لا تزال قابل للتشكل ..!!
- - - - - - - - - - -
نفسكَ قابلة للتشكل ، حتى في عمر متأخر ، تلك حقيقة يغفل عنها أكثر الخلق ..
المهم عليك أن لا تيأس ،
لا تستسلم وأنت تراها منجرفة إلى ما لا تحب ، مما لا يحبه الله سبحانه ..
في التاريخ القديم والحديث شواهد كثيرة ومتعددة على صحة ما نقول ،
لأناس كانت صفحاتهم سوداء ، لا بصيص لنور فيها ، ثم استحالت بيضاء مشرقة ..!
كانوا يخبطون في بحار التيه والضلالة والضياع ،
ثم إذا بهم ينتقلون إلى عالم كله أنوار ..
ومنهم من كان يحمل راية الفساد ، ويحبب فيها ، ويقاتل تحت لوائها ،
فإذا بهم قد أصبحوا هداة مهتدين ، يؤتم بهم ، وتقتفى آثارهم ..!
الخلاصة التي نريد أن نصل إليها :
أن الإنسان في أي سن يكون فيها ، قابل للتشكل ،
قابل للانتقال من مربع إلى مربع ، والقفز من وحل الأرض إلى بوابة السماء
..والخروج من ثوب الشيطنة ، إلى التحلي بثياب من نور ..!
وبلا شك أن الإنسان كلما كان أصغر عمراً ، كان أسرع تغييراً ،
فهو بمثابة الأسمنت الطري ، الذي يسهل تشكيله ..!
ولكن مع هذا فلا ينبغي أن نيأس من رحمة الله سبحانه ،
فإن أبواب رحمته جل جلاله أبواب مفتحة أبداً ، لا تغلق ألبته
إلا في حالتين اثنتين لا ثالث لهما :
أن تغرغر الروح ، أو أن تطلع الشمس من مغربها ..!
ما عدا ذلك فإن الأمل في الله سبحانه قوي جداً ، وكبير وعظيم ،
أن يصطلح هذا الإنسان مع ربه ، فإذا هو من الهداة المهتدين ..!
المهم أن علينا أن نبادر إلى باب الله ، أن نلح على الله بالدعاء والضراعة ،
ليعيننا سبحانه على تغيير بما بأنفسنا ..
أن تجهد أنفسنا في التعرض لنفحات الله عز وجل كل حين .. وبالله التوفيق .