قليلٌ ما هم ..
- - - - -
قال : لي صديق كلما وقعت عيناي عليه ، أقول في نفسي :
هل لا زال في دنيا الناس نماذج مثل هذا الإنسان ،
أشبه ما يكونون بملائكة تمشي بين الناس ، يصدق عليه قول القائل :
فإذا أقبل الزمانُ توارى ** وإذا زاغتِ العيون تراهُ ..!
قال آخر :
هذا صنف نادر في هذا الزمان ، لا يبحث عن شهرة ،
ولا تستهويه نجومية ، ولا يستخفه تصفيق الناس وإعجابهم ،
ذلك لأن قلبه كله معلق برضا محبوبه ، ثم على الدنيا وأهلها العفاء ،
وهل له محبوب غير الله جل في علاه ..!؟
عاد الأول يقول :
تراه عند الشدة تنزل بالناس ، كأنه جبل شامخ ، أو راية ترفرف في السماء ،
تنادي الناس إليّ ، إليّ ..لا تراعوا ..!
فإذا ولت الشدة ، وأقبلت زخارف الحياة ،
لا تكاد تجد لهم أثراً في ذلك المهرجان ، إلا أثر القيام بالحجة ..!
قلت : وإن كان هؤلاء قليل في دنيا الناس ،
لكن اللؤلؤ النفيس نادر هو الآخر !
ثم أني أجزم أن هؤلاء هم ملح الحياة ، ولا تقوم الدنيا إلا بهم ، ومن أجلهم ،
ولو تكاثروا في دنيا الناس ، لأمكن أن تولد على أيديهم أمة من جديد ..!
ابو عبد الرحمن