لماذا امتنعت الأم عن الطعام والشراب؟!
كان نبأ سعد بن وقاص رضي الله عنه مع أمه يوم أسلم واتبع الرسول صلى الله عليه وسلم موقف سطره التاريخ .
يومئذ أخفقت جميع محاولات ردّه وصده عن سبيل الله.. فلجأت أمه إلى وسيلة لم يكن أحد يشك في أنها ستهزم سعد وتردّ عزمه إلى وثنية أهله وذويه.
لقد أعلنت أمه صومها عن الطعام والشراب حتى يعود سعد إلى دين آبائه وقومه ومضت في تصميم مستميت تواصل إضرابها عن الطعام والشراب حتى أشرفت على الهلاك.
كل ذلك لا يبالي ولا يبيع إيمانه ودينه بشيء حتى لو يكون هذا الشيء حياة أمه وحين كانت تشرف على الموت أخذه بعض أهله إليها ليلقي عليها نظرة وداع مؤملين أن يرق قلبه حين يراها في سكرة الموت.
وذهب سعد ورأى مشهداً يذيب الصخر بيد أن إيمانه بالله وبرسوله كان قد تفوق على كل صخر فاقترب بوجهه من أمه وصاح بها لتسمعه: " تعلمين والله يا أمُه.. لو كانت لك مائةُ نفس فخرجت نفساً نفساً ما تركتُ ديني هذا لشيء.. فكُلٌي إن شئت أو لا تأكلي ".
وعدلت أمه عن عزمها.. ونزل الوحي يُحيي موقف سعد ويؤيده فيقول: (( وإن جاهداك على أن تُشرك بى ما ليس لك به علم فلا تُطعهُما)) .
المصدر :كتاب " رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم " .