عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 30  ]
قديم 2010-05-05, 6:57 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
شرطي في أزمة الخليج


سبحان الله كيف غيَّب الله عقل (صدام حسين) فغزا الكويت الحبيبة؟
وسبحان الله كيف ضلَّ فكر بعض الدعاة فأيدوا صداماً لدخول الكويت الغالية؟
وسبحان الله كيف صمت قوم يوم القبض عليه والحكم بإعدامه رغم كل جرائمه الجماعية الفاجرة؟


بدأت أزمة الخليج (احتلال الكويت) في محرم عام (1411هـ) ، كما هو معلوم.
كنت مع أصدقائي فيرحلة صيفية لمدينة الطائف.
وأبلغنا أحد الأساتذة وكان يستمع للإذاعة بالخبر.
فطلب منا أن تستعد للعودة إلى جدة!

وكنا كل يوم نسمع الإذاعة، ونتابع الأخبار ونحللها.

لقد كان شباب الصحوة أو الدعوة على درجة من الوعي ومعرفة الواقع إذن؟!
نعم، وفي الأخبار ما يؤكد ويسر!

بدأنا في حينا (حي الأمير فواز) برنامج من داخل المسجد للحفاظ على المجتمع والوطن، وهذه رسالة لكل مسؤول: أنه إذا جدَّ الجد فشباب الخبر والدعوة أول الفرسان لخدمة المجتمع والوطن، دون أي مقابل أو شعارات!!

كانت الطريقة أن الشيخ البطل (محمود باحاذق) يقوم بعد صلاة العصر كل يوم، ويذكر للمصلين برنامج العمل التطوعي لخدمة الوطن من خلال الحي الذي نسكن فيه بالتعاون مع جهاز الشرطة.

وبدأنا بحصر السيارات في الحي، ووضع (ستيكرات) خاصة، وبشعار خاص، وتبرع صاحب مكتبة (الواحة) بالتصوير مجاناً لكافة المستندات.

ثم توزيع الشباب، من داخل تحفيظ القرآن الكريم ومن خارجه، أشكالاً وألواناً، وتوزيعهم على دوريات للمتابعة والمراقبة الأمنية، ثم أخذ الشباب أجهزة (اللاسلكي) ومناطق التحرك، والكنترول هو ساحة المسجد!!

لقد كانت تجربة مميزة ورائعة أثبتت أن شباب الخير وعموم الشباب في خدمة دينهم وأمتهم، ومجتمعهم ووطنهم.

وقد حدق شاهد معاصر بهر الناس، عندما أغرقت السيول مدينة جدة في يوم 8/12/1430هـ، بادر الشباب والبنات بالمئات من المتطوعين ، ورأيتهم في ساحات المعارض يقدمون التبرعات العينية للمحتاجين.

رأيت مجموعات الشباب الذي خرج من المساجد (من حلقات تحفيظ القرآن وسواها)، والشباب الذين دُعو عن طريق (الفيس بوك وسواها).

الكل يعمل لهدف نبيل وخدمة إنسانية يرجو بها الثواب من الله تعالى.

وحصل موقف طريف أيام أزمة الكويت يدل على تخلفنا العسكري !

كنت أثناء ضرب مدينة الرياض بالصاروخ في (شارع كيلو 7) بمدينة جدة، وهي منطقة تحركنا، أو محيط الدائرة الذي ندور فيه بالسيارات للمراقبة.
وعند سماع الخبر، كنت في سيارة الشيخ (محمود باحاذق) مسؤول الوردية، للتجمع عند ساحة المسجد، ولما وصلنا لم نجد أحداً من الشباب البالغ عددهم بالعشرات!!

والسبب أنه عند سماع الخبر خاف الجميع،وخاف عليهم أهليهم، ولجأوا إلى بيوتهم خوفاً من أي صاروخ!

وفي مساء اليوم التالي قال هم الشيخ محمود: لماذا التقينا، وما هو دورنا؟
أليس فترات الحاجة والضرورة لنعرف كيف نساعد الناس إذا حصلت مشكلة، أو احتاج أحدهم لمساعدة؟!

فاستوعب الشباب هذا الدرس جيداً.

ومثل ذلك قصة طريفة للغاية، وهي في فترة (أزمة الكويت 1411هـ) عندما كان هناك تدريب تطوعي في بعض الميادين العسكرية، وكان من الطُّرف أن المسؤول عند تدريب الحضور في الجري والهرولة باللباس العسكري، لديه كرسي في الوسط، يصرخ وهو جالس عليه: اجري يا ولد، واحد اثنين يا ولد!!
باختصار لدينا تخمة وترف زائد ولياقة ضعيفة، لا تنع في العمل التطوعي فضلاً عن العمل الجاد وقت الأزمة، وهي أزمة في ذاتها تحتاج تدريب جاد مثل مصر وسوريا وسواها، لمن يفكر في الاستعداد!

وعلى نفس الصعيد أتذكر أننا زرنا مدينة أبها صيفاً ، وزارنا العالم الجليل الشيخ الدكتور: عبدالله المصلح ، وكان مرتدياً لباس الجندي المتطوع، وتكلم في مسجد فرع جامعة الإمام محمد بن سعود بأبها، عن أهمية العمل التطوعي وأثره في خدمة الدين والوطن!

وكانت هذه المحاضرة التي لم تنشر نموذجاً لوعي العلماء قديماً بأهمية الولاء للوطن الذي لا يتعارض أبداً مع الدين .

فالقضية كانت واضحة لدى العلماء وضوح الشمس، ولو كان الإعلام الإسلامي حاضراً وقتها أبرزها، ولكنه وللأسف لا ينشط كثيراً في مثل هذه الفنون وتوظيفها على حقيقتها توظيفاً مشرَّفاً!
على العمري


توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