
2010-02-05, 7:15 PM
|
صلاة متميزة
حين دلفتُ إلى الصلاةِ لمحتُ وجه الشاب الذي يقفُ على يميني ،
فقد خيل إلي أني أعرفه ....
حين دلفتُ إلى الصلاةِ لمحتُ وجه الشاب الذي يقفُ على يميني ،
فقد خيل إلي أني أعرفه ، غير أنه كان رجلاً آخر ، وما إن افتتح الإمام القراءة
ومضى يتلو آيات مختارة بعناية ، بصوت شجي مؤثر ، كنتُ أشعر شعوراً
غريباً واضحاً ، لقد كانت إشعاعات روح هذا الشاب تسري إلى كل خلية
في كياني ، كنت أحسه يهتز خاشعاً ، وأن رجفة تسري في جسده كله ،
رغم أنه يحاول جاهداً أن لا يظهر عليه شيء ..
وكان يتضح الأمر جلياً أثناء الركوع والسجود ، حتى خيل إليّ أنه سينفجر باكياً
في أية لحظة ، حاولت بدوري أن أتشاغل عنه ، بأن أجمع قلبي بما يدور به
لساني من أذكار ومناجاة ، لكن إشعاعات روح الفتى لا تزل تفعل فعلها العجيب في كياني كله ..!
ولما جلسنا جلسة التحيات الأخيرة ، سكن صاحبي سكون المقبرة ،
فوجدت نفسي فجأة تحلّق بعيدة عن كل ما حولها ، وما أخرجني من تهويمتي هذه
، إلا صوت الإمام ينهي الصلاة
وما راعني إلا وصاحبي يجهش بالبكاء ، مما لفت الأنظار إليه ،
غير انه وارى وجهه بغطاء رأسه ، وعجبت ، لقد كنت أتوقع أن يحدث هذا ،
ولكنه فعلها بعد الفراغ من الصلاة تماماً ..!!
فقررت أن أبقى إلى جانبه لأسأله ، وتشاغلت بأذكار ما بعد الصلاة ،
وأطال هو الجلوس ، شعرت أنه يريد أن ينصرف الناس أولاً ،
أما أنا فتسمرت مكاني لم ابرح ، لا أزال مصراً على أن أسأله ..!
فلما هم بالقيام ، أمسكته بكتفه لأثبته حيث هو ، ثم صافحته وبادرته أستحلفه
عن سبب بكائه بعد الفراغ من الصلاة .. !!
تلكأ قليلاً ، وأخذ يحدق في وجهي لحظة ، ثم تنهد وقال :
باختصار يا أخي .. لقد عشتُ لحظات الصلاة راكعاً وساجداً وذاكراً ،
وأنا أشعر شعورا قوياً أنني في الجنة مباشرة ..!
فلما سلم الإمام ، أحسستُ أني كمن طُرد من الجنة ، ووجد نفسه خارجها ،
فذلك والله الذي أطار عقلي ، وأطلق صوتي بلا شعور مني ،
وإني استغفر الله وأتوب إليه .. !!
ثم وثب ولم يمهلني أن أقول شيئا .. ومضى مولياً خارج المسجد ..
وبقيت حيث أنا أتفكر فيما سمعت ، ولا أكاد اصدق ،
ذلك أني على طول الزمن الذي أتردد فيه على المسجد ، أدخل الصلاة وأخرج منها كما دخلت ..!!
وكأنما دار رأسي ، وبادرت أرفع يدي بالدعاء إلى الله دامع العينين ،
ألح عليه سبحانه ، أن يهبني قلباً ، فلقد اكتشفت الليلة أني بلا قلب ..!
ابو عبد الرحمن
توقيع يمامة الوادي |
هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟
|
|