( مساندة ضد جيوش
المطبخ )
ادة س. ( 17 سنة ثالث ثانوي ) :
( قد لا تعتبرون ذلك تغيراً كبيراً ، ولكن التغير الذي طرأ عليّ منذ رمضان الماضي هو أنني
أصبحت أساعد الخادمة ! .. )
وتضحك قليلاً ثم تتابع :
كانت والدتي كثيراً ما تنصحنا – أنا وأختي التي تكبرني – بمساعدة الخادمة لأنها بشر ولها قدرات محدودة .
لكن الكسل والعجز كان قد بلغ مبلغه منا فلم نكن نتحرك لمساعدتها حتى في أبسط الأمور .
وقبل رمضان الماضي ، سافرت خادمتنا قبل أن تأتي الخادمة الجديدة . وهنا وقت الطامة في بيتنا ، فقد ألزمنا أنا وأختي بالعمل ، رغم أننا ندرس وصائمات . وتعرفون طبعاً أكوام الصحون والأواني الإضافية في هذا الشهر – ما شاء الله من يرى المطبخ وكمية القدور التي على الموقد يحسب أنه قد دخل مطبخ شعبي مزدحم – فعانينا أشد المعاناة رغم أننا نحن الثلاثة نعمل سوياً – أنا وأمي وأختي .
وهنا شعرنا حقاً بمأساة الخادمة المسكينة ، إذ كيف كانت تتحمل كل ذلك الجهد الخارق والتعب المتواصل دون مساعدة من أحد ،
كيف كانت تقف طوال الوقت وهي صائمة لتواجه جيشاً من الصحون مع مراقبة القدور وإعداد السفرة ، بالإضافة لأكوام الغسيل المنتظرة والحمامات – أكرمكم الله – التي تحتاج لتنظيف وطلباتنا المستعجلة التي لا تنتهي .. و .. و .. يا إلهي ، يا لها من مسكينة حقاً .
ولأول مرة شعرت بالعطف الشديد عليها ، وقطعت وعداً على نفسي بمساعدة الخادمة القادمة بإذن الله ما استطعت ، وبالفعل عندما أتت خادمتنا الجديدة غيرت طريقة تعاملي معها إذ أصبحت أغسل ملابسي بنفسي ، وأحضر طلباتي بنفسي بدلاً من تكليفها ، كما أساعدها في غسل الصحون وترتيب المطبخ في حال وجود وليمة وأنا أدعو الله أن يرحمني كما أصبحت أرحمها .
لقد كان رمضاناً مختلفاً وتعبنا خلاله ، لكنه غيّر بي أشياء كثيرة .
--------------------------
هل أنت بحاجة إلى
التغيير ؟
اسألي نفسك أولا : هل أنت
راضية عن وضعك الآن ؟ هل أنت
مقتنعة بواقعك ؟ عبادتك ، عاداتك
تصرفاتك ، نظرتك للحياة ؟
حتى وزنك ؟
إذا كنت ترين أن هناك أمور لا
تعجبك .. فمعنى هذا أنك بحاجة إلى تغييرها إلى شكل آخر يرضيك .
--------------------------
( وبكينا معاً .. )
أسماء صالح – المدينة النبوية :
تقول ليلى : كنا أربع فتيات لا يهمنا في ليالي رمضان سوى التسكع في الأسواق وإغراء الشباب
وفي أحد الأيام فاجأتنا إحدى الصديقات بأنها لا تريد الخروج معنا بل ستحول وجهتها إلى المسجد لتصلي التراويح .. طبعا أخذنا نستهزئ بها ، ولكنها لم تأبه بنا ، واستمرت على ذلك أياما ، كانت خلالها تنصحنا كثيرا .. ولكننا لم نسمع لها .. حتى حدث ما لم يكن في الحسبان .. لقد ماتت صديقتنا .. في الوقت الذي كنا نتمشى به في السوق .. تأثرنا كثيرا وقررنا بعدها أن لا نطأ سوقا إلا لحاجة ماسة ملتزمات بالحجاب الشرعي ..
