[شموخ الأمل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة من زمرة المتقين أختي الدمع المنسكب .... مرحباً بكِ .. وشكراً لكِ .. فـ لقد أجبرتِ القلم أن يتمرغ بين سطروكِ وهدفنا وكما ذكرتِ أثابكِ الله هو أن يتأثر البعض منها وأولهم محدثتك والله نسأل أن نكون من غزيري الدمع المنسكب في هذا الشأن الهام والحيوي .... صـــراحة ً .. يؤسفنا مانراه ونشاهده ونسمعه عن أحوال الكثيرين ممن حادوا عن سبيل الحق والإستقامة وهؤلاء قلوبهم وألبابهم قفاراً من الوعي والفهم الذي نعنيه وصدورهم خاوية من الخشية من الواحد الأحد .. ونجد أن منهم يردد وبما معناه / جئت لا أعلـم من أين ولكنـي أتيت لقد أبصرت طريقاً أمامـي فمشيت وسأبقى سائراً شئت هذا أم أبيت كيف أبصرت طريقي كيــــف جئت لست أدري ولماذا لست أدري .............. لست أدري بل يدري ويدري أنه يدري بأنه في معمعة التوهان عن سبيل الرشد والإلتزام .. وهذه مصيبه ..ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .... " نمتعهم قليلاً ثم نضطرهم إلى غذاب غليظ " نتركهم ... ومنهم ... من يهمس في أذنيه ذلك الضمير فـ يعطيه رسالة تحذير وتأنيب منه على التقصير في جنب الله وفي جنب نفسه التي تحوي بينها وبين حناياها معركة حامية الوطيس .. والحمدلله فهذا جيــد .... فيبدأ صاحبها بالتفكر والتمعن والتأمل في نفسه ومحاسبتها فـ يكون حينها قد أحسن إلى من ..؟ إلى نفسه ...فيعلم ويتحسس مراقبة الله عز وجل له ... " وَكَانَ اللهُ عَلَيكُمْ رَقِيبا " ... ويعي أنه .. ولا تحسبنَّ اللهَ يغفلُ سـاعةً ........ ولا أنَّ ما تُخفي عليه بغيبُ ألم ترَ أنّ اليوم أسرعُ ذاهبٍ ....... وأنَّ غــداً للنّاظـــرين قريبُ فيتذكر .. ماخسره ومافات من الطاعات .. ويتذكر ماعمله من السيئات .. " وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ " فيتوب إلى الله سبحانه وتعالى ليحوز بدلاً عنها بالحسنات ... " وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " ** والنفس ياجماعة الخير .... تفر من الخير .. وتميل إلى الشر .. " وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ " وعلى كل ٍ .. فنحن على يقين بأن الجنة قد حُفت بالمكاره وحُفت النار بالشهوات .. وهنا يأتي الدور البطولي ومجاهدة النفس على ذلك ... ولكن .. إن مع العسر يسرا .. ولا يجب أن يُستصعب ذلك .. فـ الدنيا سجن المؤمن .. هل تغلغت الآن فيه ماسبق .. ؟ أبشركم ونعم تغلغلت .. فبدأ أخونا وفقه الله في تغيير سلوكه .. وتغيير تفكيره ونهج حياته .. ولكن عينه على ماذا ...؟ تعرفون .. عينه على نظرات !!!!! ممن حوله وعلى ماطرأ عليه من تغيير ... أطلق لحيته .. وتدانت للمسجد خطاه .. ولسانه أصبح رطبا بذكر الله .... ولكن .. وللأســــف ... يسمع / .... وش عندنا .. تطوعنا ؟ .. يابن الحلال بتعوّد وابو طبيع ترا مايخلي طبعه ... فـ ريّح نفسك .. ويسمع / ... الله هداه ؟ .. والله ماندري عنه .. فـ المهم ياعيالي لحد يمشي معه وبس .. ويسمع / ... الله يستر وشبلاه تغير .. هو تعقّد ؟ .. يالله إنك تشفيه وتبريه .... الله يشفيهم هم ... فـ هؤلاء ممن قيلت فيهم : " سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه " وهنا يأتي بالنسبةِِ لأخينا دور مجاهدة النفس ... " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ‏ " ويجب أن يعلم علم اليقين بأن من أقبل على الله أقبل عليه .. ويعلم أنه لم يُخلق إلا ليطيع الله ويتجنب نواهيه ويعلم ... أن من عصى الله لم ولن يكن أبداً من الفائزين .. بل من الحائزين على مقعد في قعر جهنم .... ويعلم ... بأن من أهانه الله ولم يكرمه بمنه وتوفيقه في طاعته .. فإنه قد أصبح ذليلاً في نفسه ومهاناً امام أهله وصحبه ومن حوله وفي حياته إلى أن يلقى ربه .. وعلى ماذا ..؟ فـ حينها أعظم الذل والهوان ... ونسأل الله العافيه ... المهم الآن .... كيفية البقاء على ما وصل إليه .... : 1. ترك المعاصي ... كبيرها وصغيرها ... والحذر من شياطين الأنس والإبتعاد عنهم كل البعد فهم من أبوا دخول الجنة برغبتهم ... وهذا تبعاً لما جاء في الجديث عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( كلكم يدخل الجنة إلاّ من أبى ) قالوا : ومن يأبى يا رسول الله ؟ .. قال ( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) رواه البخاري ... 2. الحذر كل الحذر من الغفلة ... ونحن في غفلة إلا من رحم الله ... ويكون هذا بالإبتعاد عنه من المداومة على الذكر .. ومصاحبة كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار ( وليس بمعجزنا ) ... المحافظة على النوافل ... قيام الليل .. الصدقات ... وتقوى الله في السر والعلن .. " ومن يتق الله يجعل له مخرجا " وكل وعلى قدر إستطاعته ... " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " 3. مجالسة أهل العلم .. وهذا مهم لي ولكم وللجميع .. وحضور المحاضرات والندوات وهذا ضروري لمنع تسرب الفتور الإيماني إلينا .. وهذا يحدث وليس بمستبعد لا عنّي ولا عنكم ... وبالصدفة سمعت ذلك وماعن هذا الفتور البارحه من الـ د. عمر عبدالكافي ونصائحه القيّمة في هذه النقطة بالذات ... وهنـــا وبالشــــــرح أكثـــــر ... إذاً ياعزيزتي الدمع المنسكب ... يبدو بأنني استفردت بالموضوع لنفسي .. ولكنها الحالة أتتني مع أهمية الموضوع وهي حالة الأسترسال والحبر المسال وهذا تبعاً لأهمية ماجئتِ به وفقكِ الله ... وهذا دورنا أنا وأنتِ وغيرنا .. والذي يجب علينا أن نتخذه رغماً عن أنفسنا ... " قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا ومَنِ اتَّبَعَنِي وسُبْحَانَ اللَّهِ ومَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ " ثــــواني ... فـ لقد وردتني رسالة قبل قليل .. ولا مانع من أن أطعم القرّاء منها ... وهي / ماأعظمها من جلسة هذا اليوم .. فمصحفك أنيسك .. وذكر الله أنيسك ... والنصح في الله حديثك ... الدمع المنسكب .. شكراً لكِ ولا حُرمتِ الأجر ..

