عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2005-10-12, 11:31 PM
صانعة في الحياة
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية صانعة في الحياة
رقم العضوية : 2573
تاريخ التسجيل : 19 - 11 - 2004
عدد المشاركات : 5,168

غير متواجد
 
افتراضي
السيرة النبوية والدعوة

وماذا يستفيد الإنسان خلال حياته حين يتحول إلى داعية ومبلغ؟
سيصبح لحياة هذا الإنسان طعم وهدف. يا ناس ياللي عايشين حياتكم بلا طعم أو هدف أنا أدلكم على أحلى

هدف في الحياة:

"ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله". ولذلك لو نظرنا إلى قصة الإسلام، سنجد أن قصة إسلامنا هي قصة النبي.
السيرة النبوية ما هي إلا سلسلة دعوة. فالنبي أول ما بدأ الدعوة، بدأها مع صديقه الصدوق أبي بكر الصديق والسيدة خديجة زوجته. يدعو رجلاً ويدعو امرأة.
والرجل حين بلغته الدعوة قام بدعوة عدد من أصحابه. وأبو بكر لم تكن عنده في ذلك الوقت أي معلومات متراكمة عن الإسلام، لكنه أحس به، وأصبح غيوراً عليه. بعد إسلام أبو بكر بأسبوع أصبح هناك ستة من العشرة المبشرين بالجنة قد أسلموا على يد أبي بكر.
وحين أمر الله تعالى النبي عائلته وبدأ يحدثهم في الدين، فلم يستجيبوا إلى دعوته، لكن صبياً صغيراً خرج منهم وقال له: أنا أتبعك. وكان "على بن أبي طالب"، الذي صار بطلاً من أبطال الإسلام بعد ذلك وخليفة من الخلفاء الراشدين.

بعد أن قال "على بن أبي طالب" للنبي: أنا أتبعك. ذهب والتقى برجل يبحث عن النبي الجديد، فدعاه للإسلام وأسلم، كان ذلك هو "أبو ذر الغفاري" الصحابي الجليل. وحين التقى "أبو ذر الغفاري" النبي وأعلن إسلامه بين يديه، وقف في الكعبة وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
فتحول أبو ذر إلى داعية، فضربه الكفار. لكنه حينما كان يضرب اندهش الكفار لقوته واحتماله.
وصعد النبي إلى جبل الصفا ووقف وسط الناس ودعاهم إلى الإيمان بالله فلم يصدقوه. وخلال ذلك دعا النبي رجلاً اسمه الطفيل بن عمرو فقال له الطفيل: ما تأمرني يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: ارجع إلى قومك فادعهم إلى الله.
الخطورة أن يتحول المسلمون إلى أناس تمصمص الشفاه وتتلقى فقط، ويقولون: يا سلام على الكلام الحلو، وبعد ذلك يصبحون مثل السراب.
ويذهب الطفيل إلى قبيلته ويمكث بينهم ثلاث سنوات بلا جدوى، إلى أن استمع إليه رجل اسمه "أبو هريرة" الذي قام برواية نصف أحاديث النبي بعد ذلك.
ويعود الطفيل ومعه أبو هريرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم: بعد ثلاث سنوات ويخبراه أن قبيلتهما كفرت وعاندت ولا فائدة منها، ويطلبان منه أن يدعو على قبيلتهما، فيرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه ليدعو، فأحس الطفيل بالحزن على قبيلته وقال: قومي.. قومي، فإذا بالنبي يرفع يديه ويقول:
"اللهم اهد "دوس" وأت بهم. ارجع يا طفيل وامكث في قومك ولا تأتي حتى يهدهم الله تبارك وتعالى".
ويذهب الطفيل ويمكث في أهله عشر سنوات حتى صلح الحديبية وغزوة خيبر، ويعود النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة خيبر، فتنظر المدينة فإذا بحشد من الناس قادم كأنه جيش، فينتفض الصحابة لاستطلاع الأمر. فإذا بها قبيلة دوس أتت يقودها الطفيل بن عمرو لتعلن إسلامها.
الجن أيضا يدعون إلى الله
يستطرد عمرو خالد:

هناك أيضاً "أم شريك" من قبيلة "أبو ذر الغفاري" بعد دعوتها النساء في غفار، اسلمن. ولم تكتف بذلك. فذهبت إلى مكة لدعوة النساء فيها للإسلام، وبدأت النساء في مكة تعتنقن الإسلام على يدي "أم شريك"، وانتشرت قصتها في مكة، فجاءها الكفار وقالوا لها: اخرجي من بيننا. فخرجت ثم عادت في اليوم التالي. ثم هددوها إذا لم تنته أن يفعلوا بها كذا وكذا. فخرجت ثم عادت، فعذبوها وطردوها.

