عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2005-10-11, 8:44 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي كيف يتخلص الزوجان من الأنانية؟
إنه أناني.... إنها أنانية

الأنانية قد تهدم علاقة صداقة، فماذا يحدث في الحياة الزوجية إذا قامت العلاقة بين الزوجين على الأنانية في التعامل؟ لا شك في أن هذا النوع من العلاقة سيلقي بظلاله الداكنة على حياتنا الزوجية.

ومن هنا كان لابد من أن نعرف كيف نخرج حياتنا الزوجية من دائرة الأنانية، خاصة إذا كان أحد طرفي هذه العلاقة يستأثر لنفسه بكل شيء لأنه يبني علاقته على الأنانية.

سر الحل يكمن في كلمة واحدة، قد تكون كفيلة بحل مئات المشاكل الأخرى في الحياة الزوجية، وليس في هذه الحالة فقط، ألا وهي : المصارحة.

نعم.. المصارحة هي كل ما نريد من أجل إصلاح هذا الخلل في الحياة الزوجية، وعندما نتكلم هنا عن المصارحة فإننا لابد وأن نعرف أن المصارحة لها شروطها وصفاتها التي لابد من مراعاتها كي تكون صحيحة وتؤدي دورها المطلوب:

1- فالمصارحة شيء مختلف عن المشاجرة، فإذا كانت المصارحة هي مفتاح الحل في مشكلة الأنانية، فالمشاجرة ما هي إلا زيادة حطب على النار، فالصوت العالي والحدة في الخطاب ليست مصارحة ولكنها شجار.
2- لابد من حسن اختيار الكلمات، وعدم توجيه التهم، ولكن لابد أن يكون الكلام هادئاً ونشير فيه إلى خطأ في حياتنا الزوجية لابد من إصلاحه.
3- إذا كان اختيار الكلمات ضرورياً، فإن اختيار الأوقات لا يقل أهمية، فإن في جسم الإنسان ما يعرف بالساعة البيولوجية، ويقصد بذلك اختلاف الإنذار الهرموني داخل الجسم باختلاف الوقت في اليوم، وهكذا يكون الإنسان في ساعات المساء أكثر استعداداً لتقبل الكلام الهادئ والاستجابة لطلبات التغيير أكثر منه في أوقات النهار.
4- كما لابد من حسن اختيار الظروف المحيطة، كمكان المصارحة، وإذا كان الزوج سيصارح زوجته فعليه أن يختار الظروف المناسبة.
5- المصارحة مفتاح الحل، ولكن المصارحة ليست عصا سحرية ينتظر منها أن تحدث الحل في لحظة واحدة، ولكن القضية تحتاج إلى وقت وتدرج، ولذا كان من الضروري أن يصاحب المصارحة صبر، وأن نذكر مشكلة الأنانية ونبين ضرورة التغيير وكيفية التغيير، ثم نصبر على عملية التغيير.
6- من الضروري ألا نشعر الطرف الآخر بأننا كحكم نقوم بتقويم تحركات وتصرفات الطرف الآخر، ولكن لا بد وأن يشعر الطرف الآخر بأن الأمر نابع من مشاعر الحب والحرص والرغبة في المحافظة على العلاقة في أحسن وأبهى صورها.

شروط عامة .. ولكن!
الشروط السابقة هي شروط عامة في المصارحة، ولكن إذا أردنا أن تكون المصارحة خاصة بالأنانية فإننا لابد وأن نضيف شرطاً أساسياً، ألا وهو أن نزيل من قاموس مخاطبتنا في عملية المصارحة كلمة أنانيتَكَ و أنانيِتِكِ وأن نستبدل هذه الكلمة بقولنا نحن بحاجة إلى أن يضحي كل واحد منا من أجل الآخر.

ذلك لأن طبيعة الشخصية الأنانية أنها تحب التملك، ولا تحب أن تخسر ما تملك، فإذا ما شعر الشخص الأناني بأنه سيفقد شيئاً من ممتلكاته فإنه سرعان ما ينفجر غضباً وتزداد أنانيته ويتعمق إصراره على التملك، وعدم التفريط فيما يعتقد أنه من ممتلكاته الشخصية.

مشكلة وحل
إليكم هذه القصة، قدر الله لزوجين ألا ينجبا أطفالاً، وبعد زيارة الأطباء تبين أن الخلل يكمن في خمول المبايض عند الزوجة، وهذه حالة بسيطة يمكن علاجها بيسر- بإذن الله- ولكن عدم الإنجاب كان يوافق هوى الزوجة التي وجدت في عدم الإنجاب راحة وعدم ارتباط بمشاكل الأبناء، فتحركت فيها رغبتها الأنانية فرفضت العلاج، وعندما أدرك زوجها هذا انفجر غاضباً، ومهدداً فلم يزد الأمر إلا سوءاً، ومرت خمسة أعوام كاملة وأمر الأسرة هذه من سيئ إلى أسوأ، ولكن في لحظة تدخلت أم الزوج بحكمة وحنكة عندما أمسكت بولدها وقالت له اعتقدت أنك صارحتها بمكنونات نفسك، ولكن حقيقة الأمر أنك زدت الأمر سوءاً كان الأجدر بك أن تكلمها بهدوء، وتذكرها كم هو جميل أن يكون لها ابن أو بنت في مثل جمالها ورقتها، فأدرك الزوج خطأه، وأصلحه، فكانت هذه الإشارة الصحيحة من الأم سبيلاً لإصلاح حال هذه الأسرة.

فمن الضروري أن نعرف بأن الصراخ والشجار هو نوع من أنواع الأنانية، ولن تحل مشكلة الأنانية بأنانية مشابهة، ولكن لابد أن نتخلى عن أنانيتنا من أجل أن نعالج أنانية الطرف الآخر.

صفة طبيعية
وأخيراً، من المناسب أن نشير إلى قضية هامة جداً، ألا وهي أن الأنانية صفة طبيعية في نفسية كل فرد منا، بل إن الأنانية هي صورة من صور المحافظة على ممتلكاتنا الخاصة، وبالتالي فالأنانية قد تكون أحياناً ضرورية للمحافظة على تماسك الأسرة، ومن هنا فإن الأنانية ليست كلها مرفوضة، ولكن الأنانية المرضية هي المرفوضة، فلابد أن نمتلك هذه الحساسية في التمييز والتفريق حتى لا تختلط الأوراق ونفقد كل شيء، لأنه إذا لم يعد هناك شيء من حب التملك والتفرد في داخل نفسية كل طرف من أطراف الأسرة، فإن البرود وعدم الاكتراث هو الذي سيملأ الفراغ الحادث نتيجة غياب الأنانية النافعة، وعندها سيعشش العنكبوت على علاقتنا الأسرية.

فإذن لا بأس من وجود شيء من الأنانية ولكن حذار من الأنانية القاتلة.

الفرحة