مفارقة ..!!
- - - - -
ترويضُ النفسِ على الطاعات والمبادرة إليها ، حتى تتعشقها ولا تفرط فيها ،
ليس أشق من ترويض النفس على جملة من التمارين الرياضية
يقوم بها ويحرص عليها كثير من الناس _ رجالاً ونساء _
من أجل سلامة البنية ، وطلبا للصحة النفسية ،
وأملاً في رشاقة جسم ، وتفتح عقل ..!!
ومع هذا يعجز أكثر الخلق عن الصبر على ترويض أنفسهم على طاعة الله ،
وهي التي تؤهلهم لنيل مرضاته عنهم ، وتحصيل محبته ، وضمان جنته ..!
مع أنك تراهم يصبرون ويصابرون ويرابطون طويلا ،
وقد يبذلون الكثير من الجهد والوقت والمال ، لملازمة تلك التمارين الرياضية ،
والتي قد يصاحبها تحديد لنوعية من الطعام خاصة ، وتجنب أنواع أخرى ..
فتجدهم أحرص الناس على هذا وذاك ،
لأن الهدف الذي يسعون إليه ، لا يفارق أعينهم ،
بل هو منتصب في بؤرة الشعور دوماً ،
ومن ثم يكون بمثابة الحافز لهم ، والدافع لمزيد من البذل
والصبر والمصابرة والمرابطة ، حتى بلوغ الغاية ..
ولا بديل عن تلك الغاية ..!!
وأسأل نفسي طويلاً وأنا أتتبع هذه الظاهرة :
تُرى أين الخلل عند هؤلاء ؟!
أفي إيمانهم ، أم في قناعات خاطئة بنوا أمرهم عليها ؟!
أم في طول أملهم في حياة مديدة على هذه الأرض !!!؟
ابو عبد الرحمن