(والمحصنات من النساء): ورد الإحصان في القرآن على معانٍ أربعة:
العفّة والحرية والإسلام والزواج، والمقصود بـ(المحصنات) في هذه الآية: ذوات الأزواج، والدليل على أن المراد ذلك أنه تعالى عطف المحصنات على المحرمات، فلا بدّ وأن يكون سبباً للحرمة، ومعلوم أن الحرية والعفاف والإسلام لا تأثير له في ذلك، فوجب أن يكون المراد منه المزوّجة؛ لأن كون المرأة ذات زوج له تأثير في كونها محرمة على الغير(1).
و(ال) في (المحصنات) لتفيد العموم، فتدخل النساء ذوات الأزواج جميعهن ـ سواء كنّ مسلمات أم غير مسلمات ـ في التحريم، وأكّد هذا العموم بقوله: (من النساء)، "فإن لفظ (المحصنات) قد يُراد به العفيفات أو المسلمات، فلو لم يقل ههنا: (من النساء) لتوهم أن (المحصنات) إنما يحرُم نكاحهن إذا كنّ مسلمات، فأفاد هذا القيد العموم والإطلاق، أي أن عقد الزوجية محترم مطلقاً لا فرق فيه بين المؤمنات والكافرات والحرائر والمملوكات، فيحرُم تزوّج أية امرأة في عصمة رجل وحِصْنِه"(2).
( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ الغَافِلاتِ المُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) النور 23
وصف الله تعالى المحصنات بالغفلة--وليس وصفهنّ بالغفلة على جهة الذمّ بل معناه أنّهن غافلات عمّا رمين به من اتهام بالزنا