[حبيبةالقيروانية]

شتان ما بين هذا وذاك ؟!
كما بين :
النور والظلام
الثرى و الثريا
أما هذا :
شخص يسير بسيارته سيرا عاديا وعطلت سيارته في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة فترجل من سيارته لإصلاح العطل في إحدى العجلات جاءت سيارة مسرعة وارتطمت به من الخلف فسقط مصابا إصابات بالغة فحملناه معنا في السيارة شاب في مقتبل العمر متدين ويبدو ذلك من مظهره عندما حملناه سمعناه يهمهم فلم نميز ما يقول ولكن عندما وضعناه في السيارة سمعنا صوتا مميزا إنه يقرأ القرآن وبصوت ندي سبحان الله استمر يقرأ بصوت جميل يرتل القرآن فجأة سكت وإذا به يرفع إصبع السبابة يتشهد ثم انحنى رأسه وفارق الحياة انطلق زميلي في البكاء أما أنا فقد شهقت شهقة وأصبحت دموعي لا تقف وصلنا إلى المستشفى وأخبرنا كل من قبلنا عن قصة الشاب الكثير تأثروا وذرفت دموعهم الجميع أصروا على الجلوس حتى يصلى عليه اتصل أحد الموظفين بمنزل المتوفى كان المتحدث أخاه قال عنه أنه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة في القرية كان يتفقد الأرامل والأيتام والمساكين كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتب والأشرطة وكان يذهب وسيارته مملوءة بالأرز والسكر لتوزيعها على المحتاجين حتى حلوى الأطفال كان لا ينساها وكان يرد على من يثنيه عن السفر إنني أستفيد من طول الطريق بحفظ القرآن ومراجعته وسماع الأشرطة النافعة وإنني أحتسب إلى الله كل خطوة أخطوها
موت التقي حياة لا انقطاع لها
قد مات قوم وهم في الناس أحياء
وأما ذاك :
فهو على الضد تماما من الصورة السابقة .
يقول أحد العاملين في مراقبة الطرق السريعة فجأة سمعنا صوت ارتطام قوي فإذا سيارة مرتطمة بسيارة أخرى حادث لا يكاد يوصف شخصان في السيارة في حالة خطيرة أخرجناهما ووضعناهما ممدين أسرعنا لإخراج صاحب السيارة الثانية فوجدناه قد فارق الحياة عدنا للشخصين فإذا هما في حالة الاحتضار هب زميلي يلقنهما الشهادة ولكن صوتيهما ارتفعا بالغناء فأخذ يعيد عليهما الشهادة وهما مستمران في الغناء وبدأ صوت الغناء يخفت شيئا فشيئا سكت الأول فتبعه الثاني ثم فقدا الحياة .
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة