عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2005-08-28, 3:12 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي كيف تتعرف على مدمن المخدرات؟
كيف تتعرف على مدمن المخدرات


بقلم / حسني عبد الحافظ

المخُدّرات :
لعنة كبرى استشرت في تلافيف المجتمعات كافة ، ولم يكن نصيب العرب منها بالقليل ، خاصة إذا علمنا أن المجتمع العربي مستهدف للنيل من مبادئه وقيمه الراسخة .


والشباب ، هم أكثر الفئات تعرضاً لأخطار هذه الآفة الخبيثة ، خاصة إذا غاب الوعي الديني لديهم وسيطرت على أفكارهم الدعوات الغربية الهدامة الداعية إلى الانحلال والتفكك الأسري ، التي مازالت وسائل إعلامهم تنعق لترويجها . . فإذا وقع الشاب في شباك هذه الدعوات ، صار فريسة سهلة للدخول في عالم المخدرات ، وهو عالم مظلم مخيف ، لا يمكن الفكاك منه بسهولة .


فمتعاطي المخدرات غالباً ما يدمنها ، ويصعب علاجه من شرورها ، وإن عولج فإنها حتماً ستترك آثاراً سيئة على حالته النفسية وعلاقاته الاجتماعية . . ونظراً لخطورة هذه الآفة على مستقبل البشرية ، فقد تعددت المؤتمرات والندوات الدولية للبحث في هذه المشكلة ، كان آخرها المؤتمر الدولي الذي انعقدت جلساته في شهر مايو الماضي ( 1998م ) بحضور رؤساء عدة دول ، وقد أنهى المؤتمر أعماله بعدة توصيات . . جاء في مقدمتها ضرورة المشاركة الدولية في القضاء على زراعة المخدرات ، التي تحتل مساحات شاسعة في بعض دول العالم ، كما أوصى المؤتمر بضرورة تكاتف الحكومات والشعوب لمحاربة ترويجها والقضاء على انتشارها ، وبالتالي هدم نشاطات المافيا الدولية المروجة لها .


وفي هذه المقالة ، نقدم تعريفاً موجزاً بالمخدرات ، وآثارها المدمرة . . . وكيف يمكن التعرف على مدمنها ؟!

لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة :


إن أفعى المخدرات تتلون بألوان شتى ، يصعب حصرها أو الخوض في الحديث عنها هاهنا . . ولكن لابأس من تصنيفها ، فهي :
إما طبيعية ، حيث يتم استخراجها من نباتات وأعشاب بعينها ، مثل : الخشخاش ، والكوكا ، والبنج ( الشكران ) ، والحشيش ، وغيرها .
وإما صناعية ( تخليقية ) وهي تستحضر كيميائياً في المعامل ، ومن أمثلتها : عقاقير الهلوسة ، والمنشطات ، والمهبطات .
وخطورة المخدرات تكمن في أنها تعطي للوهلة الأولى شعوراً بالنشوة والسعادة . . ثم تبدأ في التغلغل داخل أوردة وشرايين الدم ، فتحدث فيها تسمماً بطيئاً ، وينتقل تأثيرها السام ليصل إلى المخ . . وينهار الجهاز العصبي المركزي أمام هجومها الخبيث ، ويعجز جهاز المناعة عن المقاومة .


إن نتائج إدمان المخدرات لم تعد خافية على أحد . . فالمدمن الذي استشرى السم في جسده ، يصير على شفا حفرة من الموت ، ناهيك عن ما يسببه لأسرته من مشكلات لا أول لها ولا آخر . . تنعكس هذه المشكلات بصور سلبية على اقتصاديات المجتمع ، وتؤثر في تركيبته الاجتماعية بشكل خطير .


وديننا الإسلامي الحنيف ، نهى عن إلقاء الأنفس في هاوية الأعمال الخبيثة التي يروج لها شياطين الإنس والجن قال تعالى : ( إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (المائدة : 90) ، وعن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر " [1] .
وفي أعقاب انتهاء جلساتها ، في الدورة التاسعة والعشرين التي انعقدت بمدينة الرياض في الفترة من التاسع من شهر رمضان 1407هـ إلى العشرين منه ، أفتت لجنة من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ، بضرورة إنزال عقوبة رادعة ، تصل إلى حد الإعدام ، لكل من يثبت تورطه في تهريب المخدرات ، أو الاتجار فيها .

