عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2010-02-18, 10:44 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
وحذارِ أن تضيِّعي ما منحك الله - عزَّ وجلَّ - من الطَّاقات والإمكانيات هباءً وهدرًا، وتذكَّري دائمًا قولَ الله - عزَّ وجلَّ -: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77].

فتأمَّلي ما وهبك الله من الإمكانيَّات البشريَّة والمادّيَّة، واستغلِّيها بحقّ لخِدْمة أمَّتك ونصرة دينِك، وفلاح أمرِك في الدنيا والآخرة.

وصِلي اللَّيل بالنَّهار علمًا وعملاً، وإذ تقرئِين القرآن فاعملي به؛ لتكوني كما قال النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((مثَل المؤمن الذي يقرأ القُرآن كمثَل الأترجَّة، ريحُها طيِّب وطعْمُها طيِّب))؛ رواه البخاري.

فحافِظي على سمْتِك الإيماني الظَّاهر بالحجاب، وعطِّري باطنَك بالصِّدق والعفاف والتَّواضُع والإخلاص لله - عزَّ وجلَّ - وأعْمِلي جوارحَك وأكثري من الخيرات في الدنيا قبل أن تنتهي فرصتك فيها: عطفًا على الصَّغير، وتوقيرًا للكبير، وبرًّا بالوالدَين، وصلة للأرحام، وحسنًا للجوار، وطاعة للزَّوج، وتربية للصغار، وكوني دائمًا كما قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((مثل المؤمِن كمثل شجرةٍ خضراءَ، لا يسقط ورقها ولا يتحاتّ)) فقال القوم: هي شجرة كذا، هي شجرة كذا، فقال: ((هي النخلة))؛ رواه البخاري.

وانفُضِي عنك ما يعرضه الشَّيطان على قلبِك ليلَ نهار، من صور النَّجاح والظُّهور الزَّائفة، وما فيها من مراعاة نظَر النَّاس وطلب مرضاتهم، فإنَّها أشدُّ ما يشتِّت لمام نفسك، وأقوى ما تؤْتين منه، ويهتزُّ له قلبك.
نعم، {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} [النساء: 120].

أمَّا وعد الله - عزَّ وجلَّ - الحقّ، فإن {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83].




فيا ساكنة بالقلب بلاد الحرمين.
ولو كنت في أقصى الأرْض وأدناها.
هلاَّ بحثت في ذاتك لتعرفي قدْرَك، وتدركي من أنت.
فإنَّنا نحتاج إليك، لَشدَّ ما نَحتاج إليْك!


فيا أختاه:
يا حبيبتي في الله.
من أنت؟
هل أنت مربِّية أطفال أو معلِّمة أجيال، تَحتوينَهم بطموحاتِهم وآمالِهم وآلامِهم، وتَحوطين عليهم ممَّا يُراد بهم حينًا بعد حين، وتُعلِّمينهم في كلِّ كلمة وخاطرة مراقبةَ الله - عزَّ وجلَّ - واتِّباع خُلُق وآداب سيِّد المرْسلين، عليه أفضل الصَّلاة والتَّسليم؟
هل أنت طبيبةٌ حاذقةٌ مؤتَمنة، تصونين نساءَ أمَّتِنا عن التكشُّف أمام الأطبَّاء الرِّجال تحت وطأة المرض، وتَحفظين عليهنَّ حياءهنَّ ودينهنَّ؟
هل أنت ممَّن يُجِدْن بعض اللغات، فتُشاركين في حركة ترْجمة منظَّمة تعيد للأمَّة عصرها الذَّهبي في العلوم والآداب، وتَستفيدين منها في الدَّعوة إلى سبيل الله الحقِّ، فتفتَحين القلوب والبلاد؟

أو هل تُجيدين تصْميم برامج الكمبيوتر أو التَّعامل معها، فتسخرينها لخدمة الإسلام والمسلمين؟
أم أنت بارعة في الأدَب والشِّعْر وتَملكين قوَّة الحجَّة وحسن الحوار والجدال بالحقّ، فتنصرين الدِّين وتذبِّين عن أعراض المسلمين، وتدْفعين أمَّتَك إلى الرقيِّ والتطوُّر والتمسُّك بالثَّوابت ومكارم الأخلاق؟
أم أنَّك محفِّظة قرآن ماهرة، أو فقيهة وعالِمة أو داعية إلى الله - عزَّ وجلَّ - على بصيرة بالحكمة والموعظة الحسنة؟

وإلا..
فهَلْ تَملكين أصابع فنَّانة، فتخيطين وتطرزين وتُبدعين وتُنتجين وتَربحين، وتدعمين بالمال المحتاجين من المسلمين، فتطْعمين هذا وتكسين هذه، وتتبرَّعين للدَّاعين إلى دين الله - عزَّ وجلَّ - والمجاهدين في سبيله بحقّ؟
أم أنَّك طاهية ممتازة، يُمكنك إمداد المحالّ والأسواق بالأطعِمة المختلفة وتُنافسين بمنتجِك على الجودة والنظافة وقلَّة التَّكلِفة، وتكْفيننا في كثيرٍ من الأحوال الدَّفع بأموالنا لأعدائِنا وقبول ما يقدِّمونَه لنا من أطعِمة، مثقلة بالمواد الحافظة والمسرْطنة؟
أو لعلَّكمصْلِحة اجتماعيَّة بطبعك، فتنظُرين إلى ما حاق بِمجتمعِك من ظلم اجتِماعي ومشْكلات عديدة نتيجة جهْل النَّاس بشرع الله - عزَّ وجلَّ - والبعد والإعراض عنْه - وليْس العكس كما يُحاول أعداء الدين أن يضلِّلونا - فتأخُذين على عاتقك مهمَّة تثقيف النَّاس بحقوقهم وواجباتهم التي أقرَّها الشَّرع، وتساعدينهم على الحياة بصورة أفضل، فتسْعَين لزواج هذه، وللإصْلاح بين هذين، والوقوف بجوار المظلوم حتَّى يأخذ حقَّه، والنصيحة للظَّالم حتَّى يقلع عن جرمه قبل أن يلقى به ربَّه، وتفتحين للنِّساء من حولك أبوابَ الأمل والخير والعمَل وفقًا لشرْع الله - عزَّ وجلَّ.

