فـن غير ..!
- - - - - - -
لقيتهُ وهو يتهللُ متبسماً ، وبادرني يقول :
الحياةُ حلوة ..!!
ولم أسألهُ عن الدافع له لقولِ ذلك ، بل بادرتهُ أقول ُ :
صدقتَ والله .. ولكن بشرط :
أن تكونَ مع الله ولله ، وإلا فبئستِ الحياةُ والله .!
فما تطيبُ الحياةُ إلا بطاعة الله ، ولا تحلو الدنيا إلا بالإقبال عليه ،
ألم تقرأ في كتاب الله : إن الأبرارَ لفي نعيم ..!؟
ابتسم صاحبي ولم يعلّق ..
ولقيتهُ في يومٍ آخر متجهماً ، يكادُ يخرج من جلده ، فلما سألته ، قال متضجراً :
الحياة كئيبة لا تطاق ، أحسّ أني أكادُ أختنق ..!!
فقلتُ على الفور :
صدقتَ والله ..! ذلك لتبقى مشدوداً إلى خالقها سبحانه لا إليها ،
مشتاقاً إلى دار أخرى لا بؤس فيها ، ولا حزن ، ولا موت فيها ولا مرض ،
فتشمر إلى كل ما يؤهلك لذلك النعيم المقيم الذي لا ينقطع ..!!
انفجرت ابتسامة كبيرة في وجهه كله ، كأنها الفجر بعد ليل .. وقال :
سبحان الله .. لا آتيك من بابٍ إلا وجئتني من باب آخر أرقى وأجمل ..!
قلت :إنما أحرصُ بذلكَ أن أندرجَ وإياكَ في قوله تعالى ( وتواصوا..)
لعل رحمة منه تشملنا حيثما كنا ..
قال : ما أروع هذا الأسلوب في التواصي ، فزدني منه ولا تنقصني ،
وأكرمني به ، ولا تبخل علي ، فإن هذا يزيدني حباً لك ، وشوقاً إليك ،
لأنك عملة نادرة في هذا الزمان .. أسأل الله أن يزيدك من فضله ..
ابو عبد الرحمن