فنقصان الدِّين ؛
هو إنه من المعلوم
أن التي لا تحيض تكون – غالباً – عقيماً لا تحمل ولا تلد
وقد جعل الله الدم غذاءً للجنين .
قال ابن القيم : خروج دم الحيض من المرأة هو عين مصلحتها وكمالها
، ولهذا يكون احتباسه لفساد في الطبيعة ونقص فيها .
ثم إن نقص الدين ليس مختصا بالمرأة وحدها .
فالإيمان ينقص بالمعصية وبترك الطاعة –
ثم إننا لا نرى الناس يعيبون أصحاب المعاصي الذين يَعملـون على إنقاص إيمانهم
– بِطَوْعِهم وإرادتهم –
عن طريق زيادة معاصيهم وعن طريق التفريط في الطاعات ،
ولسنا نراهم يعيبون من تعمّـد إذهاب عقله بما يُخامره من خمرة
فشارب الخمر – مثلا – إيمانه ناقص ،
والمُسبل إزاره في إيمانه نقص ، وكذا المُدخّن ،
وغيرهم من أصحاب المعاصي ؛
ومع ذلك لم نسمعهم يوماً من الأيام يقولون عن شارب الخمر : إنه ناقص دين !
بل ربما وُصِف من يُسافـر إلى دول الكفـر والعهـر لأجل الزنا
بأنه بطل صاحب مغامـرات ومقامرات !!
وهذا شيءٌ يُلامون عليه ،
بينما لا تُلام المـرأة على شيءٍ كَتَبَهُ الله عليها ، ولا يَـدَ لها فيه .
وأما نقصان عقل المرأة
فلأن المرأة تغلب عليها العاطفة ورقّة الطبع -
الذي هو زينة لها
- فشهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل ،
وذلك حُكم الله وعذرٌ لها .
ثم إن في هذا الحديث بيان أن المرأة ربما سَبَتْ وسَلَبَتْ عقل الرجل ،
وليس أي رجل ، بل الرجل الحازم الذي يستشيره قومه في الملمات ،
ويستأنسون برأيه إذا ادلهمّت الخطوب .
وكما أن شهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل
فإن الرجل أحياناً يكون على أقل من النصف من شهادة
المرأة ،
فقد تُردّ شهادته إذا كان فاسقاً أو كان مُتّهماً في دينه .
أخلُص من هذا كلِّه إلى أن المرأة لا تُعـاب بشيء لا يَـدَ لها فيه ،
بل هو أمـرٌ مكتوب عليها وعلى بنات جنسها ،
أمـرٌ قد فُـرِغ منه ،
وكما لا يُعاب الطويل بطوله ،
ولا القصير بِقِصَرِه ،
إذ أن الكل من خلق الله ومسبّة الخِلقة من مَسَبَّة الخالق ،
فلا يستطيع أحد أن يكون كما يريد إلا في الأشياء المكتسبة ، وذلك بتوفيق الله وحده .
وإنني أدعوكم إخواني وأخواتي لنقف
على شيء من أقوال أهل هذا العصر من الغربيين وغيرهم .
لقد عَلِمَ الغربيون أنفسهم أن الإسـلام كـرّم المـرأة .
حتى قال أحد علماء الإنجليز ، وهو ( هلمتن )
إن أحكام الإسلام في شأن المرأة صريحة في وفرة العناية بوقايتها من كل ما يؤذيها ويُشين سمعتها .
وقالت جريدة ( المونيتور ) الفرنسية :
قد أوجد الإسلام إصلاحاً عظيماً في حالة المرأة في الهيئة الاجتماعية ،
ومما يجب التنويه به أن الحقوق الشرعية التي منحها الإسلام للمرأة
تفوق كثيراً الحقوق الممنوحة للمرأة الفرنسية .
وأذكّرك - أخيراُ -
بأن
رقّة المرأة
وأنوثتها
ولُطفها
وشفافية معدنها
يُكسبها جمالاً وأنوثة
تزينها ولا تعيبها
وختاماً :
لا بد أن يُعلم أنه لا يجوز أن يُطلق هذا اللفظ على إطلاقه
أعني قول بعضهم : المرأة ناقصة عقل ودين .
هكذا على إطلاقه .
إذ أن هذا القول مرتبط بخلفية المتكلّم الذي ينتقص المرأة بهذا القول ،
ويتعالى عليها بمقالته تلك .
ولنتأمل هذه الكلمة الجامعة
وهي قوله صلى الله عليه وسلم :
" الدين النصيحة "
فمن لم ينصح لله وللأئمة وللعامّة كان ناقص الدين ،
وأنت لو دُعِيْتَ : يا ناقص الدين ؛ لَغَضِبْتَ .