بـسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه وبعد
بينما كنت أقرأ في كتاب (( صيد الخاطر)) لابن الجوزي رحمه الله..لمحت بابا بعنوان: الحكمة في الإبقاء على اليهود والنصارى....ففتحت عليه لأقرأه وإليكموه:
يقول ابن الجوزي في هذا الباب..(( تفكرت في إبقاء اليهود والنصارى بيننا وأخذ الجزية منهم ...فرأيت في ذلك حكمة عجيبة.....
منها : ما قد ذكر أن الإسلام كان ضعيفا فتقوى بما يؤخذ من جزيتهم....
ومنها: ظهور عزه بذلهم..إلى غير ذلك مما قد قيل.
ووقع لي فيه معنى عجيب..وهو أن وجودهم وتعبدهم وحفظهم شرع نبيهم دليل على أنه قد كان أنبياء وشرائع.
وأن نبينا صلى الله عليه وسلم ليس ببدع من الرسل ,,فقد اجتمعت الجن وهم على إثبات صانع, وإقرار برسل, فبان أننا ما ابتدعنا ما لم يكن.
وهم يصبرون على باطلهم ويؤدون الجزية فكيف لانصبر على حق..والدولة لنا..
وفي بقائهم احترام لما كان صحيحا من الدين..وليرجع متبصر ,,وليستعمل مفكر.انتهى كلامه رحمه الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
فما رأيكم بهذه الحكمة....!! شئ عجيب فعلا...
ولكن أقول أين أنت ياابن الجوزي!!
وأي جزية تتحدث عنها....؟؟
وأي ذل يغشاهم اليوم؟؟
وأي عزة لدولتنا الإسلامية تظهر لها بين الدول؟؟
أما الجزية فقد انقلبت علينا....وأصبحنا وكأننا ذميين....فبقاؤنا في بلادنا الإسلامية بدفع المال لهم!!
وكل شئ صغير وكبير عليه ضريبة ولو شئتم لذكرت لكم ذلك ولكن يعلم الكثير ذلك لأنه واقع ..وكثير من الأمور لاتنفذ إلا حتى ندفع إن صح تعبيري الجزية....
أما إذا جئنا لنتحدث عن من ينبغي أن يدفع الجزية..لرأيت العجب العجاب....ولايخفى الحال على الجميع...
وإن استطعت في الإختصار لقلت أن الحكمة التي استنبطها ابن الجوزي انقلبت تقريبا بكل معانيها...
والسلام ....