الموضوع: حبر ومطر
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2010-02-08, 2:21 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي حبر ومطر
حبر ومطر

رجاء محمد الجاهوش

كَحبَّاتِ المطرِ يَهطِلُ المِداد، قَطرَةٌ هنا وقَطرَة هناك، وفي هذهِ المساحة تَتَجمَّعُ القطراتُ.

سألتها: هل الكِتابة مَوهبة أم عاطفة؟
مَوهبة تُذكيها العَاطفة.

هل تكتبين لمجرَّد الكِتابة؟
لا.

هل تُشاركين في مُسابقة أدبيَّة - ذات جائزة قيِّمة - شَريطة أن تكتُبي من وحي الخيال؟
لا.

إذًا؛ مَوهبتك تحرِّكُها العاطفة، والعاطفة فقط؟
نعم.

صَفِّق لي لأصَفِّقَ لك.
سَأُصَفِّق لك لِتصفِّق لي!

ما زالَت تَتمنَّى الموت، وما زلتُ أرهبُه.

سألتها ذات مساء: لماذا؟
فأجابتْني: لعلَّ باطن الأرضِ يكون خيرًا - أرحمَ مِن ظاهرها!

(أنا، أنا، أنا ... ثمَّ أنا!).

كَم هو ثَقيل، مُزعِج، مُنَفِّر.
ذلكَ الذي يَتمَركز حَول ذاتِهِ نُطقًا، كِتابَةً، وسُلوكًا!

جاء في الأخبار: "أحدثَ شبَّان فلسطينيُّون يمثِّلون نبض المقاومة في الضفة الغربيَّة المحتلَّة فجْوة كبيرة في الجدار العنصُري الإسرائيلي، الَّذي يبلغ ارتِفاعه ستَّة أمتار، يوم الجمعة، في احتِجاج نظِّم في ذكرى سقوط جدار برلين قبل عشرين سنة".

فكتبتُ...
الكُتَل البشريَّة التي مَلأ الإيمانُ واليَقين وحبُّ الجهاد قلبَها، لا تَقف في وجهها كُتَل خرسانيَّة مَهْما عَلَت جَوْدَتها!

سائرُ الأعمالِ ترتقي إلى عِبادة بإخلاص النِّيَّة وتوْجيهها.

ما حاجَتنا إلى كلِماتِ حُبٍّ تُذَرُّ في الهَواء، والفِعل مِنها بَراء؟!
الحُبُّ مُشاركة، اهتمام، وعَطاء بسخاء.

لا ألَم يَعْدل ألَم الفَقْد!
هذه القطرة كانت نواة قصَّة: "في كومَة شَوك"
يُصَفَّقُ للكاذِبِ، تُمنح الأوسمة للمُحابي، تُفَتَّح الأبواب للوصوليِّ، وكلُّ الأمْكنة مُشَرَّعة أمام المُراوِغ!
فماذا بَقِيَ للصَّادق الحُرِّ الأبيِّ؟!

التَّوبة .. قَرار.
التَّغْيير .. قَرار.
وتنفيذ القَرار يَحتاج إلى .. قَرار!

ما تكبَّر عَبْد بنعمةٍ - منَّ الله بها عليْه - على عبادِ الله، خاصَّة أولئك المحرومين مِنها، إلاَّ سُلِبَت منه بطريقةٍ أو بأخرى!

ما كان التَّعاون الجادّ المُخلص في أمرٍ إلاَّ أثمر.

كلُّ إحْراق يَعقبه سَواد ورماد.
وحدَه الصَّبْر مَن يَحرقنا لِنَبْيَضَّ ونتألَّق..





توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