وأنت مع ذلك تُواجهين مشْكلاتك الشَّخصيَّة صابِرة، ولا تجعلينها مهْما وقعتِ تحت وطأتها تفتُّ من عزمك في القيام مرَّة أخرى، ومواصلة دورك في خدمة مجتمعك ابتغاء وجْه الله - عزَّ وجلَّ.

وربَّما تكونين - أختاه - تلك الابنة البارَّة بوالديها، فتكفيننا مؤنة إنشاء بيوتٍ لمسنِّين لديهم أبناء يمكنهم خدمتهم، أو تكفيننا تَخصيص العديد من الأجنِحة الفارِهة بالمستشْفيات الخاصَّة لتقديم رعاية صحّيَّة لآباء وأمَّهات ما كان أيسر أن يقدِّمَها لهم أبناؤهم.

أم أنَّك تلك الزَّوجة الصَّالحة، تسعد زوجها وتؤمِّنه على ماله وعياله، وتدْفَع به إلى النَّجاح والسعة، فيكون مجْدُه مجدَها، ونجاحه نجاحَها وعزّ أبنائِها وأمَّتها؟
أم لعلَّك تلك الأمّ التي طالَما انتظرناها تطعم وتكسو، وتربِّي فتحنو وتشدّ، وتخرج لنا أمثال صلاح الدين، وتشْرق بها شمسنا بعد طول اللَّيل بأوس جديد وخزرج؟
ولعلك - يا أختاه - مع كل هذا أينما كنت وحيْثما حلَلْتِ تَنتمين لخير أمَّة أُخرجت للنَّاس، فتأمرين بالمعروف وتنهَين عن المنكر وتؤْمنين بالله.

أختاه، مَن مِن هؤلاء أنت؟
هل عرفت من أنت؟

ولعلَّك عرفتِ أنَّ الحجاب لا يعوقك عن إثبات ذاتك وبناء مجتمعك، بل يعينُك ويفرغك لذلك، وأنَّ النَّاعقين عليك من وراء الحجرات لتخْرُجي إليهم إنَّما يريدون أن يشغلوك عن أداء دوْرك الحقيقي في بناء الأمَّة، ويضيعون عليْك وعلى أمَّتك وقتك وعمرك وإمكانياتك المذهلة، في أعمال يستطيع أي شخصٍ أن يقوم بها وإن لم يكن يَملك من المواهب والقدرات والإمكانيات شيئًا كثيرًا.

وإلاَّ، فما الفرق بين أن تقومي بأكثرِ هذه الأعمال من بيتك، وبين أن تلحقي بركْب الموظَّفين الخارجين كلَّ صباح إلى أماكن عملهم لتقومي بنفس الأعمال، غير أنَّك في بيتك مديرة عملِك وأميرة نفسك، وحافظة حجابك وسترك، وراعية أهلك، ثم إنَّ الله - عزَّ وجلَّ - مع كلِّ ذلك قد ضمن لك رزقَك؟!

أختاه:
إنَّ القوم في كلِّ يوم يستنهضونك ويستفزُّونك لتعبِّري عن نفسِك، يظنُّون أنَّك إن اعترضت كفرتِ بنعمة الله، فإن قامت صواحبُ الدِّين ليؤكِّدْنَ تمسُّكَهنَّ بثوابتهنَّ ويعلنَّ مشاركتَهن الفعَّالة في نهضة بلادهنَّ وأمَّتهنَّ، بالضَّوابط التي وضعها لهنَّ الشَّرع الحنيف، رفضوا قولهنَّ، وصمُّوا عنه الآذان وأغلقوا عليه الأبواب والمنابر، وقالوا: ليس هذا رأْي كل النساء.

وإنَّه لرأي كلِّ النساء إلاَّ من شذَّ وبعد عن العفة والطهارة.

لكن القوم لا يكاد خيالهم المريض يتصوَّر أنَّ من النساء من يُعرَض عليْها التبرُّج والاختلاط والتفلُّت من ضوابط العفَّة والحياء، ثمَّ هي تغْلق عليها دون الفتن بابها، وتضَع عليْها في عزَّة حجابها.

إنَّهم لا يتصوَّرون أنَّ هناك من النساء حقًّا مَن خالطتْ بشاشة الإيمان قلوبَهنَّ وتعلَّقتْ برِضا الرَّحمن أرواحهنَّ وجوارحهنَّ.
إنَّهم يريدونك إمَّا صامتة ليتكلَّموا بدلاً عنك، وإما أن تتكلَّمي بما يحبون.

فأخبريهم إذًا:
أنَّ الأمر ما يروْن لا ما يسمعون.
واثبتي على الحقِّ الَّذي معك، وثبِّتي به الأمَّة بأسرها.

فلا زالت القلوب وستظلُّ تسكن على البعد بلادك.
ولا زالت أعيُننا مهْما اشتدَّ الأعداء عليْنا إغواءً وإرهابًا..

وبعدت بنا الأمواجُ عن مرْفأ النَّجاة، متعلِّقة بعينيك.
كم هي ثابتة، واثقة، مؤمنة من خلف الحجاب.


توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