكي وغرروا بك ...وزينوا لك الحرام تحت شعار الحلال وبأن هذا حقك الذي سلبك إياه آدم ويجب عليك الخروج للحصول عليه من بين أنياب ذلك الوحش الكاسر آدم حتى لو اضطررت لكسر وتحطيم انيابه ونعم ما فعلت يا حواء؟؟؟ لقد تفوقت في كسر أنيابه وترويضه وتحويله لداجن ...!!! وأصبحت أنت آدم بالتصرف حواء بالشكل وهو اصبح آدم بالشكل وحواء بالتصرف ... فنتج هذا المجتمع المشوه الغير واضح الهوية لا تعرفين فيه من هو آدم ومن أنت فيه ؟؟؟ وأنشأت وحملت في اجنة مشوهة العقيدة والفكر والعقل والهوية ...!؟ هذا ما آل إليه حالك يا حواء ...فليرحمك الله ولترحمي نفسك ولترجعي إلى كتابك وسنة نبيك المشرفة حتى تعودي حواء التي خلقها الله الأصلية ذات الهوية الحقيقية والعقيدة الراسخة الثابتة والعقل الراجح حتى لو كان ناقصا ولكن يكمله عاطفتك التي ميزك الله بها رحمة بعده آدم ...