- الهم الخامس:الأمن من مكر الله.
السلام عليكم أيتها النفس الطيبة ، أيتها النفس التي تغير حالها الى الأفضل وتقبل الله طاعتك وجميع أعمالك وبلغك جنانه وعتقك من نيرانه .
تحدثت النفس وهي فرحة بيوم العيد قائلة : اليوم يوم عيد وفرح وليس هناك من هموم تتحدثين بها معي ، أليس كذلك ؟
فقلت لها : نعم أنه يوم عيد وكل عام وأنت وجميع المسلمين الى الله أقرب ، والى الجنة أرغب ، ولفعل الطاعات أسبق ، ولكني يا نفـــــســــــي :
أريد أن أفر من سكون قلبي من الأمن من مكر الله ، وكيف لا والقلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ، فالقلب المخبت المنيب يحذر ويخاف دائما أن يتقلب قلبه كما جاء في الحديث الصحيح ( لقلب ابن آدم أسرع تقلبا من القدر اذا استجمع غليانا ) .
وكيف آمن والقلوب ممتحنه صباح مساء وممتحنه في كل لحظة من لحظات حياتها ، وحتى في العيد ؟
فقالت لي نفسي : اذا هل القلب بين داعيين ؟
فقلت لها : أولم تسمعي ما قاله شيخ الأسلام :
( فالنفس تدعوا الى الطغيان وايثار الحياة الدنيا ، والرب جل وعلا يدعو عبده الى خوفه ونهي النفس عن الهوى ، والقلب بين هذين الداعيين ) وهذا في الحقيقة هو موضع الفتنة والابتلاء .
ولقد قال حاتم الأصم : من خلا قلبه من ذكر أربع أخطار فهو مغتر فلا يأمن الشقاء :
الأول : خطر يوم الميثاق حين يقول لهم الله هؤلاء في الجنة ولا أبالي وهؤلاء في النار ولا أبالي ، فلا يعلم في أي الفريقين كان ؟
الثاني : حين خلق في ظلمات ثلاث ، فكتب الملك له بالسعاده أو الشقاء ، فلا يدري أمن الأشقياء هو أم من السعداء ؟
الثالث : ذكر هول المطلع ، فلا يدري أيبشر برضا الله أم بسخطه ؟
الرابع : يوم يصدر الناس أشتاتا ، فلا يدري أي الفريقين يسلك به ؟
ولذلك قال ابن مسعود : ( والذي نفسي بيده ما أمن عبد على ايمانه الا سلبه ) رواه الذهبي بسنده في السير .
فهيا يا نفسي ... انطلقي وأفري من سكون قلبي من الأمن من مكر الله ............
.................وانتظروني مع بقية سلسلة همومك يــــــــــــــــا نـــــــــــــــــفـــــــــــــســـــــــــــــــ ــي .