تحريم الغيبه من القرآن :
قال الله تعالى ( وَلاَ يِغتب بَعضُكُم بعضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُم أَن يَأكُلَ لَحمَ أَخِيِهِ مَيتاً فَكَرِهتُتُموهُ واَتَّقُوا الله إِنَّ الله
تَوَابُ رَّحِيمُ ) .
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره : فيه نهي عن الغيبة , وقد فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه
أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئُل عن الغيبه فقال " ذكرك أخاك بما يكره "
قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن كان فيه ما تقول فقد
اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته " رواه مسلم .
تحريم الغيبه من السنه :
وهي أكثر من أن تحصر , وأشهر من تذكر , ونذكر منهاإن شاء الله تعالى ما تيسر :
قال البخاري رحمه الله في صحيحه باب الغيبه:
وقول الله تعالى ( وَلاَ يَغَتَب بَّعضُكُم بَعضًا ..) الآية .
ثم ذكر في الباب حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين
فقال : "إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير , أما هذا فكان لا يستتر من بوله , وأما هذا فكان يمشي بالنميمة " ثم دعا بعسيب
رطب فشقه باثنين فغرس على هذا واحداً وعلى هذا واحداً , ثم قال : " لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا ".
وأخرج الشيخان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته في حجة الوداع : " إن دماءكم وأموالكم و
أعراضكم عليكم حرام ,كحرمة يومكم هذا , في شهركم هذا , في بلدكم هذا , ألا هل بلغت ؟ .
وفي سنن أبي داود عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : حسبك من صفية كذا
وكذا ) تعني قصيرة , قال : " لقد قلتِ كلمة لو مُزجت بماء البحر لمزجته ".
وفي حديث معاذ رضي الله عنه : قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثكلتك أمك وهل يكب الناس على
وجوههم إلا حصائد ألسنتهم " رواه أحمد والترميذي .
االنميمه :هي نقل الكلام من بعض الناس إلى بعض لقصد الإفساد بينهم , لما أمر الله به من الاصلاح بين الؤمنين , قال الله تعالى
( إنَّمَا الَمُومنُونَ إِخوَة فَأَصِلحُوابَينَ أَخَوَيكُم ) .
فالنمام مخالف لهذا ؛ لأنه يسعى بلإفساد بين المسلمين , والله سبحانه وتعالى يقول ( وَأَصِلحُوا ذَاتَ بَينِكمُ ) .
والنمام يفسد ذات البين ..
ولقد جاء تحريم النميمة في القرآن الكريم قال الله تعالى ( هَمَّازٍ مَّشَّآءِ بِنَمِيمٍ ) .
قال ابن كثير رحمه الله يعني : الذي يمشي بين الناس ويحرش بينهم , وهي الحالقه .
وقيل : إن قول الله سبحانه وتعالى عن امرأة أبي لهب ( حَمَّاَلةَ اَلحَطَبِ ) . أنها كانت تنقل الحديث ,
يعني :أنها كانت نمامه , وسميت النميمه حطباً لأنها تشعل النار .