( ثلاث ركعات .. )
أما نهى فتقول :
كنت أحرص كثيرا على صلاة التراويح والقيام ولا أدعها تفوتني سواء ذهبت إلى المسجد أو بقيت في البيت ، وتنتهي علاقتي بصلاة الليل مع انتهاء رمضان المبارك ، حتى صلاة الوتر ولو ركعة واحدة كنت أعجز عنها .
واستمر الحال عدة سنوات حتى سمعت أن من علامة قبول الحسنة ، الحسنة بعدها . والعمل المداومة عليه .. وإن أحب الأعمال إلى الله أدومه وإن قل ، فقررت المحافظة على صلاة الليل ولو ثلاث ركعات فقط ..
( لم أكن أعيش بدون أغاني ! )
هدى ح. ( 19 سنة ، كلية الخدمة الاجتماعية ) :
كلما تذكرت كيف حياتي كئيبة ومملة ، أحمد الله أن هداني .
ورغم أنني كنت محافظة على الصلاة ، وأحب الخير إلا أنني لم أكن أستطيع العيش بدون الأغاني ، فقد كانت من أساسيات حياتي ، كنت لا أسير ولا أتحرك إلا والسماعات في أذني .
كلما شعرت بحزن أو ضيق أغلقت غرفتي عليّ ورفعت صوت المسجل ، وكلما فرحت أو استمتعت أسرعت بتشغيله أيضاً .
كانت الأغاني تعني لي الحياة وبدونها لا أستطيع أن أفكر ولا أدرس ولا أستمتع .. وكنت أشعر بتأنيب الضمير والخوف من الله بسببها ، لكنني حاولت وحاولت تركها وعبثاً لم أستطع .
كنت كالسمكة التي تحاول أن تعيش خارج الماء ، كلما ابتعدت عنها شعرت بضيق واختناق فأجري لها مسرعة كالعطشان يبحث عن رشفة ماء والشيطان يوسوس لي أن الله غفور رحيم .
وقبل عامين ، وفي رمضان ، عقدت النية على أن أتركها في هذا الشهر إذ كنت أشعر بالخجل من الله أن أسمعها وأنا صائمة .
فكنت أتركها في النهار ، وفي الليل كنت أسمح لنفسي بالقليل .
ولكن عندما بدأت العشر الأواخر وأصبحت أذهب لصلاة القيام ، تركتها حتى في الليل ، وذات ليلة خرجت من المسجد وأنا متأثرة بدعاء الإمام وصوته الخاشع الذي يهز القلوب ، فأحسست بتفاهة الأغاني . وشعرت كم كنت غبية إذ اعتقدت أنها تريحني بينما ما كانت تزيدني إلا ضيقاً واكتئاباً وحزناً .
فعقدت النية منذ تلك الليلة أن أتركها ولا أعود إليها أبداً ، وأكترث الدعاء لله بأن يعينني على تركها ،
وحتى أعوض الفراغ الذي تركته في حياتي أخذت أشتري أشرطة قرآن لبعض المشائخ الذين لهم أصوات جميلة وخاشعة ، ولأول مرة في حياتي كنت أضع السماعات في أذني وأنا أشعر براحة وطمأنينة تسري في نفسي ، ودون أن أشعر بتأنيب الضمير أو الخوف من الله مما أفعله .
وهنا أنصح كل من ابتليت بسماع الأغاني أن تغتنم فرصة رمضان فهو أنسب وقت لتركها حيث تنشغلين عنها بطاعة الله
والنفس تكون أسهل انقياداً والشيطان أضعف قدرة عليك .
--------------------------
الحبيب
يشد المئزر
- عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إذا دخل
العشر أحيا الليل أيقظ أهله وشد المئزر )
- وكان محمد صلى الله عليه وسلم أجود من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون في رمضان .
--------------------------
( تركت تقطيع اللحوم ..)
(( نعم .. رمضان غيّر حياتي ولله الحمد ))
هكذا أجابت أمل ( 22 سنة ، مدرسة ) بسرعة على سؤالنا .
