حبيبتي الغالية
لا تتعبي قلبك .. بإعادة التفكير فيما مضى ... الأخطاء كثيرة لا شك ، لكن كلنا نخطئ ، المهم ان نتوب توبة صادقة
أما العلاج .. فهو بعد التذلل لله بأن يغفر لنا و يعفو عنا .. أن نسأله - و هو الكريم سبحانه - بأن يعوضنا خيرا مما فاتنا
فاسألي ربك في صلاتك بكل تذلل و خشوع و ندم و خجل أن يغفر لك و يعفو عنك
و اسأليه أن يملأ قلبك بحب ما يرضيه
و كلنا مثلك .. ضعفاء .. فنحن بشر
لكن علينا مراجعة أنفسنا .. و محاسبتها .. و لومها .. لتخرج من كل تجربة انهزمنا فيها أمام رغباتنا بقلوب أقوى و أقدر على مواجهة هذه الدنيا بكل ما فيها من مغريات و فتن
و لعلي أذكر لك هنا جزءا من قصة إنسانة هي من أقرب الناس لي .... و سأبدأ بالرؤيا التي رأتها بعد أن تقدم هو لخطبتها .... فقد رأت التالي .. تقول :
رأيت كأني طفة في سن 12 أو 14 سنة بالكثير ، و ألبس ثوب وردي ، و شكلي حلو مرة ، و كنت جالسة على كرسي ، و كأنه هو جالس عن يميني و كان جمييييييل .. أجمل بكثييييير مما هو في الواقع فعلا و مبتسم و لطيف جدا و فرحان فيني ، و فجأة اكتشفت انه هو نفسه جالس أيضا عن يساري و لكن بشكل قبيح و كان لونه أسود أو رمادي ، و كان غليظ في التعامل معي ، لكنه أيضا يريدني بقوة لكن بقسوة و عنف .
طبعا أهل هذي البنت رفضوه بقوة .. و كاد يجن جنونها .. لكنها لم تتمكن من إظهار هذه المشاعر أمامهم ، فكانت تطلع لسطح البيت و تصييييييح من كل قلبها .. حتى أذكر إنها قالت لي إنها شقت ملابسها من الأمام من شدة الألم اللي حسته في قلبها .. يعني مثل ما يقولون : اشق هدومي ... و هو شي ما سوته في حياتها لكن من شدة حبها له و كتمانها لهذا الحب و ألمها على مواجهة حقيقة إنه ماراح تلقاه أو تتزوجه أبدا .
تقول : سبحان الله ... لعل الله أراني هذي الرؤيا لتخفف عني .. لاني من يوم شفته بهذا المنظر في الحلم هدأت نفسي شوي - و هي عادةً تحلم و تفسر أحلامها بنفسها فتقع - ، و هي بنفسها أدركت أن ظهوره في الحلم بشخصين يعني أنه له وجهين أو حقيقتين .. حقيقة جميلة و هي التي تراها .. و حقيقة قبيحة جدا لا تراها .. لكن كلاهما فيه ..
ثم بدأت تطلع لسطح بيتهم - ليس للبكاء - و لكن للدعاء بطلب المغفرة و أن يثبتها الله على الحق و يصرف عنها الباطل و يخلفها خيرا منه .. و استقامت بالفعل و تغيرت و لله الحمد .. و ثبتها الله .. و الحمد لله .. فالتحقت بدار لتحفيظ القرآن .. و أشغلت نفسها بدوامين .. و استمرت على ذلك 3 سنوات تقريبا .. ثم يسر الله لها زوج صالح مناسب لمستواها و دينها و خلقها و يعرفونه جيدا .. و الآن هي مستقرة في حياتها .. و هذا من فضل الله تعالى ..
و تذكري الوعد القرآني الجميل : و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب
المهم : من يتق الله .... فهل تعرفين ما معنى التقوى ؟
- قال الحافظ ابن رجب يرحمه الله : و أصل التقوى أن يجعل العبد بينه و بين ما يخافه و يحذره وقاية تقيه منه ، فتقوى العبد ربه أن يجعل بينه و بين ما يخشاه من ربه من غضبه و سخطه و عقابه وقاية تقيه من ذلك ، و هو فعل طاعته و اجتناب معاصيه .
- و قال الإمام أحمد يرحمه الله : التقوى هي ترك ما تهوى لما تخشى !
- و قيل : هي أن لا يراك الله حيث نهاك و لا يفتقدك حيث أمرك !
أسأل الله أن يملأ حياتك بالطمأنينة و الرضى ، و أن يغسل قلبك ببرد اليقين ، و أن يهديك للطيبات ، و يثبتك على الصالحات .. و إيانا و المسلمين و المسلمات
اللهم آمين
***