سؤال
السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
أولاً: نشكركم على إتاحة الفرصة لحل المشاكل ولكم خالص الشكر..
أما بعد:
أعاني من مشكلة سنتين وأنا على هذه الحالة فتاة أعجبت بي بسبب مظهري وتريديني أن أعجب بها ولكنني رفضت ذلك لأن الإعجاب شرك بالله سبحانه ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولأن هذا الإعجاب يجر إلى الرذيلة والشذوذ ولكن هذه المعجبة أرادت أن تنتقم مني لأني لم أبادلها الإعجاب وقامت: بعزل البنات عني (صديقاتي وزميلاتي وأقاربي وأي فتاة تتكلم معي حيث قامت المعجبة بالسيطرة على زميلاتي وصديقاتي وأرى صديقاتي وزميلاتي دائماً معها وتركوني وينظرون إلي باحتقار شديد ويتجنبون التكلم معي وحينما أنادي إحدى صديقاتي باسمها لأتكلم معها تسفهني وتذهب بعيداً وإذا احتجن شيئاً مني (مذكرات أو أي شيء أقوم بتلبية رغباتهن بحسن نية وإذا أردت منهن شيئاً: يرفضن إعطائي شيئاً ويختلقن أعذاراً واهية ويرفضن المشاركة معي في البحوث وهذه المعجبة سيطرت على جميع الطالبات في قاعتي ولا بنت بالقاعة تريد أن تتكلم معي جميعهن يبتعدن عني وإذا رأتني أتكلم مع أي بنت تتغير علي وتصير معها وكانت لي صديقة الوحيدة لم تتغير علي وكل أسراري معها وبعد فترة ذهبت صديقتي مع المعجبة وتركتني وكانت صدمة كبيرة لي أسراري معها وفشت أسراري لها وهذا الشيء لاحظته, وهذا المعجبة تقوم بجمع كثير من البنات يقمن بمراقبتي في كل حركاتي وإفساد جميع من يحاول أن يتكلم معي حتى حينما ذهبت للتدريس في التربية الميدانية قامت بجلب أخوات صديقاتها في المرحلة المتوسطة في محاولة أو تجربة الإعجاب ولكني رفضت ذلك وحينما يأتين صديقاتي للتحدث معي لا يتكلمن إلا في الأشياء التي تخص هذه المعجبة ولا يردن التحدث معي في شيء آخر يقلن لي مثلاً: إن (المعجبة) لطيفة جداً وتحافظ على الصلاة وأنا يقلن لي إني الجاحدة وأردن أن أعطيهن رقمي بالجوال لكي تراسلني المعجبة بالأشعار والكلمات الرومانسية ولكني رفضت وأخبرتهن أن الإعجاب شرك بالله وتقوم هذه المعجبة باستقبالي في الصباح وقبل المغادرة أملاً في نظرة مني أيضاً تقوم هذه المعجبة بملاحقتي في الشارع وحينما عرفت مكان وقوف سيارة أبي أو أخي تقف بجانب السيارة وكنادرها وحقيبتها أحمر فاقع وقالت لي إحدى صديقاتي اجعل أخاك يتزوج المعجبة علشان يكون فيه ود بينكم. حاولت أن أتكلم مع المعجبة بخصوص ملاحقتي في الشارع ولكنها صعقت وتغير وجهها حينما عرفت أني عرفتها وقالت: فيه شهود؟ قلت: لا قالت: تقدرين تقولين هذا الكلام للعميدة وحينما ذهبت المعجبة مع صديقاتي أخذن يتعالين في الضحك علي حاولت أن أتكلم معها بود تسفهني لأن الكلام لم يعجبها حاولت أن أمد يدي للسلام عليها ولكنها لا ترجع في رأيها في الإعجاب ومصرة عليه فما حكم هذا التصرف من هذه المعجبة؟ وما حكم من يتعاون معها بهذا الإعجاب ويحببنها فيه؟ وهل هذا يكون ابتلاء من الله سبحانه؟
الجواب
الأخت الفاضلة: أريام.. السعودية، وفقها الله.
بنتي الكريمة: أقدر حجم معاناتك، خاصة وأنك تصطلين بنارها من سنتين، لكني ألمس من خلال تعبيرك عن معاناتك بعض ما يبدو لي كثغرات نفسية في شخصيتك ففي الوقت الذي يعجبني فيه (إصرارك) على رفض التواصل مع تلك (المعجبة)، إلا أني أشعر أن لديك قدراً من (ضعف) الثقة في النفس، كما ألمس في شخصيتك قدراً من (الخوف) الذي يتضح في المبالغة التي صوّرت فيها قدرات تلك (المعجبة)!
