البيع
الشقاق بين الزوجين وصل حده
هي متمسكة برأيها وهو يصر عليه
- لا لن أرضخ
ثم تعود تنظر لأولادها الصغار الثلاثة من سيعتني بهم , من سيحتويهم !! ثم يعود فكرها لذلك الجحيم الذي تعاني منه من تسلط الزوج برأيه :
- - لا تخرجي من البيت , لا تستعملي الهاتف , لا تذهبي لأهلك , ابقي في البيت فالكل بحاجة لك .
وكان معذورا
فلم تكن روضة زوجة مثالية أو تلك التي يطمح بها أحمد , ولكنه يرضى بها على عيوبها حتى لا ينفرط العقد ..فهي متلافة لماله , كثيرة الخروج للسوق والأهل , وتضيف إلى كل هذا صفة العناد .
ولا تتوانى في رفع صوتها على زوجها بمناسبة أو بغيرها ليسمع القاصي والداني شجارهما . وتتفنن في الألفاظ الجارحة وتكسير الأشياء حتى تهدأ عاصفتها وتغلق باب غرفتها يوما كاملا عليها .
ومن بين كل شجار وشجار يقف الصغار على باب الغرفة يرمقون الكبار والدموع والخوف بأعينهم .
وفي كل مرة تظن نفسها الضحية ولما رأت روضة أن الوضع بات لا يحتمل والدموع ما فارقت صغارها قررت ترك البيت فبرأيها أصبحت الحياة جحيما .
وتبدأ في تحضير حقيبتها و الصغار ليقف زوجها أمامها يخيرها بين بقائها والصغار :
- إن أردت الذهاب والخروج من هذا البيت فلا عودة لك ولا صغار لك .
وأعماها الغضب فتركتهم ظانة أنه يهددها فقط وقالت له :
- احتفظ بهم لأرى كيف ستعتني بهم .
واختارت حريتها المزعومة وتركت فلذات أكبادها وراءها ولم تفكر بضمهم لحضانتها رغم محبتها الشديدة لهم فعنادها كان المسيطر على تفكيرها وأقصت واجبها كأم وعاطفتها وأعماها الغضب . وهي تظن بأنه بعد أشهر سيرميهم لها لتعيش حريتها ومعها أحباءها .
وكانت تقف أمام باب مدرستهم من بعيد ترمقهم بعيون دامعة . واستمر الوضع أشهرا ليأتيها خبر زواجه.
وقع عليها كالصاعقة وثارت عليها أمومتها
يا الله كيف أترك أولادي لامرأة الأب
يا الله ..
وابتدأت معركة الحصول عليهم ولكنه استطاع بطريقة ما أن يمنع عنها الحضانة للأولاد بافتراءات قانونية جمعها وشهادات من جيران لعدم أهليتها .
و تبدأ قصة معاناتها ومعاناتهم من امرأة الأب القاسية .
وكعادتها كانت تذهب كل يوم إلى مدارسهم تقف تنظر إليهم وتكلمهم أحيانا وتحضر لهم بعض الحلوى وتعدهم بضمهم لها قريبا .
حتى كان يوما افتقدت أصغرهم فسألت أخاه لتتدافع الدموع من عينيه
- ضربته امرأة أبي بالأمس ونقل إلى المستشفى
- يا الله ! بكت الأم بحرقة وأخذت تركض بلا وعي للمستشفى فابنها هذا لديه ضعف في القلب ورقيق لا يحتمل .
وعند البوابة ! كان الأب واقفا ونظر إليها وفي عينيه حزن بالغ اختلط بسخط لما رآها وقال بكل قسوة الدنيا :
- مات ابنك !!!! وأنت السبب
ومات قلب روضة رغم أنها على قيد الحياة
فهي تعاني الآن من اختيارها
حكمت هوى نفسها وحرية مزعومة على واجبها كأم
باعت أولادها فما ربح البيع
صباح ضامن