سباق الزمن
سعيد بن محمد آل ثابت
عندما قرأت وسمعت بل وشاهدت في بعض أخبار الإعلام والصحافة وكذلك منتديات الشبكة العنكبوتية عن أولائكم المبدعين- إن صح التعبير- ولكن بأعمار لا تكاد تتجاوز العقد الرابع أو حتى الثالث بل الثاني في بعض الدول أدهشني هذا الأمر وعجبت منه.
كيف لا وقد كان صحابة رسول الله صلى عليه وسلم من أوائل أولائكم الركب فيما أسدى لهم النبي من مهام, نعم لقد تفشت في مجتمعنا نظرية أنه لا يصلح لمعالي الأمور إلا أكابر الرجال " أعماراً " ولكن هذه النظرية تلاشت مع ما أحدثه المصطفى لنا من منهج ويعززها ما يتطلب مجتمعنا من حاجيات .
نحن بحاجه إلى وجوه شابة وقلوب طامحة وعقول كلها أمل واستشراف لمستقبل ناضج كي نبعث الأمل والحياة في أوردة مجتمعنا الراقي, كيف لا ونحن نجد أن جل نجاح بعض المؤسسات والمشاريع من أصناف كانت هذه أوصافهم.
ولا غرابة أن نسمع عن طبيب ماهر أو تاجر محترف أو مدرب ناضج أو محاضر راقي أو مهندس متقن أو خطيب بارع أو غير ذلك وقس على مثله شقائق الرجال لا زالوا في باكورة أعمارهم وبداية حياتهم.
والهدف من إثارة هذا الموضوع هو ما مدى الاستفادة من قدرة هؤلاء؟ وهل يمكن في المستقبل القريب أن نطبع أنفس المجتمع وخاصة القيادات العليا في كافة القطاعات الحكومية والخاصة على استثمار هذه الأصناف وتدريبها وصقلها ليستفيد منها المجتمع في وقت مبكر وتدوم بإذن الله وقت أطول وتحفظ من التهجير أو الذبول.
إن لم يكن ذلك من أولائكم القيادات فلا أقل من هؤلاء المبدعين ألا يكونوا ضحية الآمال والأماني وفي انتظار من يطرق أبوابهم ويتبنى جهودهم ويستثمر طموحاتهم فليشاركوا في بناء مشاريع وليواصلوا جهودهم وإن كانت صغيرة " بادئ الأمر " وليسابقوا الزمن قبل أن يسبقهم.