عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2005-09-21, 6:00 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي *(( مـــــا أسهلَ الوصف ! ))*
*(( مـــــا أسهلَ الوصف ! ))*





كم هم الناس الذين يملكون قدرةً على وصف واقعهم ... وفي المقابل كم هم الناس الذين يملكون قدرةً و شجاعةً على المشاركةِ في إصلاحِ هذا الواقع .
نعم أيها الأحباب .............. إننا نتقنُ في - أحايين كثيرة - الحديث عن واقعِ أمّتنا الإسلامية وما أصابها من الضعفِ والهوان ... ما أكثر ما نتكلم أو نسمع عن ذكرِ كثيرٍ من مظاهر الفساد التي فشت في مجتمعاتنا .. فهذا يتحدثُ لك عن إهمالِ الكثير من الرجال والنساء لأمر الصلاة ..
وآخرُ يتحدث لك عن ضياع كثيرٍ من الشباب والشابات في الأسواق ..
وثالثٌ يخبرك بسرعة انتشار المخدرات في الفتيات قبل الفتيان وتزايد عدد ضحاياها ..
ورابعٌ يُأكّدُ لك انحراف الأخلاق عند مجموعٍ من الأطفال لكثرة رؤية القنوات الفضائية ..
وخامسٌ يعطيك من خلالِ إحصائيّةٍ دقيقة نسبة تزايد الشاذين و الشاذات في مجتمعاتنا ..
وسادسٌ ... وسابع ... وثامن همومهم أكبر ممّا ذكرنا من قبل ... فهم يشتكون الوضع الاقتصادي العام ... ويلاحظون على المنهج السياسي بعض الخلل ... وينقمون على بعض المناهج التعليمية في بعض دول الإسلام .. وهكذا دواليك ..
وأنا هنا لستُ أعيبُ علينا وصف واقعنا فإنه لا يمكن أن نشاركَ في تغيير هذا الواقع إلاّ بالتعرفِ على مواطنِ الخلل فيه ... وإنما العيبُ كلّ العيبِ حينما يتوقف عملنا عند معرفة هذا الواقع و مجرد توصيفه ... وإني لأظن أنكم توافقونني على سداد ومدح ذاك الإنسان الذي ذكر لنا شيئاً من الخلل قد رآه ... و أردفه بذكر عملٍ ايجابي تجاهه ..
إنه ليحزنني كثيراً حينما تحدثني إحدى الأخوات عن أنها كانت مدعوةً في ليلةٍ ماضيةٍ إلى حضورِ حفلةِ زفافٍ لإحدى قريباتها أو صديقاتها .. وأنها قد رأت من بعض النساء لباساً لا يقبله دينٌ ولاعقلٌ ولا أدب ... فأطرح عليها سؤالي :
وماذا فعلتِ يا أختي الكريمة أمام هذا المنظر؟؟

هل قمتِ بدورِ النصيحةِ على حسب استطاعتك؟؟ فتجيبني : لا !!

هل أحضرتِ معكِ بعض الأشرطة النافعة لتوزيعها على بعض الحاضرات؟؟ فتجيبُني كذلك : لا !!

هل خطر ببالك أن تكتبي رسالةً لأصحاب هذا الحفل أن اتقوا الله في إحضاركم تلك المغنّية وإقامة حفلتكم على نهجٍ غربيٍ كافر ؟.. فتجيبني : لا ..!

أيها القرّاء الكرام .. إيّاكم أن تقولوا إنَّ الواقع الأليم ، والفساد قد استشرى حتى أصبحنا لا نقدر إلاّ على قول : (لا حول ولا قوة إلاّ بالله) .. فأقول لكم :
لو سارَ كلُّ واحدٍ منّا معتمداً على هذا المنطق لما كانت أبداً دعوةٌ للدين ..
ولزدنا سرعة في بلّة الطين ..
وأصبحنا عرضةً لعقابِ ربِّ العالمين ..
لماذا توهِمُ نفسك أنك الوحيد أمام هذا الطوفان من مظاهر الفساد !!.. فتأتي النتيجة سلبية على نفسك .. وعلى الآخرين ..
تذكّر أنَّ معك الكثير ممن يحملون همّك ..
وقد أغمّهم ما أغمّك ..
فلو تعاونّا بترتيبٍ بيننا أو حتى بدون ترتيب .. لاستطعنا أن نقدّمَ لأمتنا (بإذن الله) عملاً رائعاً وأن نبني دونَ أخلاقنا حصناً مانعاً .. وأن نستثمر من أوقاتنا ما كان ضائعاً .. وأن نجعلَ من المرء المهمّشِ فرداً صانعاً .. ثم إن لا حول ولا قوة إلا بالله كلمةٌ عظيمةٌ جدير بالأبطال أن يقولوها عند الانطلاق للبناء والعمل ..
أكثر من قول المنهزمين اليائسين لها ..
فإلى العمل والبذل أيها الفضلاء ..
وإلى التخطيط و الترتيب أيها النبلاء ..
لنسعدَ جميعاً (من الله) بجزيلِ العطاء ..
خالد الخليوي