عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2010-03-31, 12:13 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي

المطلب الثاني: آداب تلاوة القرآن الكريم:

آداب تلاوة القرآن الكريم:

ينبغي على مَن يقرأ القرآن مُراعاة الأدب مع القرآن، فينبغي أن يستحضرَ في نفسه أنه يناجي الله تعالى، ويقرأ على حال من يرى الله تعالى، فإنه إن لم يكن يراه فإن الله تعالى يراه، ومن جملة هذه الآداب التي ذَكَرَها الإمام النووي - رحمه الله -:

1 - وينبغي إذا أراد القراءة أن ينظفَ فاه بالسواك وغيره.




2 - يستحب أن يقرأ وهو على طهارة، فإن قرأ محدثًا جاز بإجماع المسلمين، والأحاديث فيه كثيرةٌ معروفة؛ قال إمام الحرمين: "ولا يُقال: ارتكب مكروهًا، بل هو تارك للأفضل، فإن لَم يجد الماء تيمَّم، والمستحاضة في الزمن المحكوم بأنه طهر حكمها حكم المحدث، وأما الجُنُب والحائض فإنه يحرم عليهما قراءة القرآن؛ سواء كان آية أو أقل منها، ويجوز لهما إجراء القرآن على قلْبهما من غير تلفُّظ به".




3 - ويُستحب للقارئ في غير الصلاة أن يستقبلَ القبلة، ويجلس متخشعًا بسكينة ووقار، مطرقًا رأسه، ويكون جلوسُه وحده في تحسين أدبه وخضوعه كجلوسه بين يدي مُعلِّمه، فهذا هو الأكمل، ولو قرأ قائمًا أو مضطجعًا أو في فراشه أو على غير ذلك من الأحوال، جاز، وله أجر، ولكن دون الأول؛ قال الله - عز وجل -: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [آل عمران: 190، 191]، وثبَت في الصحيح، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتكئ في حجري وأنا حائض ويقرأ القرآن؛ رواه البخاري ومسلم.




4 - الاستعاذة عند القراءة فيقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هكذا قال الجمهور من العلماء.




5 - وينبغي أن يحافظَ على قراءة "بسم الله الرحمن الرحيم" في أول كل سورة، سوى براءة؛ فإن أكثر العلماء قالوا: إنها آية؛ حيث تكتب في المصحف، وقد كُتبت في أوائل السور سوى براءة، فإذا قرأها كان متيقنًا قراءة الختمة أو السورة؛ قاله النووي - رحمه الله.




6 - المحافَظة على الخُشُوع، والتدبُّر عند القِراءة، والدلائل عليه أكثر مِنْ أنْ تُحصَر وأشهر، وأظهر من أن تذكر، فهو المقصود المطلوب، وبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب؛ قال الله - عز وجل -: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ ﴾ [النساء: 82]، وقال تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ ﴾ [ص: 29]، والأحاديث فيه كثيرة، وأقاويل السلَف فيه مشهورة، وقد بات جماعة من السلف يتلون آية واحدة يتدبرونها، ويُرَددونها إلى الصُّبح.




7 - البكاء عند قراءة القرآن أو التباكي في حال القراءة، وهو صفة العارفين، وشعار عباد الله الصالحين؛ قال الله تعالى: ﴿ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ﴾ [الإسراء: 109]، وقد وردتْ فيه أحاديث كثيرة، وآثار السلَف.




8 - وينبغي أن يرتّل قراءته، وقد اتَّفق العلماء - رضي الله عنهم - على استحباب الترتيل؛ قال الله تعالى: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4]، وثبت عن أم سلمة - رضي الله عنها - أنها نعتتْ قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قراءة مفسرة حرفًا حرفًا؛ رواه أبو داود والنسائي والترمذي، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.




9 - ويُستحب إذا مرَّ بآية عذاب أن يستعيذَ بالله من الشر ومن العذاب، أو يقول: اللهم إنِّي أسألك العافية، أو أسألك المعافاة من كلِّ مكروه، أو نحو ذلك، وإذا مرَّ بآيةِ تنْزيهٍ لله تعالى نزه، فقال: سبحانه وتعالى، أو تبارك وتعالى، أو جلتْ عظمة ربنا؛ فقد صح عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال: صليتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلتُ: يركع عند المائة، ثم مضى فقلتُ: يصلي بها في ركعة، فمضى فقلتُ: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ ترسُّلاً، إذا مرَّ بآيةٍ فيها تسبيحٌ سبَّح، وإذا مرَّ بسؤالٍ سأل، وإذا مرَّ بتعوُّذ تعوَّذ؛ رواه مسلم في صحيحه.

وكانت سورة النساء في ذلك الوقت مُقَدَّمة على آل عمران.




