أيها الأقصى رويدك
علي بن عبد الله الدربي
هل في رحابك عربد السفهاء أم في المآذن يرقص الجهلاء
أم أنَّ مليارًا ونصفً قد قضوا ولم البنادق يا أبي عـجمـاء
أم أنَّه الإعلام يـزرع فـتنة أم أنَّّه الوسواس والإغـفـاء
أم أننا نخشى الحقائق قومنا ما الخطب حقًا أيها الحكماء
الحق أنَّا أمـة كانت لـها مجدًا عريقًا ساسه الخـلفاء
واليوم أصبح مجدها ألعوبة بيد العدو وبـاعه العمـلاء
عفوًا أيا أقصى فإن سلاحنا قد فاض من جنباته الإعياء
إِنَّا نراك وأنت تنزف بالأسى قـرنًا وإنا قـلوبنا عمياء
إِنَّا نراك مخضب ومكبل لكنَّ أعـين عزنا عـوراء
بين الظلام تناثرت صيحاته قومي! وداس دموعه الجبناء
والموت ينثر في البقاع كأنه مزن و مُزق طهرنا أشلاء
زرعوه مثل الزهر في طرقتنا ونراه يـلبس جـبة سوداء
يا أيها الأقصى رويدك إننا كنا وصرنا ماسة جوفاء
ما غاب عنَّا النجم إِنَّا أمة قد أزهرت قسرًا لها البيداء
أَنا أمة ما غاب عنها شمسها يومًا ودان لحكمها العظماء
أنا أمة كان العدو يهابها وزئيرها قد صيروه عواء
عذرًا أيا مسرى النبي محمد عذرًا فإن دموعنا خرساء
يا ثالث الحرمين عذرًا مجدنا بالدم شاد صروحه الآباء
يا موطن الإسراء إن سيوفنا عزًا توهج نصلها وإباء
عذرًا فلسطين الجريحة إنه للذل أضحى بيننا أصداء
عذرًا فقد تاهت حروفي وأدمعي وبداخلي صمت له ضوضاء
عذرًا ولا والله لا عذرًا لنا مات الضمير وإننا أحياء