ثم أتبعت قائلة :
الحقيقة .. كنت مبتلاة بالغيبة ، وذكر أعراض الناس مثلي مثل معظم النساء .
وذات رمضان عقدت النية على تركها في هذا الشهر . وفعلاً كان الجو الروحاني مشجعاً إذ كان الجميع يسعى لتجنب لمعاصي ، وطوال الشهر كنت في شد وجذب مع نفسي الأمارة بالسوء لترك هذه العادة .
ولكن ما أن انقضى الشهر الكريم حتى شعرت بأنني تعودت على تعظيم هذا الذنب ( الغيبة ) والابتعاد عنه ، والحمد لله أنني صرت أبتعد تماماً عن التحدث في الآخرين بل وأذب عن أعراضهم إذا تحدث عنهم أحد ما استطعت ، وعسى الله أن يثبتني على ذلك .
( كنت مدمنة .. فأقلعت ! )
هكذا فاجئتنا البندري ( 18 سنة ، جامعة الإمام محمد بن سعود ) قبل أن تفسر قائلة :
نعم فقد كنت مدمنة مسلسلات وأفلام ، لكن رمضان ساعدني على تركها .. والفضل لله ثم لمدرستي الغالية جزاها الله خيراً .
ثم تابعت : عندما كنت في الثانوية العامة كان لدينا مدرسة صالحة يحبها الجميع ، وبحكم أني متفوقة كانت تحبني وتمتدحني دائماً مما جعل لها مكانة خاصة في قلبي .
وذات مرة وفي رمضان علمت بالصدفة مقدار إدماني على متابعة المسلسلات والأفلام وعدم قدرتي على تركها ، فتفاجأت وقالت : ( لم أتصور أن تكوني أنتِ .. أنتِ .. العاقلة الذكية .. الخلوقة .. هكذا ! .. كنت أعتقد أنك قوية الإرادة .. شديدة العزيمة .. لا ضعيفة منقادة .. !
لقد صغرت في نظري كثيراً للأسف ! ) .
فشعرت بالخجل من نفسي ، لكنها تابعت مخاطبة الجميع : ( كيف تواجهون ربكم بالصلاة والصيام والدعاء وأنتم تواجهونه بنفس اليوم بالانشغال بتوافه الأمور بينما مصاحفكم على الأرفف تنتظر من يقرأها ؟! .. أي صيام هذا وأي قيام تنتظرون أجره وأنتم مشغولون في شهر الطاعة بفتنة التلفاز والمسلسلات ؟! )
ثم شرحت لنا طريقة عملية لترك مشاهدة التلفاز بالانشغال بأشياء مفيدة ، وأعطتنا جدولاً لتنظيم يومنا في رمضان دون مشاهدة التلفاز .
وفعلاً بدأت في تطبيق هذا الجدول وتحديت نفسي لترك التلفاز رغم تعلقي الشديد به وميل نفسي إليه كلما سمعت صوته .
وشيئاً فشيئاً بدأت أشعر بتغير في حياتي ، وشعرت بطمأنينة ورضا أكبر عن نفسي واستمريت في تركه إلى الآن ولله الحمد .
--------------------------
كشافات لإضاءة طريقك .. !
1 ـ التغيير مطلوب فيه جهد البشر يقول الله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. ) ( الرعد:11 )
2 ـ خلال فترة الانتقال والتغير .. إذا استطعت أن تتغلبي على مقاومة نفسك وصلت إلى مطلوبك ، أما إذا لم تستطيعي فقد .. خسرت المعركة .. !!
3 ـ أكبر عائق لك حين تريدين تغيير نفسك هو .. أنت .. !!
الهمة الضعيفة والإرادة النائمة هي من سيقطع عليك الطريق ..
4 ـ الفتاة الجادة في رغبة التغير إذا وضعت نصب عينيها هدف فستصل .. ستصل ..
وضعك لن يتغير إلا إذا .. أنت غيرته .
--------------------------
صيد الفوائد