السلام عليكم أحبتي
عدت من جديد .. برؤيا أخرى
و لكن أنا التي رأيتها هذه المرة
رأيت كأن أخي ، و عمي ( والد زوجي ) و إمام مسجدنا في ما يشبه السفينة الصغيرة و فيها أشخاص آخرين لا أعرفهم و لم أكن أراهم بوضوح ، و كان الموج يعصف بها من كل مكان .. و السماء مظلمة ( كأنه ليل ) و الريح قوية ، و السفينة تتقاذها الأمواج .. و عمي يحاول التمسك بأحد أعمدتها ، و كنت أراه ثابتا تقريبا ، و عموما كلهم كانوا واقفين رغم اضطراب السفينة .
و كنا قلقين جدا بشأنهم ، و كأننا نشاهدهم على شاشة التلفاز ....... ثم أصبحنا نشاهد خبر وصولهم ( أو انقاذهم تقريبا ) ، ورأيت أخي و عمي و هما مبتسمان و سعيدان ( و الوقت في النهار و الجو هادئ ) و كأنهم وصلوا للشاطئ ، فرأيناهم وهم ينزلون من قارب النجاة و معهم آخرين لم أعرفهم ، لكن كأني شعرت أو فهمت أن إمام مسجدنا مع الناجين رغم أني لم أشاهده .
انتهى
تأويلها :
الرؤيا هذه كانت أيام تخرج أخي من الثانوية ، و كان يسعى بقوة للقبول في كلية الهندسة فهي أكبر أحلامه ، لكن تعذر ذلك بشدة ، فلما ساءت نفسيته أرسله الوالد لدراسة الهندسة في دولة عربية مجاورة ، و كان ذلك صعبا على الوالد نظرا لوضعه المادي ، و صعبا على أخي لأنه كان بحاجة لدعم قوي ، و صعبا على أمي لأنها لم تتقبل ذهابه بمفرده ، ثم - و من فضل الله تيسر قبوله هنا بعد دراسته لفصل واحد هناك و عاد إلينا و لله الحمد و التحق بالكلية التي يريدها .
******
أما عمي - وقتها - فقد كان مشغولا بتزويج أحد أبنائه ، و يبحثون له عن زوجة مناسبة لرغباته و رغباتهم ، و رغم أنه لم يواصل دراسته إلا للمرحلة المتوسطة و متعثر بين الوظائف و لم يكوِّن نفسه ، إلا أنه كان لا يريد إلا عروسا بصفات معينة ، و كان يضغط عليهم ليسافر و يتزوج من خارج المملكة ليتمكن من اختيارها بنفسه .
و كل هذه الظروف كانت تضغط بقوة على عمي - حفظه الله - لأنه لم يتقبل ذلك بالمرة .
و سبحان الله ... فعلا يسر الله له أن وجدوا فتاة تناسب ما يريده ، و قبل أهلها به ، لكنهم ضغطوا عليه بقوة في الشروط المادية ، و الحمد لله لم يضطر عمي للاستدانة ، لأن ولده سعى بنفسه - هذه المرة - و قام بتدبير المبالغ المطلوبة بنفسه ، بعد أن ضغط لأكثر من عام ( و هي مدة الخطبة ) على عمي ليستدين جزءا منها معه ، و كان عمي يرفض لأنه يحمل هم السداد و الإحراج مع الناس . و الحمد لله استدان الولد كامل المبلغ ، و ساهم عمي معه في جزء من تكاليف الحفل و العشاء ، و تم الزواج و تيسرت أموره على أحسن حال .
******
أما إمام مسجدنا فقد كان مساهما في محفظة كبيرة باسمه ، و طبعا كانت الخسائر كبيرة ، لكنه - و قبل حدوث الانهيارات - قرر شراء فلة كبيرة و كذلك سيارات جديدة له و للعائلة ، و دفع بمبلغ كبييير لدعم مدرسة أهلية مجاورة لسكنه ، لأنها كانت على وشك الإفلاس ، مقابل دخوله كشريك بالمناصفة معهم ( و كل ذلك كان نتيجة للأرباح الهائلة التي تحققت خلال أقل من 4 أشهر ) .
و فعلا تم ذلك بسرعة ، و قام بترميم الفلة و تأثيثها ، و قبل أن يسكن فيها حدث الانهيار ، فكان رغم الخسائر الفادحة إلا أنه يعتبر من بين الناجين ! إذ أن معظم خسائره الشخصية كانت من الأرباح التي حققها رأس المال ، بعكس المساهمين معه في المحفظة و الذين واجهوا خسائر فادحة و صلت لدى البعض إلى خسارة رأس المال كاملا !!
هذا ما أحببت مشاركتكم به .... و لنا عودة بإذن الله