بنتي الكريمة: راجعي رسالتك، التي صورْتِ فيها شكواك، ولا حظي هذه المفردات: عزل (البنات عني، قامت المعجبة بالسيطرة، وهذه المعجبة سيطرت على جميع الطالبات في قاعتي، وهذا المعجبة تقوم بجمع كثير من البنات يقومن بمراقبتي في كل حركاتي، حتى حينما ذهبت للتدريس في التربية الميدانية قامت بجلب أخوات صديقاتها في المرحلة المتوسطة)، ولو قرأ هذا الكلام أحد دون أن يعرف القصة الحقيقية لظن أنه أمام قائد (عسكري) متمرس ؛ يرص الصفوف، ويرسم الخطط!، ويراقب تحركات العدو، ويضع الكمائن، ويجلب المدد!
أنا أدرك مدى الضيق الذي تحاصرك به صاحبتك المعجبة، لكن صدقيني – بنتي الكريمة ـ أن شعورك بالضعف تأثيره النفسي عليك أقوى من جميع ! (خططها ومكائدها)!
ولكي أؤكد لك (توطّن) عدم الثقة داخلك، انظري كيف عبّرت عن مضايقة الزميلات، اللاتي رأيتِ أنها أثّرتْ عليهن، فأنت تقولين: وحينما (أنادي إحدى صديقاتي باسمها لأتكلم معها تسفهني وتذهب بعيداً)، وحينما (ذهبت المعجبة مع صديقاتي أخذوا يتعالون في الضحك علي)، أعرف أنك صادقة في ذلك، ولكن مثل هذه التصرفات تجري كثيراً بين الزميلات في حالات الغضب والخصومات وربما المزاح، وليست المشكلة فيها، وإنما المشكلة حين نشكك في أنفسنا أننا – مثلاً – أهل للسخرية، أو أن مواصفاتنا العقلية والسلوكية والجسمية هي ما دعا أولئك للسخرية منا.. لكن في المقابل حين نفسر تلك الضحكات والسخرية على أنها لون من الغيرة، بسبب ما نشتمل عليه من صفات إيجابية يختلف الوضع، ويكون تأثرنا النفسي مختلفاً!
ولاحظي – بنتي الكريمة – أن صاحبتك هي المعجبة بك، وهي التي تمارس بعض الحركات المضحكة والمزرية (ركضاً) خلفك، وهي تعمل كل ما تشيرين إليه من تصرفات لتمنحيها شيئاً من (الالتفات)! فكيف يأتي تعبيرك عن نفسك ملوناً بالشعور بالضعف والضآلة!؟
إن تلك الفتاة – مهما بلغت ملكاتها وإمكاناتها – قد تستطيع التأثير على (بعض) طالبات القاعة الدراسية، وقد تبلغ إلى التأثير على (أكثر) طالبات القاعة الدراسية، لكن أن تستطيع التأثير على (كل) طالبات القاعة فهو شبه مستحيل. أما أن يصل الحال أن يكون تأثيرها تجاوز ذلك إلى التأثير حتى على (الصديقات والقريبات) فهو – مع اعتذاري لك – (أسطورة)!
وربما إنك أنت تساعدينها على استقطاب البنات أو بعضهن، فيما لو كان أسلوبك في التعامل (طارداً)، ومن هنا فمن المهم أن تستشعري الثقة بنفسك، وأن تستمدي العون من خالقك الذي (عَادَتْكِ) صاحبتك بسبب (إصرارك) على عدم معصيته، وثقي أنه لن يخذلك.
ولا شك أن ما أنت فيه نوع من الابتلاء الذي يعترض طريق المؤمن، ولكن هذا لا يمنع من أن تراجعي سلوكك فما كان منه قد يكون سبباً في تباعد بعض زميلاتك عنك، فابتعدي عنه، ليس هذا حسب، ولكن حاولي أن تستبدلي عن ذلك سلوكاً جميلاً يجذب لك الزميلات، وبإمكانك – مع توفيق الله – التحول إلى شخصية ذات (جاذبية) بتعلم مهارات الاتصال الجيدة، ومحاولة توطينها في سلوكك ولا تنسي أن ترفعي أكف الضراعة إلى البارئ – سبحانه وتعالى – أن ينصرك على من بغى عليك، وثقي أن دعوة المظلوم إحدى الدعوات الثلاث التي لا ترد، وثقي – بعد ذلك – أن الأمر سينقلب على تلك الفتاة، فاصبري وصابري ورابطي، واتقي الله لعلك أن تكوني من المفلحين.
عبد العزيز بن عبد الله بن صالح المقبل