10 - ومما يعتنى به ويتأكد الأمر به احترام القرآن من أمور قد يتساهل فيها بعض الغافلين القارئين مجتمعين، فمِن ذلك اجتناب الضحِك واللغط والحديث في خلال القراءة إلا كلامًا يضطر إليه، وليمتثل قول الله تعالى: ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأعراف: 204]، ومن ذلك العبث باليد وغيرها، فإنه يناجي ربه - سبحانه وتعالى - فلا يعبث بين يديه، ومن ذلك النظر إلى ما يلهي ويُبَدِّد الذِّهن.




11 - أن يقرأ على ترتيب المُصحف، فيقرأ الفاتحة، ثم البقرة، ثُم آل عمران، ثم ما بعدها على الترتيب، وسواء قرأ في الصلاة أو في غيرها قال العلماء: الاختيار الترتيب، ولو خالف الترتيب فقرأ سورة ثم قرأ سورة قبلها جاز، فقد جاءت بذلك آثارٌ كثيرة[14].
المطلب الثالث: فضْل تعليم القرآن:

فضْل تعلُّم القرآن الكريم وتعْليمه:

حفلتْ كُتُب السُّنَّة المطهَّرة ببيان أهمية وفضْل مَن يتعلم القرآن الكريم، فنكتفي بقطاف بعض رياض السنة اليانعة في هذا المجال:

فعن عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خيرُكم مَن تَعَلَّم القرآن وعلَّمه))[15].

وعنه أيضًا - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه))[16].



فلنتأمل هذه الخيرية، ومن الذي حكم بها؟ إنه النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي لا ينطق عن الهوى، فأكرم بها من منزلة عظيمة لِمُعلمي القرآن ولدارسيه!



وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن في الصفة قال: ((أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق، فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم؟))، فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك، قال: ((أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله - عز وجل - خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل))[17].



وعن سعيد بن جبير - رحمه الله - قال: إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم، قال: وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: توفِّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ابن عشر سنين وقد قرأت المحكم[18].



والملاحَظ: أنه لا بُد من تطبيق سنة الحفْظ وتعلُّم القرآن في الصغَر - كما في الحديث السابق - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وما اجتمع قومٌ في بيت مِنْ بُيُوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلتْ عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده))[19].



وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين))[20].



وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن لله أهلين من الناس، قالوا: يا رسول الله، من هم؟ قال: هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته))[21].



ومعنى (أهلين): جمع "أهل" جمع بالياء والنون؛ لكونه منصوبًا على أنه اسم "إن"، ((هم أهل القرآن))؛ أي: حفظته العاملون به، ((أهل الله)) بتقدير أنهم أهل الله؛ أي: أولياؤه المختصون به اختصاص أهل الإنسان به.



المبحث الثاني

عوائق تدريس مادة القرآن الكريم

قبل أن ندخل في العوائق يجدر بي أن نعرفَ كلمة "العوائق"، فأقول: العوائق: جمع عائق، يُقال: عاقه عن الشيء؛ أي: منعه وشغله عنه، فهو عائق، والعائق: ما يعوق انتشار البذور أو الثمار من عوامل حيويَّة أو طبيعية[22].



رغم ما مضى من الحديث عن أهمية القرآن، وعِظم ثواب قراءته وتلاوته وحفظه، إلا أنه وجد هناك معوقات لتدريس مادة القرآن الكريم، وهي:

إما أسباب تتعلق بالمتعلم أو بالمعلم، أو بالبيئة المحيطة بالمتعلم، سواء قصد بالبيئة المجتمع المحيط به مثل المدرسة أو الأسرة أو المجتمع، وقد حاول بعض الباحثين أن يحصرَ الأسباب على النحو التالي:

أولاً: أسباب خاصَّة بالنظام العام للدارس:

1 - إلزام الدارسين بالحفْظ جنبًا إلى جنب، مع تعلُّم التجويد وقصر الوقت المتاح وهو زمن الحصة.

2 - إلزام الدارسين بحفظ قدر معيَّن من الآيات مع عدم قدرة البعض على ذلك.

3 - تغيير المعلمين أحيانًا، مما يسبب استياءً واضطرابًا للدارسين.

4 - عدم التنسيق بين مستويات الدارسين، فهناك من هو سريع الحفظ ومتقن للقراءة، وهناك البعض قدراتهم ضعيفة.

5 - وجود كثافة عددية داخل الصف، فزمن الحصة لو قسم على عدد الطلاب لا يتسع للتعلم المطلوب.

6 - عدم تهيئة الطلاب وتحفيظهم من سن مبكرة، كما هو مشاهد في المعاهد الدينية بدولتنا العزيزة "الكويت"؛ حيث لا يحفظ الطالب إلا من المتوسط؛ لعدم وجود معاهد للمرحلة الابتدائية مما ينعكس بالسلْب.


توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