عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2005-08-23, 1:06 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
- الهم الثالث:النجاة.
بدأت نفسي في هذه المرة بالبحث عني وهي تقول : السلام عليكم... السلام عليكم ... السلام عليكم ...

أين أنت .... لماذا لا تجيبيني ؟؟؟!!!!

فقلت لها : أنا متعبة جدا ، فالهم الثالث يكاد يقتلني .

فسألتني : ما هو هذا الهم ؟ أرجوك تكلمي .. لعلي أستطيع مساعدتك .

فقلت لها : يا نفسي أريد الــنــجـــــاة .

فقالت النفس : من ماذا تريدين النجاة ؟

فقلت لها : يا نفسي أريد أن أنجو بالعلم وأن يكون حجة لي لا علي ، فاذا أثمر العلم في قلبي الخشية والخشوع والأخبات فهذا حجة لي وهذا الذي سأله النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( اللهم أني أسألك علما نافعا ) ، واذا لم يباشر القلب ولم يثمر الخشية فهو العلم الذي تعوذ منه النبي وأمر أمته أن تتعوذ بالله منه : ( اللهم أني أعوذ بك من علم لا ينفع .. ) ، وما كان على اللسان فهو حجة على ابن آدم يقوم على صاحبه .
قال ابن مسعود : ( ان أقواما يقرؤن القرآن لا يتجاوز تراقيهم ولكن اذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع صاحبه ) رواه البخاري .
وقال الحسن البصري رحمه الله : العلم عـــــلــــمـــــان :
1- علم باللسان . 2- علم بالقلب .
فالعلم باللسان حجة على ابن آدم ، والعلم بالقلب هو العلم النافع .


صــــــمـــــــت طـــــــــويــــــل .... ثم ســـألـــــتــــــهــــا :

أتدرين يا نفسي ما هو الغرور الذي وقع فيه الكثير ممن يطلبون العلم ؟

فقالت باستغراب : أيغتر طالب العلم ؟!!!

فقلت لها : نعم ، فمنهم من اهتم بطلب العلم الشرعي ولكنه أهمل تفقد الجوارح وحفظها من المعاصي ، فقد تجدينه يطلب العلم ويغتاب ، أو ينام كثيرا عن صلاة الفجر ، أو يطلب العلم ويحسد غيره وخاصة طلبة العلم مثله أو العلماء ، أو يطلب العلم ويقع في الرياء والسمعة ، وقد يطلب العلم ولا يرضى بقضاء الله اذا ابتلاه بنقص في المال والأهل والولد ، وقد يطلب العلم ولا يستعين بالله بل يعتمد على حوله وقوته .


وهناك نوع آخر قد واظبوا على الطاعات الظاهرة وتركوا المعاصي الا أنهم لم يتفقدوا قلوبهم ليمحوا الصفات الذميمة من الكبر والعجب والرياء والحسد ، فهؤلاء المساكين لم يعلموا أن الكبائر الباطنة أشد من الكبائر الظاهرة كما قال شيخ الأسلام : ( هذه الكبائر الباطنه أشد من الكبائر الظاهرة مثل شرب الخمر والزنا والسرقة وصاحب الكبائر الظاهرة أقرب من السلامة من الكبائر الباطنة ).

فسألتني نفسي : وكيف سيكون العلم حـــجـــة على طالب العلم لا لــــــه ؟

فقلت لها : سيكون حجة عليه لأنه اشتغل بما يسمى علما ، وليس علما حقيقيا اذ أن العلم الحقيقي ما يعرف به العبد ربه ونفسه ، وهذا يورث الخشية والتواضع والخوف .
وسيكون أيضا حجة عليه لأنه خاض في العلم والعبادة وهو خبيث قي داخله ، ورديء النفس وسيء الأخلاق .

فقالت النفس : أي أنه أن لم يشتغل أولا بتهذيب نفسه وتزكية قلبه بأنواع المجاهدات يبقى خبيث الجوهر ، فأذا خاض في العلم أيا كان وصادف هذا العلم في قلبه منزلا خبيثا ، فلم يطيب ثمره ولم يظهر في الخير أثره .

ففرحت جدا وقلت لها : نعم ..... الآن فقط بدأت تفهميني .
ولقد ضرب وهب بن منبه - رحمه الله - لهذا مثلا فقال : العلم كـــالـــغــيــث ينزل من الماء حلوا صافيا فتشربه الأشجار بعروقها فتحوله على قدر طعومها فيزداد المر مرارة ، والحلو حلاوة ، فكذلك العلم يحفظه الأنسان فتحوله على قدر هممها وأهوائها فيزيد المتكبر تكبرا والمتواضع تواضعا .

فقالت النفس : أريد أمثله أخرى ؟

فقلت لها : شخص رزقه الله العلم ، فاستعظم هذه النعمة وركن اليها مع نسيان اضافتها الى المنعم وهو مع ذلك مغرور غير خائف عليها من أن تسلب منه وما دعا يوما ( يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك ) فهذا هو العجب بنفسه . ولكن متى غلب على قلبه أن نعمة العلم من الله متى شاء سلبها عنه ، زال عنه هذا العجب .

وشخص آخر رزقه الله العلم ففرح بنفسه ورأها عند الله أعلى وأفضل من الناس فبدأ يخاف عليهم أكثر مما يخاف على نفسه ، ويرجو لهؤلاء أكثر مما يرجو لنفسه ، وهذا يسمى جاهلا أولى من أن يسمى عالما .

فسألتني نفسي :فما هو أوجب دعاء على كل مسلم؟

فأجبتها : ( اهدنا الصراط المستقيم ) .

فقالت نفسي : ها أنا مؤمنة ومصلية وأديت ما علي من حقوق لله . فلماذا أسأل الله الهداية ؟

فقلت لها : لأن معرفة الصراط المستقيم يتضمن :
1- معرفة الحق اجمالا وتفصيلا .
2- العمل بالعلم والتوفيق له .
3- الثبات عليه حتى الممات .

وهنا قالت النفس : ألذلك حفت الجنة بالمكاره ؟

فقلت لها : الجنة محفوفة بالمكاره وما وصل اليها من قول وعمل محفوف أيضا ، ولذلك أراد الشيطان أن يحول بينك وبين الجنة بهذا العلم ، فكانت مداخله لا يعلمها الا الله وأذكرك بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع " وذكر منها " عن علمه ماذا عمل به " ستقفي يا نفسي أمام أحكم الحاكمين يوم القيامة ويوجه اليك هذا السؤال على رؤوس الأشهاد ................

س : مــــــاذا أردت مــــــــــن هذا الـــــــعـــــــلــــــم ؟

س : هــــــــل انـــــتــــــفـــــعــــت بــــالــــــــعـــــلـــــم ؟


فأعدي يـــــا نفسي لكل ســــؤال جــــــواب ............