عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2010-02-05, 7:20 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي نمـوذج نبحث عنه..!

نمـوذج نبحث عنه..!
- - - - - - - - - - - -

هاهنا ممثلة انغمست في صور من الفساد وإفساد العباد ،
ثم هبت على قلبها نفحات السماء ، فأدركت أنها كانت واهمة ، وأنها تسير في طريق الكارثة ،
وأنها إنما تعمل على تجفيف نفسها لنار تلظى ،

هكذا هجس في نفسها في لحظة مرض ألم بها وأقعدها على الفراش لأسابيع ،
حتى ظنت أنها في أيامها الأخيرة ..!!

ففزعت كما لم تفزع قط قبل ، وبكت بكاء مراً ،
شعرت معه أن دموعها تغسلها من الداخل ..!

ثم نفضت نفسها ، وقد عزمت على أن تستأنف سيرها مع الله سبحانه ،
مقبلة عليه ، لا تريد غيره ، ولا تبغي سوى رضاه ، عسى أن يغفر لها ما كان ..!


غير أن سفهاء العقول ظلوا يلحون عليها ، أن تعود إلى ما كانت عليه من أضواء ونجومية ،
وشهرة ومال ومباهج ، ويحسبون أنهم بهذا يخدمون الأمة كلها ..!!
فلما لم تعرهم سمعا، ولم تكترث لأصواتهم ، ولم تلتفت إلى رغباتهم ،
أخذوا يهاجمونها بضراوة ، ويستخفون بها ..
فخاطبتهم في ثقة قائلة :

كيفَ كنتمْ أيام كنتُ مثيرة ** حشراتٌ حولي وكنتُ أميرة
كنتُ أمشي وتفرشون طريقي ** نظرات مستجدات كسيرة
وشجوناً حمراً وشوقاً رخيصاً ** ونداءً وثرثرات كثيرة
وتحومون تزرعون رمال الجوع ** نجوى ، وأمنيات وفيرة
ليتها لي ، ليت أني طريق ** لخطاها تمد فيه المسيرة
ليتني مِشطها ، فأشتم منها ** شعرها ، أو أكون ضفيرة
فيلبيه ثالثٌ : ليت أني ** نقطة فوق خدها مستديرة
هكذا كنتم أمامي وخلفي ** غُزّلاً مغرياً وكنتُ غريرة
أيها الآكلون عرضي لأني ** كنتُ ألعوبة لديكم أسيرة
حقّروني يا دودُ لو لم تكونوا ** حقراء ما كنتُ يوما أجيرة !

والقصيدة طويلة ذات شجون ، وأعلمُ أن غرض الشاعر في غير ما نحن فيه ،
لكني طوعت الأبيات لما أريد الوصول إليه وهو :

أن الدنيا قد رأت نماذج من هذا الصنف ذكوراً وإناثاً ، كانوا يحملون لواء الفساد ،
ثم أدركتهم عناية الله فأصبح همهم الأول هو حمل راية الله عز وجل ، حيثما حلوا ورحلوا ..
وفي هذا درس بليغ لمن كان له قلب :

أن علينا أن لا نيأس من إنسان ألبته ..هذه واحدة ..

أما الثانية فهي أن هذه الأبيات نموذج من أدب نريده ونبحث عنه ،
ونتمنى أن يشيع في صحفنا ومجلاتنا ، بدلاً من هذا العك الذي تطالعنا به صحفنا ومجلاتنا
مما لا يفهمه أنس ولا جن .!

ثم إنك هاهنا لا ترى وعظاً مباشراً ، ولا نصحاً مجرداً ، ولكنك تعيش مع قصة مؤثرة ،
مشحونة بمشاعر حية نابضة ، تكاد تلمس حرارتها في شرايينك ..!
وتتجسد بين عينيك مشاهد لعوالم يظنها أكثرُ الناس ،أجواء مخملية ساحرة مبهرة ،
غير أنها تتكشف عن بيئة حقيرة ، مملوءة بحشراتٍ مهينة في ثياب بشرية ..!
ألا ترى كيف شبهتْ من كانوا حولها ، بأنه لا يشبههم شيء... إلا الدود .!!
وهل يعشق الدود إلا المستنقعات ، ووحل الأرض ، وعفونة التراب ...!!


وكذلك هي والله أجواء المعصية ، التي يتجرؤون خلالها على الله جل في علاه ،
لا يبالون بنظره إليهم ، ولا يكترثون لنصح ناصح ، بل هم يسخرون من الصالحين !!
والعجب أنهم يحسبون أنهم على شيء ..!!

هم على شيء نعم ..ولكنه شيء مخزٍ ،عاقبته وخيمة ، ويتوب الله على من تاب .


ابو عبد الرحمن



توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