قبل أن نختم!.
قد يسأل سائل: إن كانت على "الطور" بجانب المسجد الأقصى, فكيف لا نراها؟.
فنقول: لا يعني كونها استقرت على الطور, أن تكون الآن فوقه, نرى أنها استقرت يومها على الطور, وقد تكون "غُمرت" بجوف الطور!.
وقلت غمرت, لأن هذه الكلمة وردت في القرآن أربع مرات فقط, مرتان منها في سورة "المؤمنون", حيث الطور والتنور, فلعلها إشارة ولعلها مغمورة هناك.
وأرى –والله أعلم- أن تكون قصة نوح وآية الادّكار {ولقد تركناها آية فهل من مدّكر}, مذكروة في سورة القمر, أرى أن هناك ما يفيد النظر!, إذ السورة تبدأ هكذا {اقتربت الساعة وانشق القمر}, فماذا وراء الانشقاق, خاصة إذا علمنا إن معنى "السفينة" مرهون بالشق, فالسفْن هو الشق, فهل ينشق الطور وتظهر الآية للعالمين؟.
هذا ولا ننسى أن الطور قد انخلع من قبل ورفع فوق بني اسرائيل {وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة}.
مختصر أخير
كانت الرحلة من "التنور" إلى "الجودي", وهما إسمان علمان, عرفّهما الله, وعقد حكمته على اختيارهما, ولكن الناس نكّروهما.
وإنما كانت نجاة نوح إلى المنزل المبارك عند المسجد الأقصى, وكان "الجودي" هو الطور الذي بشرقي المسجد الأقصى مباشرة, وكانت النجاة من مكة, وكان "التنور" الذي فار هو "بئر زمزم". والله أعلم وأحكم.
ولنا أن نعجب بعد هذا, ممن يترك بحث القرآن ويستقر على "اراراط"!.
ممن يترك القرآن, ويؤمن بالتوراة؟.
اللهم هذا مبلغنا من العلم, فاغفر لنا خطأنا وزلتنا.
صلاح الدين ابراهيم أبو عرفة