عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2010-03-10, 1:49 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي

النموذج الثاني
الحب القاتل


وقفت عبير مع زميلاتها أمام باب مدرستها الثانوية تضحك مع زميلاتها في الشارع وعلت ضحكاتهن حتى طرقت مسامع سيارة قريبة بها بعض الشباب .
توقفت السيارة أمامهن وأخذ الشبان يقومون ببعض الحركات التي تدل على المفاخرة بمقتنياتهم وأشكالهم ودار بينهم الحديث التالي :
- تفضلن .
صاحت إحدى البنات هيا لا تحادثوهم
- ولماذا ؟؟ لفة صغيرة بالسيارة ونعيدكم إلى هنا .
وتحركت الفتيات بعيدا عن السيارة التي تبعتهم ببطء
كانت عبير تسترق النظر إلى الشاب الذي يجلس خلف السائق صامتا وينظر إليها بابتسامة ولكنه لا يتكلم .
استمر الشبان بالمحاولة قائلين :
- لن نؤذيكن لا تكن متحجرات هكذا ! وكأنكن جداتي وضحك الشبان ثم قال الشاب الذي يجلس بجوار السائق وكأنه مسخ فقد صبغ شعره بألوان ورفعه كأنه رأس جني ..
- كوب من العصير في الكافتيريا نهاية الشارع ثم نعيدكم هنا
صرخت إحدى الفتيات مهددة أن تجمع عليهم الناس إن لم يبتعدوا
فابتعدوا كأنهم جرذان مرعوبة .
ولتبق عبير تتذكر وجه الشاب الذي كان يبتسم لها .
وفي البيت عاودتها الذكريات وما فارقتها فكلما حاولت الهروب منها حتى تلح عليها بالظهور بابتسامته الساحرة وتتمنى بينها وبين نفسها لو تراه في اليوم التالي .
وما تمنته حدث فقد مر بجانبها وهي عائدة إلى البيت ظهرا وألقى إليها برقم هاتفه واختفى .
لم تفكر عبير كثيرا به ألأنها عشقت نظرته ووجهه الهاديء وابتسامته الساحرة !!ولمن تلجأ تحدثهم بما طرأ عليها فلا أخ أو أخت ووالديها دوما في شقاق وجدتها تعتني بها في ساعات صحوها .. !! واتجهت دون تفكير بعيدا عن أي توجيه لما يشغل الفتيات اللواتي لا يهمهن إلا القشور . فقد كان همهما اللبس والزينة متبرجة غير مراعية أمر ربها .ولم يكن لديها رفقة تعينها على ثبات عقل ورجاحة تصرف .
وابتدأت عبير في إشباع فراغها العاطفي بالتحدث إليه واستمرالتحدث طويلا في كل مرة كان بهاء يحاول بكل طريقة أن يلقاها ونفس عبير الخائفة تمنعها .وفي ليلة والجدة نائمة بلغ عبير طلاق الأبوين في الغربة!
لم تحتمل الخبر أما يكفي وحدتها وأيضا ستعيش تشتتا آخر غير غربة أبويها ..
لطالما حلمت بعائلة تجتمع على مائدة ولطالما حلمت أنها تمسك بذراع أمها تبثها سخافاتها وشقاوة الصبايا ولعبهن ومشاكلهن الصغيرة
ولكن من يسمع !!
لتغرق ببحر من الحزن والوحدة والخواء الإيماني يغذي ضياعها فلا أنيس من آيات الله ولا صحبة نافعة ..
ورن الجرس ليكون بهاء فهذا وقته
يأتي من الغيب يهدهد حزنها وتخرج في جوف الليل لتقابله وقد بلغ منها الأسى مبلغه ..
لم تلجأ لله
لم تحكم العقل المشلول بحكم الهوى بل دوى عشق مدمر للراحة بين ذراعي الخطيئة فألقت نفسها بين أحضانه لتكون فريسة كغيرها
وعلى دمها الطاهر يغتذي علقُ نفسه الآثمة وتسقط في المحظور
ولكي تهرب من ألم ألقت نفسها بالنار فتفقد شرفها
اختل ميزانها لما ابتغت الراحة من حزن فألقت نفسها في حضن النار فالتهب شرفها واحترق وغرقت في حزنين..

ولا ت ساعة مندم


تنوير
الخواء العاطفي لايعالج إلا بالأنس بالله





توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