عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 7  ]
قديم 2005-08-23, 1:09 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
- الهم السابع:الاحتضار.

اليك يا نفسي أشكو خوفي وهمي بعدما شكوته لله تعالى ، لأني أريد أن أنطق بلا اله الا الله مخلصة صادقة من قلبي حتى أوفق لقولها عند نزعي ولا أحرم منها ويحال بيني وبين النطق بها عند الأحتضار كما حرمها الكثير ممن قالها في حياته .


أتدرين يا نفسي ما الذي حال بينه وبين قولها عند الأحتضار ؟

لأنه قالها وما دخل نور هذه الكلمة في قلبه ، وما شرح الله بها صدره ، وما عمل بها ولا عاش عليها ، نعم أنه صلى وصام ولكنها عادة وليست عبادة ، كان حاله في واد ولا اله الا الله في واد ، وكان قوله في واد ولا اله الا الله في واد .
نــــــعـــــم أنه كــــــان :

يقول لا اله الا الله ويستعين بغير الله .
يقول لا اله الا الله ويستغيث بغير الله .
يقول لا اله الا الله ويتوكل على غير الله .
يقول لا اله الا الله ويبيع ويشتري وفق هواه .
يقول لا اله الا الله ويعصي الله .
يقول لا اله الا الله ويعتمد على نفسه وهواه وأهله وعشيرته وحوله وقوته .


كم مرة سألتيني يا نــــفـــــســـــي :
هــــل أوفق للنطق بالشهادة عند الـــــمــــــوت ؟

اعلمي يا نفسي أن من مات على شيء بعث عليه ، فمن عاش من أجل لا اله الا الله مات عليها ، ومن ثبت في الدنيا سيثبت ان شاء الله عند الأحتضار لقوله تعالى : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) .
واعلمي يا نفسي أن السلطان عند الموت للقلب لا للسان ولا للجوارح ، فما كان في القلب سيظهر عند الأحتضار ولا بد من ذلك .

ولكن قد تتساءلين يا نـــــــــفـــــــــــســــــــــي :
ما السبب أن العبد ينطق بالشهادتين ويدخل النار ؟

أن العبد ينطق بلا اله الا الله وربما يكون خالصا في قولها وعلى يقين من هذه الكلمة ولكن ما حافظ على ذلك بل:
وقع في الشرك الأصغر ( مثل الحلف بغير الله ، تعليق خرزة أو تميمة لدفع العين ... وغيرها ) ، وقد يكون وقع في السيئات ولم يتب من ذلك فكلما وقع في سيئة ضعف ايمانه وبالتالي يمتنع أو ينقص الأخلاص في القلب بقدر معاصيه فيقول لا اله الا الله من غير صدق ولا بقين فتراه على تغير من حاله ، لذا فأنه لما أتى بالذنوب ومات وهو مصر عليها أوهنت ذلك التوحيد والأخلاص فأضعفته وقويت نار الذنوب حتى أحرقت ذلك التوحيد والأخلاص ، ومن هنا رجحت سيئاته على حسناته فوجبت له النار .

ولعلنا يا نـــــفـــــســــــي نتسائل :
ما هي الأسباب المنجية من النار ؟

أولا : النجاة من الشرك الأكبر
ثانيا : النجاة من الشرك الأصغر ، وأن وقع فيه الأنسان فعليه التوبة والأستغفار والرجوع الى الله .
ثالثا : عدم الأصرار على المعصية وأن وقع بها فعليه التوبه ، قال تعالى : " والذين اذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون "


أتدرين يـــا نـــفــــســــــي :
ما السر في أن من قال : ( لا اله الا الله ) عند الموت دخل الــــــجــــــــنــــــــة ؟

لأنها شهادة من عبد مؤمن عارف بمضمونها وقد ماتت فيه الشهوات ولانت نفسه المتمردة وانقادت بعد ايمانها ، وأقبلت بعد اعراضها ، وذلت بعد عزها وخرج منها حرصها على الدنيا وفضولها واستحيت بين يدي ربها وفاطرها ومولاها الحق ، فوجه العبد وجهه اليه وأقبل بقلبه وروحه وهمه عليه فاستسلم لربه ظاهرا وباطنا ، واستوى سره وعلانيته فقال ( لا اله الا الله ) مخلصا من قلبه وصارت الدنيا وراء ظهره ، فلو حصلت له الشهادة على هذا الوجه في أيام حياته لاستوحش من الدنيا وأهلها وفر الى الله من الناس وآنس به دون سواه .

فنسأل الله أن يعرفنا لا اله الا الله ، وأن ينفعنا بلا اله الا الله قبل الموت ، وأن يوفقنا للنطق بها عند الموت .