ليست النساء فقط اللاتي تحركن للدعوة لله، الجن أيضاً تحركوا، كان النبي صلى الله عليه وسلم واقفاً يصلي تحت ظل شجرة في الليل، فتنزل الآية: "قل أوحى إلي أنه استمع نفر من الجن"، "فلما حضروه قالوا انصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين".. إلى قوله تعالى: "قالوا يا قومنا أجيبوا داعي الله".
الجن تحركت للدعوة فكيف لا نتحرك نحن؟! ويرسل النبي صلى الله عليه وسلم 80 رجلاً وامرأة إلى الحبشة من المستضعفين حتى لا يتم إيذاؤهم في مكة، فيعودون بعد عشر سنوات إلى المدينة ومعهم سفينتان مملوءتان بالأحباش الذين أسلموا، ويسلم ملك الحبشة. وحين تأتيه رسالة من النبي صلى الله عليه وسلم. يأخذ الرسالة ويضعها فوق رأسه ويقول: ذلك من رسول الله. وينزل من على عرشه ويجلس أرضاً. وحين يعلم أن النبي انتصر في مكة يسجد حمدا لله. ثم يصلي النبي صلى الله عليه وسلم. على هذا الملك حين يموت.
يمكن أن تكون فقيراً، لكنك صاحب رسالة. ويمكن أن تركب أحدث سيارة وليس في حياتك سوى أن تأكل وتشرب وتعيش وتموت بلا رسالة. بعد ذلك يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم. في دعوة القبائل، فلا يستجيب له أحد. فلا يثنى عزمه ويصبر مع الناس، ويعيد المحاولة.
ويأتي رجل من الكفار قالت له قريش إن محمداً مجنون فيذهب الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويعرض النبي عليه السلام، فيقول الرجل: هذا النبي لا يمكن أن يكون مجنوناً.
ورجل آخر يقول له الكفار إن النبي ممسوس من الجن، وحين يستمع إلى النبي يقول: هذا الرجل لم تمسه جن، وتتدافع القبائل على دخول الإسلام.
ويلتقي النبي بستة من الشباب جلسوا للحلاقة بعد الحج، فيتحدث معهم. وينظرون إلى بعضهم البعض ويقولون: هذا هو النبي الذي يتحدث عنه اليهود في المدينة فيؤمنون به. ويقول لهم: اذهبوا ثم ارجعوا لي في العام القادم في نفس الميعاد.
فيذهب الشباب الستة ويعودون في العام التالي 12 شاباً.
فيقول لهم النبي: "اذهبوا وعودوا إلىّ العام القادم في نفس الميعاد".
فيذهبون ثم يعودون 73 رجلا وامرأتين، فيقول لهم اذهبوا وسآتي إليكم في العام القادم وحين يذهب إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكون هناك بيت في المدينة إلا وبه اثنان أو ثلاثة من المسلمين.
وتستمر الدعوة إلى الله في المدينة. يوم بدر كان عددهم 613 مسلماً.
ويوم أحد 700 مسلم والخندق 1400 مسلم وفي غزوة خيبر 1400 وفي صلح الحديبية 1400 مسلم. وفي فتح مكة عشرة آلاف مسلم. وفي غزوة حنين 12 ألفا، وفي غزوة تبوك 30 ألفا. وفي حجة الوداع مائة ألف مسلم.
ويموت النبي صلى الله عليه وسلم وعدد الصحابة 120 ألف صحابي. دفن في المدينة منهم عشرة آلاف، والباقون انتشروا وماتوا في كل بلاد الأرض سعيا وراء الدعوة إلى الله.


توقيع صانعة في الحياة




{..اللهم اغفر لوالدي وارحمه رحمة واسعه
واسكنه فسيح جناتك..}

دعواتكم