و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

جزاك الله خيرا جزيلا،

مما اقتبسته من كلامك الطيب، يدل على أنك تريدين زوجا صالحا بمعنى الكلمة، و لا تريدين {إطار رجل} أو {مال رجل}. و هذا دليل قاطع على رجاحة عقلك و نبل أخلاقك. فللأسف الشديد الذي يقطع القلوب كمدا، أن أغلب النساء إما أن تنبهر بالشكل أو المال، أو هما معا، و لا تلتفت للصلاح و التقوى و الورع، و إن سلمت الفتاة من هذه الصفة السيئة، كان لأهلها منها نصيب وافر جدا، و يتجلى ذلك في الطلبات الخيالية، و كذلك في الشروط التي لا يمكن أن تتوفر إلا في شخص قد بلغ الخمسين من العمر، أو صاحب دخل مادي مشبوه، فلم يعد أحد يريد أن يبدأ حياته من الصفر، بل يريدون أن يبدأوها من المليون، مع أن سيد الخلق صلى الله عليه و سلم قد أعطى ابنته سيدة نساء أهل الجنة و عروس أهل الجنة لعلي رضي الله عنه و هو معدم تماما ، و كان يشتغل سقاء للناس، يعني مهنة مهينة جدا في عصرنا هذا، و كان يأكل يوما، و يصوم أياما من شدة فقره و فاقته، حتى مهر زوجته كان هدية له من رسول الله صلى الله عليه و سلم،، و بيته كان به خشبة و قلة ماء فقط لا غير. و رغم ذلك فابنة سيد الخلق صبرت و احتسبت و ماتت و لم ترى تنعما و نعيما أبدا مع زوجها.
فأيننا يا ترى من سيد الخلق، و من خيرة الصحابة؟
و لي نصيحة لكل فتاة تريد فارس أحلامها رجلا غنيا أو ميسورا، أن تذهب و تتزوج تاجرا شيخا كبيرا، فهو الذي يمكنه أن يمتعها بأمواله، أما الرجل الشاب فهو في بداية حياته، و بالتالي عطاؤه سيكون على قدره، و على قدر ما يملك. فالمال يحتاج إلى وقت لكي يتراكم، و لا يأتي بين عشية و ضحاها.

و الصلاح و الدين و الخلق أينه يا ترى من هذه المعادلة الصعبة؟

و أسأل الله لكِ أخية أن تجدي ما تمنيت في زوجك، و أن يصلحه لك.

و أسأل الله عز و جل لي و لكل شاب تقي عفيف متعفف، زوجة صالحة ذات الخلق و الدين، زاهدة في متاع الدنيا و زينتها و زخرفها الغار، الذي لا يملأ القلوب إلا حسرة و ندامة.

a2