- الهم السادس:الحقيقة والموافقة.
أقول لك يا نفسي : أريد أن أكون من أتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - على الحقيقة والموافقة لا على الأنتساب والدعوى ...
لأن هناك من أهل التوحيد من يزعم بأنه من أتباعه على الحقيقة والموافقة وهو ليس من أتباعه ، ولكنه من أتباعه على الأنتساب والدعوى .
فأين أنت يا نفسي من هؤلاء ؟
أتريدين أن تعلمي من أي الفريقين أنت ؟ فأنصتي معي الى هذه الآية لكي تعرفي حقيقتك . قال تعالى : " قل هذه سبيلي أدعوا الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين " فبهذه الآية أمر من الله تعالى لنبيه الكريم أن يخبر الأنس والجن أن هذه سبيله أي طريقته ومسلكه وسنته وهي : الدعوة الى شهادة أن لا اله الا الله وحده لا شريك له ، وهي دعوة العقيدة والتوحيد وهي دعوة لمعرفة الله على بصيرة ويقين وبرهـــان .
ولكن هـــل هذه الدعوة خاصة بالرسول - صلى الله عليه وسلم - فقط ؟؟
في الحقيقة لا ، فهي للرسول - صلى الله عليه وسلم - ومن اتبعه(أي كان من اتباعه على الحقيقة والموافقة).
أظـــنــــك يــا نــفــســي عرفت من أي الفريقين أنت ، حتى لا تفاجئي يوم القيامة بخلاف ما تأملين .
فلنراجع أنفسنا جميعا ... لأن الدعوة أمانة ومسئولية أمام الله ، فلنسلك سبيل النبي ولنبدأ بما بدأ به ، لأننا ندعو الى الخير والى النور والى فعل الخيرات ، ونريد أن نكون قد حققنا المهمة التي ألقاها الله على عاتقنا ، وهناك أسئلة موجهة لــــكــــم ...
س1 : هل دعوت يوما الى العقيدة الصحيحة ؟
س2 : هل دعوت يوما الى التوحيد الخالص ؟
س3 : هل قلت للناس أن التلفظ بلا اله الا الله بدون العمل بها ، لا يكفي ؟
س4 : هل بدأت دعوتك بما بدأ به نبيك - صلى الله عليه وسلم - وكما بدأه النبيون من قبله ، كما قال تعالى :
" ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت " ؟
الى أخوتي الدعاة / حاسب نفسك وستعرف ما هو السر في أن دعوتك لها أثر ضعيف في قلوب الناس ، فلربما تأثروا ،لكن وللأسف يكون أثر وقتي وخوف وبكاء مؤقت واضطراب لحظة أو أقل من ذلك ، فأحوال الناس لا تتغير الا قليلا ، والقلوب ما زالت خاوية ، فالمظهر الخارجي لا يتغير وذلك نتيجة لعدم تغير القلب ، فلو استقام القلب لاستقامت الجوارح ، فلا تتأثر القلوب الا قليلا فلا تقوى أن تقاوم به عوارض الطريق ، ولا تقوى أن تقاوم به الأبتلاءات والشدائد ، ولا تقوى أن تقاوم به دسائس النفس ، ولا تقوى أن تقاوم به هموم الدنيا ، ولا تقوى أن تقاوم به هموم الآخرة .
فهذه دعـــــوة لمحاسبة النفس على تقصيرها قبل أن تحاسب ، وأسأل الله أن يرزقني واياكم حسن الدعوة ويجعلها خالصة لوجهه الكريم .