أختي العزيزة من زمرة المتقــن
جعلنــا الله وإياكم منهم .
اشكر مداخلتك والتي تعتبر موضوع متكامل بموضوع خاص .

صدقتي أخيــه نسأل الله أن نكون من أصحاب الدموع المنسكبــة خوفا وخشية ورجاء.

معاتبه النفس والخوف من غضب الرب .. بشائر خير على كل مسلم يدين للواحد الديان
أذنب فخاف واستغفر .. ثم أذنب فخاف واستغفر .
الاستغفار هو الدواء الناجح لعلاج الذنوب والخطايا

لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستغفار دائماً وأبداً بقوله: (يا أيها الناس استغفروا الله وتوبوا إليه فإني استغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة)
وقال تعالــى
" وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون "

هذا من استشعر بعظم الذنب .
والتائب الحديث دائم الخوف والرجاء
ولكن إذا عاود لمرافقه رفقاء السوء سيشعر بتذبذب
ويقارن بين حياة الماضي والحاضر

وهنا يأتي دور الدعاة

بانتشالــه من دوامــة الرجوع وبحر الظلمات
وإعطائه أكسجين ينقده من الموت
ثم تنظيفه من الشوائب العالقــة فيه .

والحديث يطول وذو شجون نكمله بـ ردود القادمــة إن شاء الله تعالــى

وقولك استفردتِ بالموضوع والله أسعدنا جدا تواجدك بيننا وإضافتك الأكثر من رائعــة
لا حرمنا الله روعــة تواجدك غاليتي .