لـمـا لا تـعــود ؟!!
أيـهـا الـتـائـه خـلـف كثبان الضبـاب === بهموم قـد عـانقت ذاك الـسـحـاب
عاثر الخطو فلست تعلم متى الإيـاب === متى المجـيء ومـن أيـن الذهـاب
حـائـر الـنـفـس مـهـضـوم الـجـنـاب === في خضم التيه وفي دنيا السراب
لم تعد تدري من العدو من الصحاب === قـد طـواك الـيـم مـا بين الـعبــاب
تـسـتـغـيـث الـكـل لـكـن لا تـجـــاب === والـدنـيـا بوجهك أقفلت كـل بــاب
* * * * *
أيـهـا الـتـائـه خـلـف كثبان الضبـاب === ترتجي الإفلات من كل الصعاب
لما تناسيت أن تعد للسؤال جواب === وتناسيت القبور والنشور والحساب
لما ارتضيت العيش بهوان وعـذاب === وتناسيت قـول ربـك فـي الكتــاب
ووعـيـده بالضـنـك وشـديـد العقـاب === فلما لا تـعـود وتعلن لــله المنـاب
لتفوز في هذه الدار وفي دار المـآب=== لتفوز بحب الله الـغـافـر الـوهـاب
* * * * *
أيـهـا الـتـائه خلف كثبان الضباب === لما طرقت كل باب سوى هذا الباب
فيمم إلى الـله وأزل عنك الحجاب === وكـن عبـدا ً منيبـا ً خـاشـعـا ً أواب
وأرفع يديك إلى مجري السحـاب === وأدعو بأن لا تعود وأبشر بالجواب
وودع التـيـه وودع طـعـم العذاب === وابدأ عمرا ً جديدا ً عامراً بالثـواب
أيـهـا الـتـائه خلف كثبان الضباب === الحق الركب وأقبل إليه فإنه التواب
بقلم / غادة التويجري