كيف تتعرف على المدمن ؟


وها هنا سؤال جدير بالطرح هو :
إنه قد يتعرض أحد أولادنا للعنة المخدرات ، وحتى نسرع لتقديم يد المساعدة إليه وإنقاذه من السقوط في حبائلها . . كيف نتعرف على أنه تعاطى المخدرات ؟ أو بعبارة أخرى ، كيف نعرف أنه مدمن . . ؟! .
من الملاحظ اجتماعياً أن معظم الأمهات والآباء صاروا يتخوفون من وقوع أولادهم في بئر الإدمان ، بعد انتشار ظاهرة المخدرات ، والأيادي الخفية التي تروج لها في مجتمعاتنا العربية . . لذلك ننصح الآباء والأمهات بمتابعة سلوك أولادهم ، وإذا ما ظهر على أحدهم أي عرض من الأعراض التي سنذكرها ، فعليهم ألا يتقاعسوا عن عرضه على الطبيب . .
أولاً : تضطرب ساعات النوم وأوقاته عند المتعاطي ، بصورة لم تكن مألوفة عنده قبل تناول المخدرات .
ثانياً : ظهور حالات من الحزن والكآبة .
ثالثاً : تظهر أعراض مرضية على العينين . . تتمثل في اتساع الحدقتين ، واحمرار مفاجئ لهما ، يزول . . ثم يعود . . في دورة لا تتوقف .
رابعاً : يهبط نشاط المدمن بشكل ملحوظ ، ويصير غير قادر على أداء أعماله ومع ذلك نراه لا يبدي أي طلب للمساعدة من الآخرين .
خامساً : يمضي أغلب وقته خارج المنزل ، مع رفقاء السوء . . وإذا رجع إلى المنزل غالباً ما ينزوي في غرفته . . وتسوء علاقاته بأفراد أسرته .
سادساً : يكون غير قادر على التفكير بصورة سوية . . و يلازمه النسيان بشكل يلفت انتباه الآخرين .
سابعاً : لأتفه الأسباب يثور ويغضب . . ويصعب مناقشته .
ثامناً : يهمل نظافته الشخصية ، ولايعنى بجمال مظهره .
تاسعاً : تفوح من فمه روائح كريهة ، نتيجة حدوث تعفن باللثة وتكون هذه الروائح شبيهة برائحة البيض الفاسد .
عاشراً : ( بالنسبة لمتعاطي المخدرات عن طريق الشم ) ، يلاحظ اتساع مفاجئ وتضخم في جلدة فتحتي الأنف ، مع ظهور احمرار واضح عليهما .
حادي عشر : يزداد طلبه للنقود ، فلم يعد يكفيه مصروفه اليومي . . ويكون هذا سبباً في انحراف سلوكه ، حيث يقوم بسرقة الآخرين ، والاعتداء عليهم .
ثاني عشر : يلاحظ انخفاض في الوزن ، يصحبه شحوب في ملامح الوجه ، وانكماش في جلد الأطراف . . مع ظهور اهتزازات عصبية لا إرادية بين الحين والآخر . . وتبدو عليه أعراض الشيخوخة المبكرة .
ثالث عشر : يمكن ملاحظة السرعة في النبض ، مع ازدياد ضربات القلب .
رابع عشر : يحدث اضطراب واضح في الغدد المفرزة للعرق .
خامس عشر : إذا وضعت يدك على رأس المدمن فإنك تشعر بسخونة ، قياساً بالأطراف التي يسودها درجة حرارة أقل ( هذه الظاهرة تكون مستمرة ، بخلاف الأمراض العرضية الأخرى ) .
سادس عشر : يشكو المتعاطي من حدوث دوار ودوي مؤلم بالأذن .
سابع عشر : يحدث جفاف بالفم ، يصاحبه التهاب في الحلق .
ثامن عشر : يفقد الشهية للطعام ، مع الميل للتقيء . . قد يصاحب ذلك إمساك شديد أو إسهال مفاجئ ، وهذه علامات تدل على تدهور في وظائف الكبد .
تاسع عشر : يبدي المتعاطي إحساسات جسمانية خاطئة . . فيتوهم مثلاً : أن أطرافه قد ازدادت ، أو أن أنفه قد أصيب بالتضخم . . !!

التحصين ضد المخدرات :


وفي الختام نقول للآباء والأمهات . . عليكم ب ( تحصين ) أولادكم ضد آفة العصر ، ولا يكون ذلك إلا بإعطائهم ( اللقاحات الطبيعية الوقائية ) ، الأكيدة المفعول . . وما هذه اللقاحات سوى اتباع هذه التعليمات :
* لا تدعوا في حياة أولادكم مايسمى ب ( وقت الفراغ ) ، وعليكم أن تشغلوهم بكل ما هو نافع من أحاديث وقراءات تنير العقل . . شجعوهم على ممارسة الأنشطة والهوايات المفيدة التي تبني أجسامهم ، وتنمي مهارتهم .
* كونوا أصدقاء لأبنائكم . . و كونوا معهم في اختيار أصدقائهم ، مع اتباع أسلوب ( الاقناع والاقتناع ) إذا دعت الضرورة ولا داعي للعنف أو التوبيخ المستمر لهم .


* والأهم من ذلك كله ، الحرص الشديد على تنشئتهم ، منذ نعومة أظفارهم ، على أداء الصلوات في أوقاتها . . وحفظ آيات القرآن الكريم ، فهي ( الإنزيم ) الفعال في كبسولة لقاح ( التحصين ) .
________________________
(1) رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ، وأبو داود في مسنده ، بسند صحيح .