والثبات وحسن الخاتمه، وهذا من أعظم المصائب وأجل
المعايب وهوالحور بعد الكور وينبغي التفريق بين الفتور
العارض مع التمسك بالسنه ومنهج السلف وبين الإنحراف التام
وتغيرالمنهج، وحديثنا عن الثاني، وله مقدمات قد تطول
سنوات وصاحبها لايحس فمن ذلك البداية الخاطئه في العباده
وطلب العلم إما إفراطا أوتفريطا،ومابني على ضعف سهل هدمه
ومن ثم رفقة البطالين من أهل الإستقامه ممن لايهتم بتربية
نفسه وحفظ وقته فهذا الداء العضال ولوكان ظاهره النصح
والحلال،فمن تبع بطالا قلده ولويوما في الدهر أوساعة من
زمان ومن تبع البطالين أصيب بزكام الغفله فيقع في المناتن
والمفاتن ولايعرف الناصع من الداكن ، فيتولد من الكسل كثرة
اللهو لأنه محبب للنفوس تزيد فيه يومابعد يوم وتزخرفه حتى
يتعدى إلى الحرام وكان قبل يأنفه ! ثم تضعف المحاسبه
وتضعف المراقبه فينسى القرآن ويترك الصيام ثم يهجر قيام
الليل ولايمنع واردا أبدا من موارد القلب من السمع أوالبصر
وبهما يهلك القلب سهما سهما ونكتة نكته حتى يسود القلب
ويمرض وقد يموت وحينها حدث ولاغرابه من تغير الحال
فالشيطان قد ضحك بأعلى صوت وجنوده أحاطوا بالقتيل
وهويحس بذلك ولايقدر على الحراك فهذه الصغائر تجتمع حتى
تهلك صاحبها ، (ولايظلم ربك أحدا) ،، (فبمانقضهم ميثاقهم
لعناهم وجعلناقلوبهم قاسيه) (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مره) .
إذا فالإنحراف لايأتي بين عشية وضحاها بل بعد ذنوب متكرره
وواجبات مهمله ثم فجأه تظهر بعض الآثار في اللبس أوالكلام
أواتباع الشهوات وضياع الصلاة، والسقوط من القمه سهل
والصعود صعب ، ولكن الله لطيف بعباده ولولالطفه لهلكنا
جميعا فهو يغفر الذنب ويحب التائب ويعينه فربما أنجاه بحسنة
سابقه أودعوة والدين أوتضرع وانكسار ، ونصيحتي لمن
استبدلت الذي هو أدنى بالذي هوخير ورضيت بالهوى والهوان
أن تنفض الغبار والبدار البدار قبل سخط الجبار ودخول النار
فالموت يباغتنا والحياة تخدعنا ،ومع شدة تمسكنا بها إلا أنها
تزول في لحظه وتفنى في لمحات بينماهو يسعى إذ قيل مات،،،
فأنصحها بطريق السعاده وبلسم العباده ولذة الروح ، تنطرح
بين يدي ربها ليرد لها ربها ما أخذه منها وذلك بكثرة الإستغفار
والدعاء والصلاة مع مدحه والثناء عليه فهو أهل للمدح والثناء
والتعظيم والوفاء والبكاء فالخير منه وإليه والشر ليس إليه
يمنعنا ليعطينا ويمرضنا ليشفينا فهومنزل الرحمات وكاشف
البليات ورحمته سبقت غضبه غفر للزانيه بكلب سقته ،
فانطرحي بين يديه وضعي الخد في التراب للملك الغلاب
واجعلي حياءك منه موردا للحسنات فمن تذكرت عظمته وهيبته
كيف تعصيه؟!