لطائف في مسائل :
في درجات الرزق :
والرزق درجات ومنازل وأنواع : رزق من المال ورزق من العلم ورزق من العقل ورزقِ من الحلم ، ورزقِ من الأهل والولد ورزق من الدين ..ولكلَ حظه ونصيبه ..
من بداية إدراك الإنسان ، ينظر لنفسه ، يبحث عن رزقه ونصيبه ، تكون له آماله وأحلامه ، ويجد ربه تعالى وقد شجّعَ فيه الطموح وفتح له الطريق :
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّبًا وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ " سورة البقرة الآية 168
الأمر فيه سعة : من كل ما في الأرض بشرط تتبع الحلال الطيب ، الطاهر المبارك فيه ، فقط سمي باسم الله وتخلص من نزغ الشيطان الذي يأمر بالسوء والفحشاء وينغز في الإنسان من كل مدخل ليوسع على نفسه بكل طريقة متاحة ، فجاء الأمر هاهنا بالبشارة أولاً : التوسيع : من كل مافي الأرض : ليس مكانًا محددًا ولا عملاً محددًا ولا طريقًا واحدًا بل نَوّع في رزقك ما شئت وارض رغباتك وحقق مطالبك واعلَ بسقف طموحك : تعلم واعمل ،سافر وتنقل ، تاجر واربح، انكح وأنجب ، اقرأ واكتب ... وبعد أن سُرَّت النفس بالبشارة وتهيأت لقبول التحذير .. جاء الأمر :فقط : انتبه و احذر خطوات الشيطان : خيلهِ ورجلهِ ، إنسه وجنه ، فهو العدو هو من يريد أن يركس عليك عملك ، فنعوذ بالله من الشيطان الرجيم..
هذا لعموم الناس ، أما أهل الإيمان : اللذين يجاهدوا في الله ليهديهم سبلهم ، اللذين مرت عليهم المواقف وفطنوا لحبال الشيطان وتركوا طريق الشر من الخطوة الأولى مرة بمرة ، فرزقهم الله من ذلك الثمرة : وهو علوِّ الدرجة وطيب النفحة :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ" سورة البقرة الآية 172
ذاقوا لذة العبادة بعد قرح الأوهام ، عرفوا النور بعد طول الظلام ،وإن ضلُّوا فبرحمة الله تابوا ولذكر الله سرعان ما آبوا، لايسكتبرون بمجاهرة بمعصية ولا يستحسرون عن فوات أمر في الدنيا ، بل يعملون ويتوكلون وأجرهم من الله ينتظرون ، فأثابهم الله : التقريب منه تعالى والتحبيب إلى خلقه والتكريم : فباستطاعة عقولهم التي ارتقت واستنارت بنور إدراك البصيرة أن ترتقي لاختيار : طيبات الرزق ، يعني طيبات الرزق الحلال : هناك الطيب والأطيب ، الحسن والأحسن ، الفاضل والأفضل ، وباستطاعتهم الآن التمييز ، كمن تخطى مرحلة قدرات للمستوى الأعلى ، ومانالوها إلا بالصبر .. وهى نعمة تستحق الاشتغال : بالشكر .. فالحمدلله ربِّ العالمين ..
فائدة :الإيمان يزيد وينقص فإن لم نكن على درجة أهل الشكر فلنكن مرابضين على الاستغفار والصبر على الحلال وإن قلَّ ... فإن السائر على الدربِ أوشكَ أن يصل ...
نخيل الاسلام